التونسية (تونس) بين ألم غياب أخبارعنه وأمل ورود مكالمة هاتفية أو أي خيط يؤكد وجوده على قيد الحياة غرقت عائلة الشاب خيري شواري بالقلعة الكبرى في دوامة حيرة وخوف وتملكها الحزن والإحباط.. هذا الشاب غادر منزله في اتجاه مركز التكوين المهني على ان يعود مساء لكنه لم يعد واكتفى بمكالمات هاتفية من ليبيا وتركيا تؤكد التحاقه بمقاتلي الثورة السورية.. لتظهر صورته يوم 28 افريل على صفحات فايسبوكية محسوبة على أطراف سلفية بمنطقة القلعة الكبرى ومعلومات تؤكد وفاته بحلب السورية.. خبر لم تصدقه العائلة كما عجزت عن تكذيبه أو الظفر بمعلومة تثبت العكس.. الابن الوحيد خولة شقيقة خيري تحدثت ل«التونسية» عن مأساة عائلتها بعد التحاق ابنها بمقاتلي «جبهة النصرة» واختفائه قائلة: شقيقي يبلغ من العمر 19 عاما يتكون في اختصاص الاعلامية الصناعية بسوسة يؤدي واجباته الدينية بلا تعصب لم تبد عليه أية مظاهر أو سلوكات تجلب الانتباه ولم يسمع أي من افراد عائلتنا التي يعتبر ذكرها الوحيد وأصغرها اي حديث صادر عنه حول الجهاد في سوريا وكان همه الوحيد الالتحاق بصفوف الفريق الوطني لل«الكونغ فو» وهو اختصاص رياضي أغرم به وداوم عليه..». وتضيف خولة قائلة: «قام في صباح يوم 02 جانفي المنقضي قاصدا مركز التكوين كعادته لكنه لم يعد يومها حيث وردت على شقيقتي مكالمة هاتفية منه اكد فيها تواجده في ليبيا في اتجاه الاراضي التركية ومنها الى سوريا.. خبر نزل علينا كالصاعقة فمن أين له بفكرة الجهاد؟ ومتى فكر في ذلك؟ وأي ثمن جعله يتخلى عنّا أمي وأبي وأنا وشقيقتي دون وداع أو دموع ؟.. تعالت اصوات عويلنا وصراخنا وباءت محاولات والدي العامل بالقطر الليبي في العثور عليه هناك والحيلولة دون المخاطرة بحياته في سن يصعب فيها إدراك حجم الذنب الذي ارتكبه في حق نفسه وفي حقنا..».وتابعت خولة قائلة: «تتالت مكالماتنا لخيري حيث اعلمنا أولا بوصوله الى تركيا حيث ظل هناك مدة شهرين كمتطوع بمخيمات اللاجئين السوريين على الحدود ثم اعلمنا بعد ذلك بانتقاله الى حلب السورية وانطلاق رحلة السلاح والمواجهات نافيا تلقيه اي تدريب عسكري أو غيره...مرت الايام وكنا نهاتفه كالعادة لكن مكالماته توقفت ليتملكنا الوجوم واليأس ولتعم حياتنا مشاعر الحزن والألم فقد تكلم عبر الهاتف صوت شخص اجنبي لم نفهم صوته.. عاودنا الكرة فأجابنا صوت شاب تونسي ليؤكد لنا ان خيري مات وانه «غسّله بيديه ودفنه». وبنبرة حزينة تضيف خولة قائلة: «فوجئنا من الغد بصورة «خيري» تنشر على صفحات «الفايسبوك» وعبر جهات سلفية وبعبارات تترحم على روحه ..خبر لم نصدقه حيث لم يتصل بنا مصدر رسمي ليؤكد المعلومة على غرار ما يقع مع بقية العائلات التونسية والتي عادة ما ترد عليها مكالمات هاتفية تعلمها بوفاة ابنائها وأحيانا بأشرطة مصورة حول الجنازة وظروف الوفاة.. ولمزيد التحري اتصلنا بأصحاب الصفحات الفايسبوكية فأكدوا أن الأمر بلغهم وأنهم تحصّلوا على الصورة من اصدقائه بالمركز..».وختمت خولة قولها بنداء أخير حول مساعدة عائلتها لمعرفة مصير «خيري» خاصة ان والدتها قد لازمت الفراش حزنا وغمّا منذ سماعها خبر سفره ثم موته غير المؤكد كما عاد والده من ليبيا وانقطع عن العمل. وتنتهي الرواية الحزينة بتوجيه الاتهام الى بعض العناصر المتشددة التي اتخذت عددا من مساجد القلعة الكبرى ارضية للدعوة الى الجهاد ولدفع شباب في سن المراهقة الى طريق لا عودة منه.