القيروان.. 7 مصابين في حادث مرور    أمين عام الأمم المتحدة.. العالم يجب ألاّ يخشى ردود أفعال إسرائيل    أخبار مستقبل قابس...عزم على ايقاف نزيف النقاط    صفاقس شاطئ الشفار بالمحرس..موسم صيفي ناجح بين التنظيم والخدمات والأمان!    نفذته عصابة في ولاية اريانة ... هجوم بأسلحة بيضاء على مكتب لصرف العملة    استراحة «الويكاند»    28 ألف طالب يستفيدوا من وجبات، منح وسكن: شوف كل ما يوفره ديوان الشمال!    ميناء جرجيس يختتم موسمه الصيفي بآخر رحلة نحو مرسيليا... التفاصيل    توقّف مؤقت للخدمات    محرز الغنوشي:''الليلة القادمة عنوانها النسمات الشرقية المنعشة''    مع الشروق : العربدة الصهيونية تحت جناح الحماية الأمريكية    رئيس "الفيفا" يستقبل وفدا من الجامعة التونسية لكرة القدم    عاجل/ عقوبة ثقيلة ضد ماهر الكنزاري    هذا ما قرره القضاء في حق رجل الأعمال رضا شرف الدين    الاتحاد الدولي للنقل الجوي يؤكد استعداده لدعم تونس في تنفيذ مشاريعها ذات الصلة    بنزرت: مداهمة ورشة عشوائية لصنع "السلامي" وحجز كميات من اللحوم    عاجل/ المغرب تفرض التأشيرة على التونسيين.. وتكشف السبب    عفاف الهمامي: أكثر من 100 ألف شخص يعانون من الزهايمر بشكل مباشر في تونس    الترجي الجرجيسي ينتدب الظهير الأيمن جاسر العيفي والمدافع المحوري محمد سيسوكو    رابطة أبطال إفريقيا: الترجي يتجه إلى النيجر لمواجهة القوات المسلحة بغياب البلايلي    عاجل/ غزّة: جيش الاحتلال يهدّد باستخدام "قوة غير مسبوقة" ويدعو إلى إخلاء المدينة    قريبا: الأوكسجين المضغوط في سوسة ومدنين... كيف يساعد في حالات الاختناق والغوص والسكري؟ إليك ما يجب معرفته    البنك التونسي للتضامن يقر اجراءات جديدة لفائدة صغار مزارعي الحبوب    عائدات زيت الزيتون المصدّر تتراجع ب29،5 بالمائة إلى موفى أوت 2025    أريانة: عملية سطو مسلح على مكتب لصرف العملة ببرج الوزير    سطو على فرع بنكي ببرج الوزير اريانة    أكثر من 400 فنان عالمي يطالبون بإزالة أغانيهم من المنصات في إسرائيل    عاجل: تونس تنجو من كارثة جراد كادت تلتهم 20 ألف هكتار!    دعوة للترشح لصالون "سي فود إكسبو 2026" المبرمج من 21 إلى 23 أفريل 2026 ببرشلونة    بعد 20 عاماً.. رجل يستعيد بصره بعملية "زرع سن في العين"    توزر: حملة جهوية للتحسيس وتقصي سرطان القولون في عدد من المؤسسات الصحية    10 أسرار غريبة على ''العطسة'' ما كنتش تعرفهم!    عاجل- قريبا : تركيز اختصاص العلاج بالأوكسيجين المضغوط بولايتي مدنين وسوسة    عاجل/ مقتل أكثر من 75 مدنيا في قصف لمسجد بهذه المنطقة..    مهذّب الرميلي يشارك في السباق الرمضاني من خلال هذا العمل..    قريبا القمح والشعير يركبوا في ''train''؟ تعرف على خطة النقل الجديدة    شنية حكاية النظارات الذكية الجديدة الى تعمل بالذكاء الاصطناعي...؟    