قال القيادي في حركة النهضة لطفي زيتون إن دعوة رئيسها راشد الغنوشي الأطراف العربية المتنازعة بما فيها الأطراف المتقاتلة في سوريا إلى إجراء مصالحة شاملة بهدف إنهاء القتال ليست جديدة، مؤكدا أنه سبق للنهضويين أن دعوا إلى مصالحات عربية شاملة لا سيما في ليبيا والعراق. ولاحظ زيتون، في تصريح ل «التونسية» أن الأطراف المتنازعة في سوريا، بمن فيها الرئيس بشار الأسد، مطالبة بالجلوس سويا على طاولة الحوار لوقف شلالات الدماء التي تسيل في بلاد الشام، مبينا أنه لا خيار أمام هذه الأطراف سوى الحوار بدون شروط، وتحت إشراف الجامعة العربية والمنتظم الأممي. واعتبر القيادي في النهضة أن التدخل الروسي في سوريا لم يغيّر موازين القوى لصالح النظام السوري، موضحا أن ما يحصل هناك يصب في خانة إعادة تشكيل الخارطة الدولية. وتابع أن تدخل قوّة عظمى في بلد ما يكون حتما لصالحها لأن زمام المبادرة سيكون بيديها، مستشهدا بالتدخل الأمريكي في العراق ومبينا أن التدخل الروسي في سوريا يقوّي موقف الروسيين، كما أن هذا التدخل ليس بالضرورة لصالح النظام السوري. وعن تزامن الخطاب النهضوي الجديد مع تغير المواقف الدولية التي تخلّى أغلبها عن المطالبة بتنحي الأسد كشرط لحل الأزمة لا سيما أن الوقائع على الأرض تتجه نحو انتصار الجيش السوري،أشار زيتون إلى أن ما أثّر في توجه النهضة الجديد هو موقفها المتبني لخيار المصالحة لحسم الصراعات الداخلية في دول المنطقة ولوقف شلالات الدماء التي نتجت عن هذه الصراعات مبرزا أن النهضة كانت منذ البداية ضد تحويل الثورة السورية من ثورة شعبية إلى ثورة مسلحة. وخلص محدّثنا الى التأكيد على أن حزبه اتخذ الموقف الصحيح من الأزمة السورية، وأنه ليس مهما أن يقع ذلك الآن أو في الماضي، بل الأهم أنه حدث. وأضاف أن دول المنطقة أصبحت مهددة وبصدد التفتت، خاصة بعد تدخل القوى العظمى في بعض البلدان العربية. وعن علاقة الموقف الجديد بالزيارة التي أداها رئيس الحركة راشد الغنوشي وعدد من قياداتها مؤخرا إلى تركيا لحضور مؤتمر حزب العدالة والتنمية، أفاد لطفي زيتون بأن موقف حزبه تجاه ما يجري في بلاد الشام سابق لنظيره التركي، مستطردا أن قرارات الحركة مستقلة وأنها لا تتشاور مع أية جهة عند إتخاذ مواقف وطنية أو إقليمية معينة. وعن احتمال حدوث تطورات جديدة في الموقف التونسي الرسمي تجاه الوضع في سوريا قال زيتون إنه من الوارد قطع خطوات أخرى في هذا الإتجاه تحت راية الجامعة العربية والمنتظم الأممي، مؤكدا أن تونس تلتزم بقرارات الجامعة العربية وكذلك بالقرارات الأممية. الملف السوري من أهم أهداف زيارة الغنوشي إلى إيران وبالنسبة لأهداف الزيارة المرتقبة التي سيؤديها الغنوشي إلى إيران، أفاد زيتون بأن رئيس الحركة تلقى دعوة من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية لزيارة بلاده للتشاور بخصوص القضايا الإقليمية. وأوضح أن تاريخ الزيارة لم يحدّد بعد، وأن الأزمة السورية ستكون من بين الملفات التي سيتم التطرق إليها خلال هذه الزيارة. خضوعا لتغيرات دولية أم مراجعات ذاتية؟ وكان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي قد دعا منذ أيام إلى عقد مؤتمر مصالحة عربي في تونس يضم السلطات السورية الرسمية بقيادة بشار الأسد. وأعلن الغنوشي استعداد تونس لاستضافة مؤتمر المصالحة العربي، مبديا في الأثناء ترحيبه بالأسد على أرض تونس، مضيفا أنه لا وجود لعداوة بينه وبين الرئيس السوري. ويرى مراقبون أن تغير خطاب النهضة الرسمي إزاء الأزمة السورية يتنزل في إطار التحولات الرسمية للموقفين الإقليمي والدولي تجاه مسألة بقاء أو تنحي الأسد، حيث أعلنت دول مؤثرة في القرار الدولي عدم معارضتها لبقاء الأسد، حاليا دون نسيان المشهد الميداني في سوريا الذي يتجه نحو إنتصار النظام السوري في حربه على الجماعات الإرهابية المتطرفة. سنيا البرينصي