الآن وقد هدأت النفوس نسبيا اثر مرور شيء من الوقت على خيبة النادي الرياضي الصفاقسي القارية الاخيرة حيث مني بهزيمة مخجلة امام نادي اورلندوبيراتس الجنوب افريقي واصبح التقييم دون تشنج ممكنا بالنسبة لاداء الفريق وهويته الكروية الحالية والتي لا تمت بصلة بتاريخ وعراقة نادي عاصمة الجنوب وهذا امر غير عصي الملاحظة حيث عجز اللاعبون عن تقديم الحد الادنى المطلوب منهم في الدفاع عن راية الفريق وقد وصل الاداء في السوء والتدني الى الحد الاقصى ولا يمكن بتاتا لمتابعي الفريق الاوفياء تخيل ناديهم يقدم مردودا اتعس من الذي يقدمه في الفترة الحالية او لنقل في الاشهر القليلة الفارطة حيث لم يقدر اللاعبون على رسم أية جملة تكتيكية واضحة الملامح او على تهديد مرمى منافسيه بصفة جدية وحتى في المباراة الاخيرة فقد بأن جليا ان الفريق ليس بمقدوره التهديف حتى لو لعب 90 دقيقة اخرى هذا من جهة ومن جهة اخرى لم يتمكن خط الهجوم من التهديف في ثلاث مباريات سوى في مناسبة يتيمة في مباراة الفهود الكنغولية من ركلة جزاء وهو ما يقيم الدليل على حجم معاناة النادي الذي اصبح هجومه عقيما ودفاعه كالغربال كيف لا وهو يقبل الاهداف في كل مباراة . خطة تكتيكية مبهمة في حقيقة الامر فقد عجزنا اثناء متابعتنا للمباراة الاخيرة للنادي الرياضي الصفاقسي امام اورلندوبيراتس عن فهم طلاسم الخطة الفنية التي وضعها الاطار الفني لفريق عاصمة الجنوب ولكن هي باي حال من الاحوال ليست من ضمن الخطط المتعارف عليها حيث لم تكن رسم 2-4-4 ولا 2-5-3 ولا 3-3-4 ولا 1-5-4 وبالتالي فإن الخطة الأقرب التي عول عليها دوارتي وطاقمه هي 1-4-1-4 وهو رسم غريب الاطوار ولم يسبق ان عايناه على ملاعب الساحرة المستديرة حيث وقع التعويل على لاعب ارتكاز وحيد هو ياسين مرياح امام رباعي الدفاع وخلف رباعي وسط الميدان الهجومي الذي تكون من لاعبين بنفس المواصفات تقريبا يحمل كلهم نزعة هجومية مع عدم القدرة على افتكاك الكرات باستثناء الحناشي وفي خط الهجوم كان رأس الحربة سليم المزليني معزولا . عجز مضاعف دفاعا وهجوما كنتيجة للخطة الفنية التي شرحنا ملامحها آنفا كان فريق النادي الرياضي الصفاقسي امام مشكلتين تمثلت الاولى في العجز الواضح على مستوى بناء الهجمة من الخلف والتدرج السريع بالكرة من المناطق الدفاعية الى مناطق المنافس بحكم وجود لاعب غير قادر فنيا على الاضطلاع بهذا الدور وهو ياسين مرياح كما ان اللاعبين الاخرين مثل منصر وشلوف واللواتي كانوا يميلون الى التواجد في مناطق المنافس اكثر من الاقتراب الى زملائهم في الخط الخلفي واما المشكلة الثانية فقد تمثلت في العزلة التي وجد فيها مهاجم الفريق المزليني نفسه وذلك بسبب غياب الدعم اللازم من زملائه وايضا بسبب الاعتماد المفرط على الكرات العالية التي احسن اقتناصها مدافعو الفريق الضيف . الفريق يخسر أم المعارك يمكن القول بأن جميع عشاق الابيض والاسود على يقين تام بأن التعويل على ياسين مرياح كلاعب ارتكاز كان تقليدا لمنهج الاطار الفني للمنتخب ولكن ما خفي على الاطار الفني للنادي الرياضي الصفاقسي هو ان التعويل على مرياح كلاعب ارتكاز وحيد هو ضرب من الجنون لأنه لاعب بمواصفات دفاعية بحتة واما في المنتخب فانه يلعب الى جانبه لاعب ارتكاز ثان يحمل مواصفات دفاعية وايضا هجومية حيث بامكانه الربط بين الدفاع والهجوم بفضل فنياته وهو نادر الغندري وكنتيجة لذلك فقد خسر النادي الرياضي الصفاقسي منطقة وسط الميدان ومعها آليا نتيجة المباراة . أين «الزيادي» والبقية ؟ نقطة قوة النادي الرياضي الصفاقسي في الفترة الماضية تتمثل أولا وبالأساس في لاعبي وسط الميدان الدفاعي وخاصة الفرجاني ساسي وديديي ندونغ اللذين اعطيا الامان اللازم للفريق دفاعا وهجوما واما الآن فقد اصبح هذا المركز الحساس ممرا للاعبي الفرق المنافسة وغير قادر على تقديم المؤازرة الهجومية المطلوبة وهو ما اجبر الاطار الفني على القيام بعدة تحويرات على هذا المركز في المباريات الفارطة ولكن من غير المعقول ان يستبعد الاطار الفني 3 لاعبي ارتكاز وهم كمون والزيادي وحدة ويعول على مرياح في غير مركزه ويمكن القول هنا بأن اكثر لاعب مهضوم الجانب هو زياد الزيادي الذي بمقدوره ان يضطلع بهذا الدور كأحسن ما يكون بفضل خصاله الدفاعية والهجومية وتمريراته الحاسمة الشبيهة بتمريرة هدف الحناشي امام فريق العلمة الجزائري وقد كانت آخر مباراة وقع التعويل على الزيادي فيها كأساسي هي مباراة الترجي الرياضي الاخيرة بصفاقس التي كان فيها افضل لاعب اضافة الى مباراتي العلمة ذهابا وايابا وقد احتجت الجماهير انذاك كثيرا على تغييره ومنها احتجب اللاعب تماما عن التشكيل الاساسي . استناف التدريبات استأنف النادي الرياضي الصفاقسي مساء امس الثلاثاء تدريباته وتحضيراته لباقي منافسات دورالمجموعتين من كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم وايضا بقية مباريات الكأس التي تم ارجاؤها لبداية هذا الموسم الجديد