انتظم اليوم بقصر المؤتمرات بتونس العاصمةموكب الاحتفال باليوم العالمي للشغلأشرف عليه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسيورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر ورئيس الحكومة الحبيب الصيدورئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وداد بوشماوي والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي ورئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، كما حضر الموكب أعضاء الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل، ونواب مجلس الشعب،وأعضاء الحكومة،ورؤساء أحزاب وممثلي السلك الديبلوماسي، وممثلين عن المجتمع المدني. ودعا رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في خطابه بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشغل، إلى ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية، "رغم تشكيك البعض"، مشيرا إلى أنها لن تكون على حساب قانون العدالة الانتقالية. وقال السبسي : "المناخ الملائم يقتضي طي صفحة الماضي دون التسامح مع المذنبين"، مشيرا في ذات السياق إلى أن هناك "من هم خائفون من تتبعهم ولم يساهموا في الاستثمار في بلادهم". كما دعا السبسي الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمة الأعراف والحكومة للعمل على تجاوز الوضع الاقتصادي المتردي وتحقيق التماسك الاجتماعي عن طريق الحوار بين كل الطراف لتجاوز الصعوبات. وأضاف السبسي قائلا "يجب أن ندخل في حوار يجمع كافة الفئات لأن الاقتصاد في حالة صعبة ويتطلب إصلاحات". وعدد السبسي هذه الإصلاحات، مشددا على ضرورة تطوير وإصلاح المنظومة المالية والبنكية والإصلاح الجبائي والمصادقة على قوانين أساسية للقيام بذلك وعلى رأسها قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص وقانون المنافسة والاسعار وقانون الإجراءات الجماعية. وأضاف السبسي قائلا " نحن لا نريد اصلاحا مغشوشا بل نسعى إلى اصلاح على أسس صحيحة".وأكد السبسي في خطابه على حرية التعبير قائلا "نحن مع حرية التشكيك وحرية التعبير". وشدد السبسي على ضرورة التماسك الاجتماعي، قائلا "لن ننجح في هذا الإصلاح الا بتماسك المجتمع التونسي وهو متماسك". وقال السبسي "الخبراء نبهوا من الزيادة في الأجور وأثرها على الاقتصاد ولكننا نرى أن التماسك الاجتماعي من أولويات المرحلة". وأشار السبسي إلى وجود عدة أولويات للدولة اليوم، داعيا كافة الاطياف الاجتماعية إلى أن تكون متكاثفة، مضيفا أن "الحكومة لها حلين إما تسليح الجيش وتخصيص الأموال للتماسك الاجتماعي وهو أمر لازم لمحاربة الإرهاب". وفيما يخص الملف الليبي، أشار السبسي إلى وجود أجندات خارجية تتراكم على ليبيا ، مشيرا إلى أنهم "جراننا ونحن في تضامن معهم منذ فترة الاستعمار الإيطالي"، مضيفا أن ليبيا منقسمة بين الشرق والغرب وأن المنطقة الشرقية لها حكومة معترف بها دوليا ونفوذها لا يمتد للغرب ومنطقة طرابلس وهي المنطقة المهمة لتونس ويجب التعامل معها". وأشار إلى أن هذين الطرفيين طلبا من تونس التدخل ولكن تونس لا تريد أن تتورط في هذا الاشكال. وقال السبسي أن الحوار الليبي اليوم متعثر وأنه لا يوجد أي ملجأ آخر سوى الحوار للخروج من الأزمة، مشددا على أن تونس ضد أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا. وأضاف السبسي أن الوضع في تونس اليوم هش ولا يتحمل المزايدات، مشيرا إلى أن كل الدول سعيدة بالتجربة التونسية، ولكن إلى حد الساعة "لم يساعدنا أي أحد". وأشار السبسي إلى وجود 620 ألف عاطل عن العمل منهم 250 ألف من خريجي التعليم العالي وأن الدولة لم تحقق لهم شيئا، مشيرا إلى ضرورة أن تحل هذه المشاكل وأقر السبسي : "ذهبنا خطوة بعد امضاء الاتفاق بين الحكومة والاتحاد في طريق تحقيق التماسك الاجتماعي"، مشددا على ضرورة العمل المشترك بين كل المنظمات التونسية لتجاوز الصعوبات، وأضاف : "نستطيع أن نقول ان ما مرت به البلاد من إضرابات هي سحابة صيف تقشعت".