التونسية (مكتب صفاقس) شهر رمضان هو شهر الرحمة والتضامن والتآزر بين المسلمين والأشقاء والاجوار بمناطق الشمال الغربي وخاصة منها المناطق الجبلية البعيدة والنائية التي توجد بها العديد من العائلات الفقيرة والمحتاجة والتي ليس لها دخل قار ولا مورد رزق ولا تتمتع بمنحة العائلات المعوزة ممّا جعلها تعاني من الفقر والخصاصة والحرمان بصفة متواصلة ودائمة. أغلب هذه العائلات إن لم يكن كلها لا تعرف طعم اللحم في كامل شهر رمضان وليس بإمكانها أن تشتري الغلال التي تشتهيها أو ترغب فيها وتكتفي بما تجود به عليها الحدائق العائلية من ثمار إن وجدت. صحيح أن قفة رمضان كانت لها خير سندا ومعين لكن العائلات الوافرة العدد لا تكفيها بما تحتوي عليه من مؤونة لأيام قليلة. بعض الجمعيات الخيرية تكفلت في بداية الثورة بمساعدة هذه العائلات بكميات من اللحوم البيضاء وان كانت قليلة ما جعلها تشعر بلذة شهر الصيام وتتذوق الطعم اللذيذ للطعام لكن عطاء هذه الجمعيات نضب بمرور الزمن وتتالي الأيام ولم تعد تجود على هؤلاء الفقراء الذين لم يتبق لهم سوى الصبر والاحتساب عند الله والرضاء بما يتوفر من طعام. موائد الإفطار بالرغم من أن موائد الإفطار كانت في السابق تنظم داخل المدن وببعض الأحياء الكبيرة خاصة بالعاصمة ولا يتمتع بها إلا فئة قليلة من المحتاجين والفقراء وتحرم منها العديد من العائلات الفقيرة والمحتاجة القاطنة بالمناطق الريفية والجبلية البعيدة فإنّ لهذه الموائد جدوى كبيرة حيث أنّها توفر طعام الإفطار للعديد من الصائمين أمثال العاملين والذين يؤمنون حصص الاستمرار بصفة متواصلة حتى عند موعد الافطار والمسافرين والأشقاء الجزائريين العابرين. ففي اغلب مدن مناطق الشمال الغربي وخاصة الصغيرة منها لا توجد مطاعم مفتوحة توفر طعام الإفطار في شهر رمضان وغالبا ما يفاجأ المسافرون بذلك عند وصولهم إلى هذه المدن فلم لا نعود إلى تنظيم هذه الموائد التي نأمل أن يكون تنظيمها في المستقبل من طرف جمعيات خيرية بعيدة كل البعد عن الأحزاب السياسية فتكون خالصة لوجه الله وإكراما للمسافرين وسندا للفقراء والمحتاجين وطعما للصائمين