فاتن حباشي هي أصيلة مدينة باجة لاعبة كرة طائرة تبلغ من العمر 25 سنة لها مسيرة حافلة بالألقاب والتتويجات مع مستقبل باجة صنف الصغريات شاركت في 4 نهائيات وفازت بثلاثة كؤوس (2005 - 2007 - 2009) وببطولة تونس سنة 2008 مع اتحاد قرطاج وثنائي الكأس والبطولة صنف الكبريات موسم 2010 – 2011. و فازت مع المنتخب الوطني ببطولة إفريقيا سنة 2006 بالجزائر كما شاركت في بطولة العالم 2007 بالمكسيك وكانت قائدة المنتخب في ذلك الوقت وشاركت في بطولتي إفريقيا للكبريات 2009 الجزائر و2011 بكينيا. هذه البطلة التونسية تشكو اليوم مرضا خطيرا كما أنها مهددة أكثر من أي وقت مضى بفقدان نعمة المشي. «التونسية» اتصلت بفاتن حباشي للاطمئنان على صحتها فكان الحوار التالي : هل يمكنك أن تفسري مرضك؟ أشكو من ورم في العمود الفقري الخطورة لا تتمثل في الورم في حد ذاته إنما في مكانه الذي يعتبر صعبا نظرا لوجوده في وسط النخاع وتحيط به الأعصاب. متى تمّ اكتشاف هذا المرض؟ تمّ اكتشاف المرض الحقيقي منذ وقت قصير (أفريل 2015) حيث كان الجميع يعتقد منذ البداية أنه مجرد إصابة بسبب التمارين ومشاركاتي المتعددة مع المنتخب الوطني بالإضافة إلى نسق البطولة الوطنية المرتفع حيث كنت اجري بعض الفحوصات وتضاربت الآراء من طبيب إلى آخر وأوهموني بأنه مجرد تمزق لا أكثر. ماذا تقصدين بكلامك «اكتشاف المرض الحقيقي» هل كانت هناك مغالطات في الأمر ؟ نعم لقد بدأت أشعر بالتعب والانهيار البدني منذ أفريل 2013 وتراجع مردودي إلى أنّ شكّ المدربين آنذاك في أمري واعتقدوا أنني أتهاون في العمل ومع مرور الوقت بدأت أشعر بهزال كبير في جسدي وأوجاع قوية على مستوى الرقبة واليدين والساقين في ذلك الوقت أيقنت أنني لست في صحة جيدة ذهبت إلى الطبيب فطلب مني «ليارام» وأنا في ذلك الوقت أنشط إلى جانب فريق اتحاد قرطاج وكانت وضعيتنا المالية متواضعة عرضت ملفي على جمعيتي لكنها لم تكترث لأمري وأرهقتني بالمماطلة «كل يوم أرجع غدوة» إلا أنني واصلت اللعب إلى جانب اتحاد قرطاج إلى غاية موفى 2014 عندما اشتدّ بي المرض وخارت قوايا وأصبحت غير قادرة تماما على اللعب ولا خيار غير الاعتماد على الذات والذهاب للعلاج. غادرت الفريق وذهبت للعمل في الخطوط السعودية إلى أن جمعت مبلغا من المال وعدت إلى تونس لأجري «ليارام» فكانت الفاجعة الكبرى عندما اكتشف أحد الأطباء أنني أعاني من ورم خبيث. هل تمّ تحديد سبب المرض ؟ نعم تمّ تحديد سبب المرض بعد الفحوصات المتكررة والتحاليل الكثيرة التي أثبتت إصابتي بهذا الورم الخبيث حيث أخبرني الطبيب الذي يعالجني أن هذا الورم يعود إلى ستة سنوات خلت حينها عادت بي الذاكرة إلى مشاركتي إلى جانب المنتخب الوطني في بطولة إفريقيا في كينيا سنة 2011 عندما سقطت في حوض مائي ملوث هناك أصبت بجرح على مستوى الكتف تم علاجه حينها وواصلت اللعب لكن مع مرور الوقت اشتدّ بي الألم وتزايدت الأوجاع ومنذ ذلك الوقت بدأ الورم ينمو في كتفي شيئا فشيئا حتى بلغ بي الأمر ما أنا عليه اليوم. هل هناك أمل في القضاء على هذا المرض؟ في الحقيقة هناك مراوحة بين الأمل واليأس حيث أثبت لي العديد من الأطباء في تونس أن العملية الجراحية التي سأجريها سوف تقضي نهائيا على هذا المرض لكنها ستخلّف لي إعاقة على مستوى الرجلين ولن أعاود المشي مجددا هذا في حالة إجراء العملية في تونس نظرا لعدم وجود التقنيات اللازمة نفس الكلام سمعته من الطبيب الذي عالجني في الأردن والذي امتنع عن إجراء العملية لي بسبب خطورتها ونتيجتها السلبية ومن جهته أكدّ لي طبيبي الذي يعالجني الآن أن العملية ستنجح وسأعاود المشي تدريجيا إن تمت خارج حدود الوطن وبالتحديد في ألمانيا حيث قام في الحين بالاتصال بطبيب ألماني وفسر له حالتي وبعد دراسة للملف دامت أسبوع أكّد الطبيب الألماني أن العملية قد تنجح بنسبة كبيرة إن شاء الله. وهل تمّ تحديد تكاليف العملية الجراحية أم لا ؟ نعم تمّ تحديد تكلفتها بين 100 و150 ألف دينار هل وجدت دعما من الجامعة التونسية للكرة الطائرة والإطار الطبي للمنتخب خاصة انك من أبرز عناصره ؟ بعد أن انتشر خبر مرضي تلقيت وعدا من رئيس الجامعة منير بن سليمان تعهّد فيه بأن يقدّم لي كل المساعدة اللازمة حتى أتجاوز محنتي. ألم يتم تحديد نوع المساعدة وقيمتها ؟ لم يتم تحديد نوع المساعدة وأنا الآن في الانتظار ماذا عن حالتك الصحية الآن ؟ لقد أصبحت غير قادرة على المشي لمسافات طويلة كما أنني أشعر بفشل دائم وضعف كبير يمكن أن أصفه بالهزيل على مستوى اليدين « لا أستطيع الارتكاز على الأعمدة» كما بدأت أشعر منذ أيام بصعوبة كبيرة في التنفس مما ألزمني الفراش لوقت طويل وهو ما زاد من مخاوفي. هل من رسالة تودّين تقديمها ؟ أتوجه بالشكر إلى عائلتي التي ساعدتني كثيرا كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى جمعيتي الأم «مستقبل باجة» التي تكفلت بترويج ملفي إعلاميا وإيصال صوتي إضافة إلى زيارتهم المتكررة من كل الأطراف العاملين بها وعلى رأسهم حاتم القلعي وإلى كل التونسيين الذين اهتموا لأمري. وألقي اللوم وأحمل مسؤوليتي لجمعية اتحاد قرطاج التي تجاهلتني في بداية المرض عندما كان بالإمكان القضاء على هذا الورم لأنه كان صغيرا فلو استجابت في ذلك الوقت لمطلبي وساعدتني في إجراء «ليارام» في ذلك الوقت لما بلغت ما أنا عليه اليوم.