التونسية (تونس) في خطوة قد تكون الاخطر في أزمة التعليم الأساسي، قاطع أمس المعلمون الامتحانات الكتابية لليوم الأول من الأسبوع المغلق بدعوة من النقابة العامة للتعليم الأساسي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل حيث عاد اغلب التلاميذ أدراجهم مرفوقين بأوليائهم، فيما التحق آخرون بأقسامهم لمواصلة الدروس بصفة عادية. وفي هذا الشأن، نفّذ أمس عدد من الجمعيات على غرار «أولياء التلاميذ» و«الرسالة التربوية» و«أولياء ومربون من أجل التلميذ» وجمعيات أخرى وعدد من الأولياء وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية تخلّلتها حالة من الغضب والحيرة في صفوف الأولياء، الذين عبروا عن استيائهم من تمسك الطرف النقابي بقرار عدم إجراء الامتحانات دون مراعاة مصلحة التلاميذ وما بذلوه وأولياؤهم من تعب وجهود على امتداد كامل السنة الدراسية. وطالب المحتجون وزارة التربية واتحاد الشغل بالتعقّل وعدم الزج بالتلاميذ في تجاذباتهما السياسية. في المقابل، أكدت اطراف نقابية أنّ المعلّمين سينظّمون اليوم الثلاثاء وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية بسبب عدم استجابة الوزارة لمطالبهم المشروعة رغم الاعتراف بها وكذلك ردّا على تصريحات الوزير التي قالت الأطراف إنها قد مسّت من كرامة المدرّسات والمدرّسين واستهجنت مطالب القطاع واستخفت بدور المربّي على حدّ قولها وكذلك من أجل تبليغ صوتهم مباشرة إلى رئاسة الحكومة وإلى الوزير. فشل المفاوضات وفي محاولة لحل الازمة وانقاذ السنة الدراسية، انعقدت أمس جلسة تفاوضية بين النقابة ووفد حكومي للبحث في الإضراب الإداري الذي ينفذه المعلمون وفي هذا الصدد،أكد المستوري القمودي الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي ان الجلسة التفاوضية مع سلط الإشراف، ممثلة في وزارتيْ التربية والشؤون الاجتماعية، كانت فاشلة بامتياز بسبب غياب مقترحات جديدة ووجود رئيس الحكومة الحبيب الصيد خارج أرض الوطن. ورغم مواصلة المعلمين التصعيد في تحركاتهم الاحتجاجية الى ان يتم تحقيق مطالبهم، بدا ناجي جلول وزير التربية مصرا هو الاخر على تطبيق القانون حسب قوله حيث أكد أنّ وزارته ستّتخذ كافّة الإجراءات اللازمة لضمان إنجاز الامتحانات مضيفا أنّ القانون يخوّل له أن ينجح كافّة التلاميذ. المتفقّدون يساندون من جهته أكد نور الدين الشمنقي كاتب عام نقابة متفقدي التعليم الابتدائي بالاتحاد العام التونسي للشغل في تصريح اذاعي أن متفقدي التعليم الابتدائي يساندون اضراب المعلمين في اطار التضامن النقابي والتزامهم بمبادئ الإتحاد الشغل معتبرا أن مطالب المدرّسين مشروعة وأن من حقهم الإضراب مضيفا أنه تم إمضاء اتفاق في وزارة الشؤون الاجتماعية ولكن رئاسة الحكومة انقلبت عليه على حدّ تعبيره وهو ما اعتبره انقلابا على الحوار الاجتماعي وضرب في العمق للنضال والمفاوضات الاجتماعية حسب قوله. وأكد الشمنقي أن من حق المعلمين مواصلة نضالاتهم من أجل تحقيق مطالبهم داعيا الدولة إلى تحمل مسؤولياتها في حماية المؤسسات التربوية وحماية المدرسين مشيرا الى أن هذه الحكومة لا تصغي الاّ لنفسها وهي مرتبطة بأجندات اخرى على حد قوله. وشدد الشمنقي على أن المتفقدين لن يكونوا اداة في يد أية جهة لانهم أبناء الحركة النقابية والاتحاد العام التونسي للشغل وأنهم لن يقوموا بهذه المهمة إلا في اطار التوافق وحل مشكلة التعليم الابتدائي ومشاكل المدرسين أساسا . يُذكر ان وزير التربية كان قد أكد في أحد تصريحاته ان وزارة التربية ستقوم بالاستعانة بالمتفقدين لإجراء امتحانات التعليم الاساسي في ظل مقاطعة المعلمين لها.