تونس غير قادرة على مجابهة الإرهاب بمفردها لا أحد يزايد علينا في الوطنية قال الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية، في كلمة ألقاها خلال ملتقى حول الاستشراف والتخطيط الاستراتيجي «تونس 2030» ، ان تونس تعيش وضعا امنيا واقتصاديا صعبا موضحا أن هناك بطالة خانقة وصلت الى 620 الف عاطل عن العمل، مضيفا أنه منذ اكثر من 5 سنوات لم يتغير شيء ولم يتم خلق أي موطن شغل، ودعا السبسي الى دراسة اسباب تراجع الاقتصاد التونسي وضبط الأولويات منتقدا الأصوات الداعية الى الزيادة في الاجور، وقال إن المقارنة يجب ان تتم بين من يتحصل على أجره آخر الشهر ومن لا يتحصل على شيء ابدا، مؤكدا ان الوضع سيء ويسير نحو الاسوإ. محاولات تفكيك واعتبر السبسي أن تونس وحدها غير قادرة على مجابهة الارهاب قائلا أنه من الضروري أن يلتف الجميع حول الدولة لمكافحة هذه الظاهرة وتجاوز كل محاولات التفكيك والتقسيم مشيرا في هذا السياق الى أن التحركات الاخيرة في الجنوب لم تكن بريئة وأن هناك تيارات تدفع نحو هذا التفكك مشددا على ضرورة فتح تحقيق في هذه الاحداث و محاسبة كل من تثبت ادانته. وقال رئيس الجمهورية إن المرور الى المصالحة الوطنية الذي كان اقترحه سابقا أمر ضروري سيتم المضي فيه لا محالة معتبرا أن مصلحة البلاد تقتضى تشريك كل التونسيين بمن فيهم رجال الاعمال لمواجهة الظرف الاقتصادي والاجتماعي الصعب مشيرا الى أن هذا المقترح لم يحظ بقبول عديد الاطراف مبينا أن هذا المقترح سياسي ولا بد من ايجاد صيغ قانونية لتجسيده والمضي في مرحلة طي صفحة الماضي، مؤكدا أن المصالحة لا تعنى تبرئة أي طرف كان وأن من يثبت تورطه فإن القانون سيكون هو الفيصل. في الخط الأمامي للخطر وأكد من جهة أخرى ان الوضع في ليبيا يمثل تهديدا اكبر على أمن تونس التي قال إنها موجودة في الخط الامامي للخطر معتبرا ان الدولة في ليبيا الشقيقة غائبة وان هذا البلد مؤهل للانقسام في ظل غياب الحوار السياسي الحقيقي و اكتساح حوار السلاح . واكد السبسي ان الحدود التونسية الممتدة على قرابة 500 كلم وأغلبها صحراوي ليست مؤمنة بالكامل وتفرض مراقبتها استعمال وسائل تقنية متطورة تمكن من تأمين البلاد ضد تسريب السلاح والارهابيين لافتا الى أن الالاف من التونسيين انضموا الى الدواعش في سوريا والعراق وخاصة ليبيا. جهل واستخفاف واعتبر رئيس الجمهورية أن الوضع الامني في ليبيا زاد تأزما بعد تقدم داعش في أراضيها واكتساحه لمناطق مركزية في البلاد على غرار درنة وسرت مشيرا الى أن التدخل الغربي العسكري لم يعط أكله الى حد الآن وأنه لا بد من حلول سياسية لها مقتضياتها مثمنا جهود المؤسستين العسكرية والامنية الجبارة في مقاومة الارهاب معتبرا ان تونس تتقدم في هذا المجال بخطوات ثابتة وإن كانت بطيئة. وأوضح السبسي أن اعتبار تونس قد انضمت إلى حلف «الناتو» من قبل 7 تنظيمات حقوقية وإعلامية، على خلفية توقيع مذكرة تفاهم بينها وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية تقضي بمنحها صفة حليف خارج الناتو، «ناتج عن جهل واستخفاف بالموضوع، ومؤكدا على أن «الأهم وعي الشعب التونسي بأنّ الدولة دائماً عند حسن ظنه»، قائلا في هذا الصدد «لا أحد يزايد علينا في الوطنية».