على إثر انطلاق فعاليات الحوار الوطني المجتمعي حول إصلاح المنظومة التربوية في تونس نظمت الجمعية التونسية للتربية على النجاح ندوة بعنوان «كيف نؤسس لمنظومة تربوية ناجحة ؟ دور الجمعيات التربوية»ودعت إلى ذلك ثلة من خيرة الخبراء في التربية والتعليم لتقديم مداخلات حول محورين يجيب الأول على السؤال التالي: كيف نؤسس لإصلاح تربوي ناجح ؟ والثاني على السؤال التالي : كيف نرسي مقاربة تشاركية في تنفيذ الاصلاح وما الدور الذي يمكن أن تساهم به الأطراف الفاعلة في المنظومة من خارجها وخاصة الجمعيات التربوية ؟ ولكي تتلاقح الأفكار وتنضج الرؤية شرّكت الجمعية ممثلين عن مختلف الجمعيات التربوية لتقديم تصوراتهم والإدلاء بمقترحاتهم في الغرض . وقد انتهت الندوة إلى تقديم التوصيات التالية التي ستتولى الجمعية موافاة وزارة التربية بها اسهاما منها في المجهود المبذول من الجميع في إرساء إصلاح تربوي جديد ومساعدة اللجان الفنية وأصحاب القرار على بلورة رؤية سياسية تربوية تخدم البلاد وتنفع الأجيال . وفي ما يلي أهم التوصيات المنبثقة عن هذه الندوة : بالنسبة للمحور الأول : التأسيس للاصلاح التربوي 1- لبناء منظومة تربوية ناجحة لا بد من تركيز الأسس التي تضمن نجاعة الاصلاح مستقبلا 2- التأكيد على ضرورة تأسيس الإصلاح التربوي اعتمادا على منطلقات الاصلاح التالية : الدستور واستحقاقات الثورة وتقارير الخبراء ونتائج التقييم لواقع المنظومة التربوية واستشارة المعنيين بالتربية والخطط التنموية للبلاد 3- ضرورة التفكير والتأنّي في اختيار مدخل للإصلاح قبل الشروع في معالجة محتوياته ومضامينه 4- ضرورة هندسة الاصلاح اعتمادا على منهجية علمية باعتماد معايير مدخل الحوكمة والمدخل الاستراتيجي. 5- اجتناب طغيان الجانب الأيديولوجي في إصلاح المنظومة التربوية . 6- وضع سياسة تربوية يضبط المجتمع بها ما يريد من المنظومة التربوية أن تحققه في الناشئة من ملامح ومن كفايات وفق خطط ومراحل تحددها نصوص وبناء على رؤية سياسية تربوية تحقق إصلاحا شاملا 7- شمولية الإصلاح وعمقه حتى لا يكون مجرّد تجديدات جزئية أو ترميمات موضعية وأن يتوجه إلى المستقبل لا أن يكون إحياء لاختيارات وممارسات سابقة حتمتها ظروف معينة ، وأن يستند إلى مرجعيات واضحة في مقدمتها دستور الجمهورية التونسية 8- توخي نظرة استشرافية للمجتمع التونسي في المستقبل بعد جيل على الأقل ، وأقرب مدى منظور في المستقبل لا يكون قبل سنة 2030. 9- إحداث هياكل جديدة استشارية وتوجيهية خارج المنظومة التربوية أهمها : - مجلس أعلى للتربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي : تشارك فيه الهيئات والجمعيات والمنظمات التربوية - هيئة وطنية لتقييم واستشراف منظومة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي - معهد عال للتكوين الأساسي لإطارات التربية - هيكل وطني يعنى بالإعلام والتوجيه والتشغيل تتدخل فيه مختلف الوزارات المعنية ( التربية – التعليم العالي – التكوين المهني والتشغيل ) 10 - الإجماع على أنّ المدرسة الحالية لم تعد قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم . 11 – وضع استراتيجية لقيادة تنفيذ الاصلاح يحدد معايير النجاح ويحذر من مواطن الفشل بالنسبة للمحور الثاني : المقاربة التشاركية 1 - على مشاركة المجتمع المدني في المنظومة التربوية الجديدة أن تكون مساهمة فعلية للإثراء بهدف الوصول إلى الحلول الوجيهة والمقنعة لأهم الإشكاليات المطروحة بعيدا عن التجاذبات الإيديولوجية والاختيارات الحزبية ودون هيمنة أو وصاية 2 – ضرورة التشريك الفعلي لمنظمات المجتمع المدني وإرساء نهج التواصل بين كافة المتدخلين في الحقل التربوي وإعادة تنظيم العلاقة بين المدرسة ومحيطها حتى يخرج المنظومة التربوية من أزماتها المتراكمة ومن عزلتها 3 - العودة للعمل ب «مشروع المؤسسة » و « مجلس المدرسة » 4 - ضرورة الاقتداء بالتجارب الناجحة التي اعتمدت طرقا مغايرة ومستحدثة لتنفيذ أنشطة وتعلّمات تربوية باعتماد المقاربة التشاركية . 5 – ضرورة أن تلعب الجمعيات التربوية دورها في اشتغال المنظومة التربوية بالمساهمة الفعلية في الأنشطة البيداغوجية والفنية والثقافية والصحية والبيئية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية والرياضية والترفيهية والتوجيه والإعداد النفسي للامتحانات وصعوبات التعلم ومقاومة الفشل المدرسي .. 6 - التأكيد على الدور الهام الذي يلعبه الإعلام في التعريف بالسياسة التربوية الحديثة ومظاهر نجاحها 7 - بناء شراكة فعالة مع المحيط الثقافي والإعلامي بالجهات للاستفادة من خبرة المختصين 8 – وضع إطار للتشاور بين مختلف المتدخلين في المنظومة التربوية في الجهات يقرب وجهات النظر ويبدد الشكوك والشائعات التي تنمو وتتفاقم في غياب إعلام صريح وجريء. 9 - تفويض الصلوحيات للجهات وإعطاء المؤسسات التربوية الأهمية التي تستحقها. مما يجعلها تنخرط فعليا في عملية التسيير وتتحمل مسؤولياتها في النجاح وفي الإخفاق، فضلا عن تحرير الطاقات وإمكانيات المبادرة. 10 – نشر قيم العمل الجماعي والمشاركة في الحياة العامة وثقافة التطوع لدى الناشئة