علمت «التونسية» أن حالة من الاستياء تسود في صفوف مقدمي الخدمات الطبية في القطاع الخاص حيث أكد كاتب عام نقابة أطباء الممارسة الحرة والناطق الرسمي باسم تنسيقية مسديي الخدمات الصحية الدكتور فوزي بوقرة ل«التونسية» أن مقدمي الخدمات مستاؤون كثيرا من وزير الشؤون الإجتماعية عمّار الينباعي بسبب تجاهله لكل المراسلات التي تقدمت بها النقابات لفتح حوار شامل حول منظومة التأمين على المرض. وأشار الدكتور فوزي بوقرة إلى أنّ النقابات دعت في مناسبات متعددة وزير الشؤون الإجتماعية إلى التحكيم بينها وبين إدارة الصندوق الوطني للتأمين على المرض من أجل إعادة فتح باب المفاوضات حول مراجعة الاتفاقيات القطاعية وغيرها من النقاط الخلافية غير أن الوزارة لم تحرك ساكنا ولم تبد أيّ موقف في هذا الملف سواء بالسلب أو بالإيجاب وهو ما حوّل العلاقة بين الأطباء وإدارة «الكنام» ووزارة الشؤون الإجتماعية إلى نوع من حوار الطرشان وفق ما وصفه كاتب عام نقابة الأطباء . و أكد بوقرة أن نقابة الأطباء أوقفت المفاوضات مع الصندوق منذ شهر جوان 2014 مشيرا إلى أن الصندوق لم يبد منذ ذلك التاريخ أيّة رغبة جدية في حلحلة الأزمة بينه وبين مقدمي الخدمات الصحية . واعتبر كاتب عام نقابة الأطباء أن إدارة الصندوق خرقت الاتفاقيات القطاعية بتلكئها في مراجعة هذه الاتفاقيات طبقا لما ينص عليه قانون 2004 إلى جانب عدم مراجعتها للتعريفات التعاقدية منذ سنة 2008 رغم تغيّر كل المعطيات التي من المفروض أن تتمّ على ضوئها مراجعة التعريفات وهي الترفيع في الأجر الأدنى المضمون وارتفاع نسبة التضخم . وأعرب بوقرة عن استغرابه من مواصلة الصندوق ما سمّاه ب«هرسلة» الأطباء وعدم الأخذ بعين الاعتبار قرارات المجلس الوطني للتأمين على المرض الذي أوصى بتكوين لجان لتدارس الصعوبات المطروحة باعتبار أن المجلس الوطني هو السلطة العليا في نظام التأمين على المرض. ودعا كاتب عام نقابة أطباء الممارسة الحرة سلطة الإشراف إلى تحمل مسؤولياتها والتفكير جديا في بحث وإيجاد موارد تمويل إضافية لنظام التأمين على المرض معتبرا أن نسبة ال6,75 بالمائة التي تم إقرارها منذ بعث هذا النظام لم تعد قادرة على تحقيق نظام تأمين عادل ومتوازن ولن تسمح للمضمونين الإجتماعيين بالمرور إلى العلاج في القطاع الخاص وأنّ ذلك سيعمق أزمة القطاع العمومي. وأضاف بوقرة أن النقابة دعت منظوريها إلى عقد اجتماعات جهوية أسبوعية لتدارس الوضعية التعاقدية بين الأطباء و«الكنام» في انتظار القرارات التي سيتم اتخاذها في منتدى مجمع النقابات والغرف الطبية المزمع عقده في الأسابيع القليلة القادمة مؤكدا أن هذا المنتدى سيكون فاصلا في علاقة المهنيين بالصندوق. الصيادلة حسموا قرارهم ويشار إلى أن الصيادلة حسموا قرارهم في العلاقة مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض حيث سبق أن أعلنت النقابة السنة الماضية أنها في حل من هذا الارتباط التعاقدي غير أنه تم التراجع عن هذا القرار بعد تدخل سلطة الإشراف وهو ما سمح بتمديد هذا التعاقد بسنة واحدة مقابل التزام الصندوق الوطني للتأمين على المرض بخلاص فواتير الصيادلة في آجالها القانونية ومراجعة الإتفاقية التعاقدية وهو ما لم يحصل إلى حد الآن حسب ما أفاد به قارة علي رئيس نقابة الصيادلة. وأكد المصدر ذاته أن هيكلهم المهني أعلم الصندوق الوطني للتأمين على المرض منذ شهر جانفي الماضي في مراسلة رسمية أن الصيادلة سينهون التعاقد مع «الكنام» في شهر جويلية المقبل وأن النقابة لم تتلق الى اليوم أي رد على هذه المراسلة وهو ما يجعلها في حل من أي إرتباط في جويلية المقبل، حسب تعبيره . وشدد قارة علي على أن الصيادلة لن يدخلوا في المفاوضات مجددا مع الصندوق معتبرا أنه لا جدوى من تفاوض لا يؤدي إلى أيّة نتيجة.