متابعة للموضوع الذي انفردت بنشره « التونسية» في عدد امس تحت عنوان «الديوانة :ماذا يحدث بين الادارة العامة والنقابة؟» (ص 4)، والمتعلق بالاعداد لانتخاب نقابة موحدة بناء على طلب من سلطة الاشراف والادارة العامة للديوانة ، وخصوصا اجتماع القصرين الاعدادي للانتخابات ومؤتمر الحمامات الذي اعتبره شق من النقابيين محاولة لشق الصف الديواني وردود الفعل، اتصل بنا محمد الغضباني عن نقابة اعوان الديوانة، ليؤكد ان اجتماع الحمامات لم يكن محاولة لشقّ الصف النقابي او محاولة انقلاب على مؤتمر القصرين، موضحا ان استقالة العميد محمد الشعري من رئاسة اللجنة العليا لاعداد الانتخابات جاءت بعد ان تبين انه نقابي ينشط صلب الفرع النقابي ببن عروس مضيفا: «تولي نقابي ناشط رئاسة اللجنة العليا للانتخابات ينفي مبدأ الحياد والاستقلالية عن اللجنة ..وبناء عليه استقال العميد الشعري وتم تعويضه بالعميد رياض بن حسين العضو في ذات اللجنة». واقترح محمد الغضباني ان تسهر لجان من خارج السلك الديواني يشهد لها بالنزاهة على العملية الانتخابية على غرار منظمات «عتيد» و«مراقبون» و«انا يقظ» مبينا ان عدد الحاضرين في اجتماع القصرين لم يتجاوز 40 شخصا، وتابع قائلا: «هناك اطراف تريد تحويل الاختلاف النقابي الى خلاف شخصي معي ..و الديوانيّة سئموا من كثرة الخلافات النقابية التي حادت بهم عن المشاكل الحقيقة للسلك...». وابرز محمد الغضباني اهمية توحيد الصف النقابي في نقابة ديوانية واحدة تدافع عن مطالب الاعوان بمختلف اسلاكهم ورتبهم الادارية او الرسمية. وفي سياق متصل بالموضوع اتصل بنا رضا نصري الكاتب العام لنقابة ضباط الصف والرقباء ليبدي رأيه في المسألة كطرف نقابي، مجدّدا تأكيده على وجود محاولة التفاف من قبل بعض الاطراف الادارية الديوانية على العملية الانتخابية وعلى «التوافقات» التي تمخضت عن اجتماع النقابات الديوانية الثلاث في القصرين والتي ابرزها تجميد العمل الانتخابي الى حين انتخاب مكتب تنفيذي لنقابة ديوانية موحدة يومي 14 و15 نوفمبر القادم، مشيرا الى انّ تدخل بعض الاطراف دفع العميد محمد الشعري للاستقالة مضيفا : «وهو ما اكده العميد في تدوينة على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي (فايس بوك)..والخطير هو ان استقالة العميد الشعري لم تقدم الى الاطراف النقابية التي اختارته لرئاسة اللجنة بل قدمت للادارة العامة للديوانة». وبيّن النصري ان هناك اطرافا هدفها خلق جو من الاضطرابات بين الاعوان والنقابات لشغلهم بالخلافات حتى تتفرغ الادارة لاعداد الاصلاح الهيكلي لتعصير الديوانة بمفردها دون تشريك النقابيين في ذلك وان ذلك يضر بالعون الديواني المرابط في مواجهة التهريب والارهاب وغيرها من الممارسات المضرة بالاقتصاد الوطني بشكل مباشر. وختم تصريحه بتوجيه رسالة طمأنة الى القاعدة الديوانية تؤكد على ان الانتخابات ستدور في جو نزيه وشفاف. ولاستجلاء وجهة نظر مختلف الاطراف المتدخلة في الموضوع خصوصا الادارة العامة للديوانة التي كيلت لها اتهامات بمحاولة التدخل في العملية الانتخابية والسيطرة على العمل النقابي، اتصلنا عشية امس بالمكلّفة بالاعلام في الديوانة سلمى قلمون التي اكدت ان الادارة العامة طالبت في وقت سابق بتكوين نقابة موحدة للتحاور معها في مختلف المسائل وتكون منتخبة من القواعد الديوانية بشكل مباشر ونزيه. وفي هذا الاطار كشفت الناطقة الرسمية ان الادارة كلفت ممثلين عنها لحضور اجتماع القصرين قصد تقريب وجهات النظر بين النقابات الديوانية والوصول بهم الى توافقات ترضي مختلف الاطراف، مؤكدة أن ذلك ما تمخض عنه الاجتماع. ونفت المكلفة بالاعلام في الديوانة في ذات التصريح ان تكون الادارة العامة ضغطت على العميد محمد الشعري للدفع به الى الاستقالة مشددة على ان العميد الشعري استقال بمفرده دون ضغوط خصوصا انه عضو نقابي فاعل وذلك ضمانا للشفافية والحياد والاستقلالية. وعن اتهام الادارة بمحاولة ترويض العمل النقابي وتطويعه، دحضت السيدة سلمى قلمون ذلك مبرزة ان الادارة العامة للديوانة تدفع بالعمل النقابي الى الامام وتابعت قائلة:«العمل النقابي مهم لأنه يسهم في تطوير الديوانة من خلال المساهمة في تعصير الادارة وتوفير افضل الظروف للاعوان ..فالنقابة شريك فاعل مع الادارة للنهوض بالمرفق الديواني».