بلاغ مهم لمستعملي طريق المدخل الجنوبي للعاصمة – قسط 03    نقابة الصيدليات الخاصة تدعو الحكومة إلى تدخل عاجل لإنقاذ المنظومة    مجلس الأمن يصوّت اليوم على احتمال إعادة فرض العقوبات على إيران    أغنية محمد الجبالي "إلا وأنا معاكو" تثير عاصفة من ردود الأفعال بين التنويه والسخرية    البطولة العربية لكرة الطاولة - تونس تنهي مشاركتها بحصيلة 6 ميداليات منها ذهبيتان    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    حملة تلقيح مجانية للقطط والكلاب يوم الاحد المقبل بحديقة النافورة ببلدية الزهراء    المعهد الوطني للتراث يصدر العدد 28 من المجلة العلمية "افريقية"    افتتاح شهر السينما الوثائقية بالعرض ما قبل الأول لفيلم "خرافة / تصويرة"    جريمة مروعة/ رجل يقتل أطفاله الثلاثة ويطعن زوجته..ثم ينتحر..!    بطولة العالم للكرة الطائرة رجال الفلبين: تونس تواجه منتخب التشيك في هذا الموعد    شهداء وجرحى بينهم أطفال في قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة..# خبر_عاجل    هذه الشركة تفتح مناظرة هامة لانتداب 60 عونا..#خبر_عاجل    في أحدث ظهور له: هكذا بدا الزعيم عادل إمام    تصدرت محركات البحث : من هي المخرجة العربية المعروفة التي ستحتفل بزفافها في السبعين؟    عاجل : شيرين عبد الوهاب تواجه أزمة جديدة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سعيد: "لم يعد مقبولا إدارة شؤون الدولة بردود الفعل وانتظار الأزمات للتحرّك"    خطبة الجمعة .. أخطار النميمة    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي العريض ل«التونسية»:«النهضة» غاضبة
نشر في التونسية يوم 30 - 10 - 2015

أحبّ الإفريقي وأشجّع جرجيس وبن ڤردان
تواجدنا في الحكومة أقلّ من حجمنا ولا دخل لنا في أزمة «النّداء»
قارنوا بين وضع الحريات في عهد «الترويكا» واليوم..
نشدّ أزر الحكومة.. وننتقدها كلّما لزم
ليس هناك أيّ داع لتغيير الغنّوشي
حاورته: سنيا البرينصي
«أنا مزيج من الإسلاميين والليبيراليين والقوميين والماركسيين ومن عشاق النادي الإفريقي.. قارنوا بين واقع الحريات خلال عهد «الترويكا» واليوم فقط للاسترشاد.. فالإعلام لا يجرؤ على المقارنة.. جاري الإعداد لمؤتمر «النهضة» وأسماء كثيرة مطروحة لخلافة الغنوشي.. نسق الإصلاحات بطيء والإرهاب في وضع اندحار.. «النهضة» غاضبة وتشعر بالظلم وهذا موقفنا من أداء الحكومة وملف المساجد وكذلك من أزمة «نداء تونس...».
هذه نبذة ممّا جاء على لسان علي العريض الأمين العام لحركة «النهضة» في حوار أجرته معه «التونسية» وتطرّق فيه محاورنا إلى أدق تعرجات المشهد العام بالبلاد في جميع تشكلاته السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
كيف تقيّمون أداء الحكومة بعد مرور سنة على إنتخابها؟ وهل ما زالت «النهضة» تدعمها؟
بصفة عامة النتائج متوسطة. يمكن القول إنه بعد مرور عام على الحكم وإن أردت تسجيل بعض الإيجابيات فهي تتمثل في المثابرة على مكافحة الإرهاب وكذلك توصل الحكومة إلى اتفاق مع الاتحاد العام التونسي للشغل حول القطاع الخاص وهذا الأمر هو تهيئة لتكريس الهدنة الاجتماعية شرط توفر العمل والإنتاج وتحقيق النمو، وبالتالي تحسين ظروف عيش المواطن.
كذلك أمكن للحكومة الحالية إعداد ورقة التوجهات التنموية العامة وهي بصدد إعداد مخطط 2016 - 2020، كما حاولت معالجة بعض المشاكل المتعلقة ببؤر التوتر في الجهات.
