استبعدت موسكو التصويت على قرار أممي في مجلس الأمن ضد سوريا مؤكدة أنها سترفع «الفيتو» ضد كل مسودة تشرع للتدخل العسكري في سوريا أو تسقط إملاءاتها السياسية على الحوار الوطني في «الشام». وعقب جلسة صاخبة وحادة في مجلس الأمن حول الأزمة السورية وبين بيانات متناقضة وكلمات متضادة من ناحية الشكل والمضمون والدعوات بشأن المشهد السوري وآليات التصرّف الدولي حياله, أكدت موسكو أن الأيام القليلة القادمة على الأقل لن تشهد تصويتا حول مسودة القرار العربي الغربي. مناقشة المشروعين فقد اعلن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن الحديث حاليا لا يدور عن التصويت بل سيستمر الخبراء في مناقشة المشروعين الروسي والمغربي وتبذل حاليا جهود للاتفاق على نص سيكون مقبولا للجميع وسيساعد على التوصل الى تسوية سياسية في سوريا ، ولذلك فلن يتم اي تصويت في الايام القريبة». وجدد المسؤول الروسي موقف بلاده الرافض جملة وتفصيلا لمشاريع النصوص الغربية العربية في مجلس الأمن قائلا: «حتى يومنا هذا يعتبر مضمون مشروع القرار المغربي غير مقبول بالنسبة الينا، لانه ما زال يتضمن بنودا تنص على فرض العقوبات على سوريا بالاضافة الى بنود قد «تؤوّل» على أنها تسمح باستخدام القوة». وأشار الى ان «تقرير مراقبي الجامعة العربية, إضافة إلى طبيعة النقاش الدائر حول التقرير في مجلس الامن الدولي الليلة قبل الماضية اثبتا صواب موقفنا، لانه الى جانب تقييم اعمال الحكومة السورية فقد اكد بوضوح ان عناصر مسلحة يقومون باعتداءات على قوات الأمن السورية والسكان المسالمين في البلاد». وأضاف « وعلى هذا الاساس تولّد الاستنتاج بانه من الضروري ان تتعهد جميع الاطراف السورية، وليس فقط الحكومة، بوقف العنف بشتى اشكاله. وهذا هو ما دعونا اليه منذ اندلاع النزاع في سوريا». وشدد على ضرورة أن ينص أي قرار في مجلس الأمن على استبعاد الحل العسكري بكافة أشكاله في سوريا . وتابع أن تقرير المراقبين العرب حثّ على ضرورة إطلاق حوار وطني يضم كافة الأطياف السياسية في سوريا , وهو بالفعل ما جسدته دعوة موسكو إلى حوار وطني جامع لا يستثني أحدا داعيا الجامعة العربية إلى دعم المبادرة الروسية للحوار الوطني السوري . كما حث كافة الدول الغربية على دعم بعثة المراقبين العرب في سوريا وعلى إعطائها الوقت الكافي لتقديم تقارير واضحة وحقيقية تعكس حقيقة الواقع الميداني. الانقسام الدولي وجسدت جلسة الليلة قبل الماضية في مجلس الأمن الانقسام الدولي الكبير حيال الوضع في سوريا , حيث أثبتت وجود تكتل دولي بقيادة روسيا والصين يرفض التدخل العسكري ويدفع نحو الحوار الوطني السوري غير المشروط في مقابل محور دولي بقيادة باريس وواشنطن ولندن – الدول العظمى الاستعمارية والإمبريالية- يحض على إسقاط النظام السوري القائم مهما كانت التكاليف . فقد زعمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن على الرئيس السوري بشار الأسد التنحي من سدة الحكم ونقل السلطة سلميا مدعية أن عدم تحرك مجلس الأمن الدولي بسرعة لحل الوضع في البلاد سيضعف مصداقية الأممالمتحدة. وقالت كلينتون : حان الوقت كي تضع الأسرة الدولية خلافاتها جانبا وترسل رسالة دعم واضحة للشعب السوري, على حد زعمها .