وزير العدل السوري يطرح عودة العلاقات كأساس للتعاون الأمني عقد الوفد الذي زار سوريا مؤخرا ويضمّ نشطاء من المجتمع المدني وإعلاميين ندوة صحفية بالعاصمة يوم أمس قدم فيها حيثيات هذه الزيارة والنتائج التي تم التوصل إليها. وقال الإعلامي زياد الهاني إن الزيارة التي أداها الوفد إلى سوريا كانت محفوفة بالكثير من المخاطر حيث أن الفندق الذي أقاموا فيه تعرض للقصف مما أسفر عن سقوط قتيلين و الكثير من الجرحى ,لكن رغم ما تعرضوا له من مخاطر فإنهم لم يتوصلوا إلى الكشف عن العديد من الحقائق و المعلومات. وبين أن هذه الزيارة كانت مهمة جدا بالنسبة إليهم مشيرا إلى أنهم اكتشفوا خلالها عديد المخاطر التي تهدد بلادنا قائلا «إن العمليات الإرهابية التي وقعت في تونس وخاصة في الشعانبي وباردو و سوسة لا تساوي شيئا أمام المخاطر التي هي في طريقها إلى تونس». الزيارة التي أدّاها الوفد إلى سوريا جعلته يكتشف ما تعيشه الجالية التونسية من مشاكل و صعوبات جعلتهم غير قادرين على العودة إلى تونس وقال زياد في هذا الصدد إن الهدف الرئيسي من الزيارة كان الاطمئنان على جاليتنا و كشف المعاناة التي يتعرضون لها. ميليشيات وأكد زياد الهاني في ذات الصّدد أن أكثر من 20عائلة تونسية تعيش أوضاعا صعبة في سوريا كما بين أن حوالي 500 تونسي مختفون في سوريا مشيرا إلى أن المختفين هم في منطقة خاضعة للسيطرة من قبل ما يسمى ميليشيات «سيد زهران». وشدد على ضرورة عودة التمثيل الديبلوماسي بين البلدين لأنه سيعطي فرصة للبلاد لتجنب كارثة حقيقية لجهة أن عودة العديد من التكفيريين والإرهابيين التونسيين من سوريا إلى تونس سيخلق العديد من المخاطر والمشاكل خاصة في ضوء وجود العديد من المساجين التونسيين هناك يمثلون تهديدات كبرى قائلا «إنهم يتوعدون بحرق الأخضر و اليابس». من جهته وصف معز علي منسق الائتلاف المدني ضد الإرهاب و أحد المشاركين في الوفد الزيارة ب«المميزة» لأنهم استطاعوا التواصل مع العديد من الأطراف وكشف ما يعانيه التونسيون من مشاكل أهمها عدم قدرتهم على استخراج جوازات سفر من أجل العودة إلى أرض الوطن إلى جانب وجوه العديد من التونسيين المتشردين والذين يعيشون في الشوارع السورية فضلا عن معاناة الكثير من الشباب التونسي الذين قال إن أولياءهم تونسيون لكنهم لم يحصلوا على الجنسية التونسية مبرزا أنه عند بلوغهم سن ال 18 يتم إلحاقهم عادة بالجيش السوري. و أفاد أن العديد من التونسيين الذين التقاهم الوفد شكروا الجمعيات و الشعب السوري لما يقدّمونه لهم من إعانات مؤكدا في هذا السياق على ضرورة توفر عديد الإجراءات الأساسية من أجل استرجاع جاليتنا الذين قال إنهم بعثوا نداءات استغاثة للدولة التونسية ولا أحد استجاب لنداءاتهم. ملاحظا أن العديد من التونسيين هم في أمس الحاجة للعودة إلى الوطن. و أضاف أن هدف الزيارة تمثل أيضا في نقل الأوضاع التي تعيشها الجالية السورية في تونس حيث كثرت نسبة الأيتام الذين يمتهنون التسوّل في الشوارع كما التحقت عدة نساء بمسالك الدعارة لعدم قدرتهن على توفيراحتياجاتهن.. تونسيون في السجون الإعلامي زهير الجيس أكّد أنّ الزيارة لم تكن ممولة من أي طرف مؤكدا عزم الوفد تقديم قضية ضد أحد المواقع الذي قال إنّه تعمد ذكر أسماء صحفيين لم يشاركوا في الوفد. كما كشفت الصحفية خولة السليتي أنّ الوفد زار 5 تونسيين في أحد سجون سوريا تم إيقافهم لأسباب مختلفة فمنهم من هو موقوف بسبب الدخول إلى القطر السوري بطرق غير شرعية ومنهم من هو متهم بانتسابه إلى الجماعات التكفيرية مؤكدة أنّ هناك من ندموا على السفر إلى سوريا ويرغبون في العودة إلى تونس فهم كانوا ضحية عملية تآمر أو ما وصفه ب «اللعبة القذرة» التعاون الأمني وأكدت في نفس الإطار أن عدد المقاتلين التونسيين في سوريا ارتفع إلى ما بين 7000 و 8000 مقاتل وبذلك؛ احتلت تونس بذلك المرتبة الرابعة من حيث عدد المقاتلين الأجانب في سوريا مبينة أن القيادات المدبرة هم بالأساس من تونس مشيرة إلى أن العديد من الملفات الجاري إعدادها ستقدم قريبا للقضاء والرأي العام والتي تكشف من هم وراء تسفير شبابنا وتحريضهم على القتال في سوريا. موضحة أن وزير العدل السوري لدى لقائه الوفد أكد أن التعاون الأمني بين سورياوتونس يكون من خلال عودة العلاقات الديبلوماسية بين الدولتين كنقطة رئيسية. هدى وصلي