أما على مستوى التقدم في تفعيل الإصلاحات والإنجازات فهو بطيء، نحن لم نحقّق بعد الإصلاحات الجبائية والبنكية وفي الصناديق الاجتماعية ومجلة الاستثمار، ولذلك وبصفة عامة يمكن القول إن نسق التقدم في إنجاز المشاريع المبرمجة ما زال بطيئا، وأيضا تبقى الإصلاحات المزمع تنفيذها في حاجة إلى جرعة. كذلك المؤشرات الاقتصادية على غرار نسبة النمو تبقى ضعيفة والأمل أن تكون السنة المقبلة سنة انطلاق في المجال التنموي.
و بالنسبة للجانب السياسي، أقول إن «النهضة» تدعم الحكومة وتشد أزرها وتساعدها وتنتقدها في نفس الوقت وفي الأطر المعمول بها داخل مجلس الشعب وتنسيقية الأحزاب المكونة للائتلاف وحتى في العلن كما هو الشأن بالنسبة للسياسة الدينية.
ألا ترون أن استقالة الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان وإقالة وزير العدل مؤشران على ارتباك حكومة الصيد وعلى وجود توتر بين مكوناتها قد يفضيان إلى استقالات أو إعفاءات أخرى في قادم الأيام؟
- لا أرى أن في استقالة العكرمي أو إعفاء بن عيسى دليل على وجود إشكال صلب الحكومة. كل وزير تمسك بآرائه الخاصة ولكن توجد أعراف وتقاليد في الحكم تفرض الالتزام بقرارات الحكومة والعمل كفريق متضامن، وفي النهاية تبقى مواقف كل من العكرمي وبن عيسى كوزيرين محترمة.
أما عن إمكانية حدوث استقالات أخرى، فلا أتوقع ذلك، ولكن إذا قرر رئيس الحكومة وبعد فترة من العمل إجراء تعديلات فهذا أمر عادي لأنه عندما تكون للبلاد ميزانية ومخطط تنموي واضحين، يصبح من حق رئيس الحكومة النظر في تركيبة فريقه الوزاري وهل هو سيواصل العمل به أم سيدخل تعديلات عليه وذلك في ضوء ميزانية الدولة ومخططها التنموي ورهانات المرحلة.
يعني أن إمكانية التعديل الوزاري تبقى قائمة؟
- هذا الموضوع يتعلق برئيس الحكومة. دور الأحزاب تقييم أداء الوزراء ولفت نظر رئيس الحكومة. الأحزاب تعبر عن تثمينها أو انتقاداتها لأداء الوزراء ورئيس الحكومة هو من يقرر إحداث تعديلات من عدمه.
بعض الجهات اعتبرت أن إعفاء وزير العدل تم بتعليمات أمريكية بعد تصريحات أدلى بها داخل البرلمان حول تعرضه لضغوطات من مسؤول أمريكي للتسريع بتمرير مشروع قانون مكافحة الإتجار بالبشر، ما تعليقكم؟
- لا أظن أن الموضوع يتعلق بهذا الجانب، وفي اعتقادي أن سبب الإعفاء هو ما جاء في تصريح الناطق الرسمي بإسم رئيس الحكومة والمتعلق بمقتضيات العمل ضمن الفريق الحكومي وبالأداء ورئيس الحكومة هو الأقدر على تقييم ذلك، ولهذا أستبعد أن يكون لتلك المسألة دخل في إقالة بن عيسى.
هل صحيح أن «النداء» و«النهضة» يستفردان بالقرار الأول والأخير صلب الائتلاف الحاكم على غرار ما حدث مع حركة المعتمدين؟
- أولا التنسيق حاصل في هيئة رباعية. أما بخصوص التعيينات فأنا أعتبر أن «النهضة» أكثر طرف تم إقصاؤه من التعيينات، بل وقع كذلك إعفاء من تم تعيينه في عهدها أي عندما كانت في الحكم وهذا الأمر غير صحي لأن شعار الكفاءة ونظافة اليد الذي تطالب الحركة باعتماده في كل التعيينات في مواقع الدولة ليس دائما محترما، أي توجد خروقات له. الأحزاب الثلاثة الأخرى تشتكي من نفس الأمر وقد أبلغنا رئيس الحكومة بالأمر وطلبنا احترام مقياس الكفاءة ونظافة اليد لأن هذا المقياس هو أحد مقومات الإصلاح والنجاح ومحاصرة الفساد.
