التونسية (تونس) جملة من الرسائل حملها اجتماع جربة من قيادات «النداء» وهياكله ، اذ يرى شق كبير من الندائيين والمتابعين للشأن السياسي أنه سيكون انطلاقة جديدة للحزب وسيساهم بشكل كبير في رسم ملامح مرحلة ما بعد المؤتمر . وقد انتهى الاجتماع الذي حضره نحو 60 نائبا من كتلة النداء وقرابة 250 تنسيقية جهوية ومحلية بجملة من القرارات تصب بالأساس في خانة شق السبسي الإبن الذي تعززت حظوظه في الحزب بالتحاق مؤسسة رئاسة الجمهورية في شخص رضا بلحاج بهذا الشق . وفي قراءة لنتائج اجتماع جربة وبيانه الختامي يتبيّن جليا أن المجتمعين بعثوا برسائل متعددة الإتجاهات لقيادات الحركة وهياكلها وأنصار «النداء» مفادها أن لقاء جربة حسم ولو نسبيا «صراع التموقع» داخل الحركة لصالح السبسي الإبن على حساب شق الأمين العام محسن مرزوق والقيادات التي اصطفت وراءه .كما أفضى الإجتماع إلى صعود نجم القيادي في الحزب و مدير الديوان الرئاسي رضا بلحاج بشكل لافت , بل انه شكل ثقلا حقيقيا للطرف الذي اختار التموقع معه في المعركة الدائرة بين مرزوق و حافظ قائد السبسي إلى جانب اعطاء الهيئة التأسيسية للحركة الاسبقية على المكتب السياسي وتفويضها لاتخاذ القرارات الحاسمة بخصوص المؤتمر وهو ما يؤكد أن النية تتجه نحو «تحجيم» دور الأمين وإفراغ المنصب من محتواه لحساب الهيئة التأسيسية . ولعلّ من أبرز القرارات التي خلص إليها إجتماع جربة هو ضرورة إعادة الانضباط داخل الحزب عبر معاقبة من خرجوا عن الصف وانخرطوا في ما اعتبرته الهياكل حملة تشويه القيادات عبر تصريحات إعلامية كانت ستدفع الحزب إلى التفكك وفق تقدير الهياكل .وقد يكون المقصود من إصرار الهياكل على معاقبة القياديين لزهر العكرمي وعبد المجيد الصحراوي فرض درجة من الانضباط الحزبي على الجميع , و حرمان من سيخرج عن الصف مستقبلا من مباركة الهياكل التي ستكون لها الكلمة العليا في المؤتمر . بداية خارطة طريق جديدة وعلى ضوء «رسائل جربة» بات من الثابت أن الأيام القادمة ستحمل جملة من المتغيرات في الحزب قد تطال رئاسة الحركة والعديد من المواقع الحساسة صلب «النداء» بما يمهّد لمؤتمر توافقي تحسم فيه الأمور بأقل ما يمكن من «المشاكل». وقد بدأت تجليات التغييرات المرتقبة تظهر منذ يوم أمس بعد أن أعلن القيادي بالحركة ومدير الديوان الرئاسي برئاسة الجمهورية رضا بلحاج انه يجب على رئيس حزب النداء أن يكون متفرغا للحزب وهو ما يؤكد ما سبق أن أشارت إليه «التونسية» في عدد سابق بأن الخلافات قد تطال محمد الناصر الذي كان من أبرز المتغيبين عن إجتماع جربة الأمر الذي جعل الهياكل ترى في غيابه اصطفافا لصالح الأمين العام محسن مرزوق . وقد أوضح بلحاج في تصريحه أن رئيس «النداء» الحالي محمد الناصر غير متفرغ للحزب، وان ذلك «يعتبر من بين أسباب ظهور أزمة داخل النداء»، «الأمر الذي لم يسجل عندما كان الباجي قائد السبسي رئيسا للحزب حيث كان حضوره دائما» وفق تصريحه معتبرا انه من غير الممكن التوفيق بين رئاسة الحزب ورئاسة مجلس نواب الشعب، وأن فكرة تغيير رئيس الحزب أو دعوته للاختيار بين الرئاستيْن واردة .