التونسية (تونس) نشرنا في عدد أمس خبر تلقي إحدى عائلات ولاية منوبة مكالمة هاتفية من ابنها المقيم بالقطر الليبي يستغيث فيها ويستنجد مطالبا بإعلام السلطات التونسية باختطافه من قبل قوات «فجر ليبيا». «التونسية» زارت عائلة الشاب مكرم بن عبد الله البالغ من العمر 24 عاما والذي سافر إلى طرابلس للعمل منذ شهرين ووقفت على حالة الهلع والخوف التي كانت عليها العائلة المكونة من أم أرملة وثلاثة اخوة . الأم جميلة التي تعاني من مرض ضغط الدم كانت في حالة رعب شديد قالت ل«التونسية» باكية : فقدت ابني منذ ليلة السبت الماضي إذ كان يهاتفني باستمرار من منطقة بوسليم بطرابلس التي يعمل بها كعامل في «بيزاريا» لكنه انقطع عن إجراء المكالمات الهاتفية الامر الذي ادخل الخوف والرعب في نفسي والإحساس بأن مكروها وقع له فعلا. وتضيف الأم : قصدت وزارة الداخلية ثم وزارة الخارجية للابلاغ عن فقدان ابني عشية الخميس لكن فوجئت بإبني الأكبر يهاتفني ليعلمني ان الجهة الخاطفة في ليبيا اتصلت به وان حياة أخيه مهددة صحبة بقية التونسيين المحجوزين معه». وهنا تدخل شقيقه محمد الذي تلقى المكالمة على هاتفه الجوال قائلا: وردت علي مكالمة من رقم ليبي حيث خاطبني شخص اكد لي انه عنصر ينتمي لقوات «فجر ليبيا» ثم سألني ان كنت فلان شقيق اكرم ولما اجبته بنعم قال حرفيا «اعملوا ثورة في بلادكم احتجوا على حكومتكم حتى يسلمونا جماعتنا المسجونين في تونس ونسلمكم شقيقكم وأكثر من 440 تونسيا اخرين موجودين عندنا». وأضاف شقيق مكرم:«استغربت الأمر في البداية وتملكني الضحك فالذي كلمني كان غاضبا ومرر الهاتف لشقيقي الذي انفجر بالبكاء قائلا أنقذونا من الموت إنهم يتوعدوننا بإعدام جماعي» .. تلك كانت الكلمات الأخيرة التي رددها أكرم وهو في حالة خوف حسب تعبير شقيقه الذي اكد انه عاود الاتصال بالطرف الليبي ليستجديه الإفراج عن شقيقه ليؤكد له ثانية ان الأمر منوط بعهدة الحكومة التونسية وان طلبهم هو الإفراج عن الليبي وليد القليب . وعن ظروف عملية إيقاف اكرم أكدت لنا العائلة انه كان يقطن في غرفة بنفس مقر العمل وانه يقطن وحيدا وأنه تحدث مع شقيقته ليلة السبت المنقضي في ساعة متأخرة من الليل عبر«السكايب» ليختفي بعدها وتنقطع مكالماته الهاتفية وأخباره. وقد بينت المعطيات الأولية انه وكغيره من التونسيين المخطوفين تمت مداهمة مقر سكناه و اقتياده تحت تهديد السلاح إلى معتقلات «فجر ليبيا» ليظل مصيره مجهولا وسط تضارب حول الأخبار الواردة عنهم وان كانوا يعاملون معاملة إنسانية أم يدفعون ثمن شيء لا ذنب لهم فيه سوى انهم قصدوا الأراضي الليبية لتدبير لقمة العيش وسط ظروف أمنية غير آمنة وتهديد مستمر . وقد طالبت العائلة السلطات التونسية ومصالح وزارة الخارجية التدخل لإنقاذ ابنها من الموت ومعرفة مصيره مع التعامل الجيد مع مطلب «فجر ليبيا» حتى لا يدفع ابنهم وبقية التونسيين الثمن ويقع التنكيل بهم وأشارت في الاطار الى ان ابنها يعمل بالاراضي الليبية منذ سنوات وهو يحظى باحترام وثقة مؤجره الذي منعه من ترك العمل. يذكر ان معتمد المنطقة حسن الخديمي كان في الموعد لطمأنة العائلة والتأكيد على الجهود المبذولة من قبل الحكومة التونسية للحفاظ على سلامة التونسيين واستعادتهم في اقرب الآجال.