رئيس الحكومة استمع إلينا باهتمام ووعد ببذل قصارى جهده في الغرض وهو موافق على أن يكون أساس التعيينات الكفاءة ونظافة اليد. أيضا «النهضويون» يشعرون أنهم مظلومون فمرة لا يقع تعيين أي عضو منهم أو مقرب منهم في كل التعيينات التي وقعت، ومرة يتم استبعاد تعيينات «الترويكا». هناك غضب حقيقي داخل الحركة بصفة عامة والقيادة تتحمل مسؤوليتها في إجراء حوار مع الحكومة لتجاوز هذه الأوضاع.
أما عن تغول رأسي السلطة، فأقول إنّه لا يوجد تغول لأن «النهضة» فاعلة بحجم كتلتها في المجلس التشريعي. وبخصوص مستوى الحكم، فقد سبق أن أشرت لك بأنها تنصح وتنقد وتقترح ضمن الأطر المعلومة، ولكن إلى حد ما أبناؤها يعتبرونها مستهدفة.
هل ستتم مراجعة تعيينات حركة المعتمدين؟
- لا أدري، لكن الصيد استمع إلى هذه الانتقادات باهتمام.
سؤال يطرح نفسه حول غضب «النهضة» من التعيينات الأخيرة، وهو التالي: لماذا تحتج «النهضة» على هذا الأمر وهي التي أغرقت المؤسسات العمومية ومفاصل الدولة بأنصارها والمحسوبين عليها عندما كانت في الحكم، بمعنى أن «النهضويين» لا يحتاجون إلى تعيينات إضافية أخرى، وفق ما يؤكده البعض؟
- هذا غير صحيح. «النهضة» كانت مقصاة طيلة عشرات السنين، وعندما كنا في الحكم أجرينا تعيينات قليلة وهي ليست كلها من «النهضة»، بل جزء قليل من هذه التعيينات كان ل«النهضة». أيضا كانت تعيينات تتوفر فيها عوامل الكفاءة ونظافة اليد والولاء ل«الثورة»، وبالتالي ف«النهضة» مقصاة وليست متغولة.
ولكن، وبناء على ما تقولونه، كيف تقبل «النهضة» أن تكون مجرد ديكور في الائتلاف الحاكم؟
- نحن نؤدي دورا محترما داخل مجلس الشعب. قدمنا تنازلت من أجل نجاح التجربة التونسية وضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي وكسب الحرب على الإرهاب في البلاد.
قدمنا تنازلات كبيرة وهذه التنازلات ليست من أجل الحركة بل من أجل تونس، ونأمل ألا يستمر استهداف من عيّنتهم «الترويكا» وإقصاء «النهضويين» لمجرد أنهم «نهضويون».
هل من الممكن أن تُمنح «النهضة» حقائب إضافية في حال تم إجراء تحوير وزاري؟
- تواجدنا في الحكومة ضعيف وأقل من حجمنا بكثير. نحن قبلنا بذلك من أجل إنجاح مرحلة الانتقال الديمقراطي.
ما موقفكم من الأحداث التي جرت مؤخرا بجامع اللخمي ومن ملف عزل بعض الأيمّة؟ صحيح أن «النهضة» هي من تغذي التحركات المنادية بإلغاء قرار عزل المدعو الجوادي وغيرهم ممن تم عزلهم الذين تحوم حولهم شبهات بالتورط في الإرهاب وشبكات التسفير؟
- أبلغنا تقييمنا للسياسة الدينية إلى رئيس الحكومة. ونؤكد حرصنا على أن تكون المساجد في منأى عن التجاذب السياسي وأن تكون ملاذ عبادة واطمئنان. كذلك نحن لاحظنا أن معيار تعيين الأيمة وإعفائهم ليس دائما معيارا مطردا أي لا يلتزم دائما بمقياسي الكفاءة والحياد سواء في تعيين الأيمة أو في تنحيتهم.
كذلك أقول إن القانون هو الفيصل في حال هناك شبهات. لا أحد فوق القانون، هذا هو المبدأ، ولكن لا يجب إقصاء إمام لمجرد أن لديه موقف سياسي أو يعين لأن له ولاء سياسي أو حزبي سابق. يجب تحييد المساجد عن التجاذبات السياسية وهذا ما أشعرنا به رئيس الحكومة ونرجو أن تحل هذه الأوضاع بالحكمة.
