إذا ما انتهت عملية بيع الانخراطات التي تخوّل لحامليها فرصة المشاركة في أشغال الجلسة العامة الانتخابية التي سيحتضنها قصر بلدية المنستير يوم 16 جوان القادم فإن المنطق والقراءة الرصينة لراهن الاتحاد الرياضي المنستيري يقتضيان معالجة دقيقة للأسباب التي أدت بالفريق الى الرابطة المحترفة الثانية وهو الذي كان في وقت ليس بالبعيد مرشحا ليكون ضمن الخماسي الأول في بطولة النخبة.. أما لماذا عرف فريق مدينة الرباط هذا المصير للمرة الثانية في ظرف ستة مواسم فإن ذلك يتطلب تشخيصا منطقيا لحاضر الفريق لأن ذلك من ضمانات إعادة البناء في العمق للقطع مع الأسباب التي أدت به الى ماهو عليه اليوم.. والثابت أن الرهان على عنصر الوقت من أوكد أدوات التأسيس لموسم موفق ومن يعرف كيفية الاستفادة من أخطائه بامكانه أن يحوّل نقاط الضعف الى مكامن قوّة ولن يكون باستطاعة الاتحاد المنستيري أن يقف من جديد ليسير بخطوات واثقة نحو تحقيق طموحات أحبائه.. وفي المقابل فإن إهدار الوقت وعدم إعداد مخطط عمل والتعاطي بسطحية مع واقع الفريق واستعمال المسكنات دون استئصال أسباب التراجع ستكون نتائجه معروفة.. ولا نظن أحباء الاتحاد المنستيري الذين يضرب بهم المثل في عشقهم لفريقهم يستأثرون في أن يكونوا كما عهدهم الجميع في مقدمة القوى الحيّة في الفريق للبناء والتأسيس للأفضل لنصرة ألوان الاتحاد قبل أي كان. في انتظار تحركات جدّية صحيح أن يوم 10 جوان هو آخر أجل لتقديم الترشحات لخوض السباق الانتخابي والمجال مازال متاحا أمام كل ذو رغبة في التقدم لانتخابات 16 جوان من أجل قيادة شؤون الاتحاد المنستيري خلال الفترة النيابية القادمة ولكن إلى حدّ الساعة لم يرد أي مطلب ترشح على اللجنة المستقلة المشرفة على الجلسة العامة الانتخابية.. قد يكون ذلك في سياق «المليح يبطى» ولكن من لديه الرغبة وخاصة برنامج عمل واضح المعالم وقوامه مشروع متكامل للنهوض بالفريق يتعين عليه أن يبادر لما في ذلك من رسائل طمأنة لجماهير الاتحاد المنستيري وازاحة الغموض الذي يخيّم على الشارع الرياضي لأن العودة السريعة الى الرابطة المحترفة الأولى تستدعي تحضيرا وانتدابات وحسما نهائيا في ملف الاطار الفني ونظرة ثاقبة في حقيقة الامكانات المالية للفريق. النظر في ملف الانتدابات حتى لا يطول الانتظار ولا يستمر الترقب أكثر من اللازم ثمّة أولويات لابدّ من طرحها على بساط الدرس ويتعين أن يقع الحسم فيها حتى قبل انعقاد الجلسة العامة الانتخابية وفي مقدمتها ملف الانتدابات بما في ذلك الاتفاق مع من يرى فيه فنيو الفريق القدرة على الاضافة في الموسم القادم الى جانب ضبط القائمة التي سيتم الاعتماد عليها في ما يتعلق بالرصيد البشري وتسوية الوضعيات العالقة من حيث صرف الرواتب أو جزء منها وابرام اتفاق معنوي في انتظار تفعيله مع الهيئة المديرة الجديدة.