ما رأيكم في الرأي القائل بأن زيارات رئيس الجمهورية إلى عدد من الدول تتعلق في أ غلبها بالهاجس الأمني؟ هل أن أمننا القومي مهدد؟
- أظن أن الهدف العام لهذه الزيارات هو توطيد العلاقات الثنائية بين تونس والبلدان الشقيقة والصديقة وكذلك تنويع أبواب التعاون معها وهذا دور رئيسي لرئيس الجمهورية. أنا أبارك هذه الزيارات وأرجو أن تتمخض عنها فرص جديدة للتونسيين. اما عن الجانب الامني ، فيمكن أن يكون محور هذه الزيارات أمني ولكن أرجح أن أهدافها جامعة وشاملة سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا وإقليميا.
أعتقد كذلك أن الزيارات التي اجراها رئيس الجمهورية الى عدد من الدول تهدف الى التعريف بالتجربة التونسية وتبديد كل شبهة يمكن أن تكون عالقة بها بما يساعد على تقوية العلاقات السياسية، وهنا لا اقول تسويق التجربة التونسية بل أقول تبديد أية شبهة يمكن أن تحوم حولها.
هل تقصدون بالشبهة مخاوف دول عربية معينة من إمكانية تصدير «الثورة» التونسية إليها؟
- نحن لا نصدّر تجربتنا ولا نصدر ثورة، وإنما نعرّف بالتجربة التونسية وبخصوصياتها. التجربة التونسية لا تستهدف أية دولة شقيقة أو صديقة بل هي تفتح أبوابا للتعاون الثنائي في إطار الإحترام المتبادل ومثل هذه الصورة يمكنها تبديد هذه الشبهات التي نراها في بعض المقالات التي تتحدث عن تصدير الثورة التونسية. تونس لا تتدخل في شؤون الآخرين بل تبحث عن تدعيم أواصر التعاون معهم.
وماذا عن المخاطر الإرهابية المحدقة بنا؟ هل انتقلت البلاد من طور تصدير الإرهاب إلى طور توطينه؟
- تونس مهددة من طرف مجموعات ارهابية مختلفة تتشكل كل مرة وفق تسميات مختلفة. تونس في حرب على الإرهاب بغض النظر عن تسمياته. أنا أعتبر أن تونس مستهدفة من الإرهاب، ولكنها انتصرت عليه وهي الآن تلاحق بقايا فلوله داخل الوطن وخارجه من خلال التعاون الدولي. الإرهاب في تونس ليس له الكثير من العوامل البيئية حتى يستقر في البلاد، كما أنه مرفوض من المجتمع رغم أن هذه الظاهرة مازالت تستغل حالات الفقر والتهميش. على كل حال الإرهاب في تونس تحت الضغط العالي الذي تشنه الدولة عليه منذ أعوام وهو في حالة اندحار.
كيف تفسّرون استهداف الإرهاب للمواطن نجيب القاسمي؟ وهل دخلت تونس مرحلة الإرهاب الأسود، كما يعتبر متابعون؟
- أوراق الإرهاب تبعثرت في تونس، وهو في حال فرار وأصبح في موقع رد الفعل. المطلوب هو المثابرة على تفعيل سياسة الضغط العالي التي تنتهجها الدولة حتى القضاء عليه.
وكيف تشخصون المخاطر الإرهابية القادمة من الجبهة الليبية؟
- أعتبر أن أمننا القومي يبقى مهددا في حال استمرار التمزق في القطر الليبي. أما في حال نجاح الليبيين في مسارهم السياسي، فإن سياقات الإنتصار على الإرهاب ستتضاعف لأن التوصل إلى تشكيل حكومة ليبية موحدة سيمكن من ضمان أمن القطر الليبي الشقيق وأمن جيرانه.
هل حُدّد تاريخ لانعقاد مؤتمر «النهضة»؟ وهل صحيح أن إحتمالات الإلغاء واردة؟
- لم نحدد بعد تاريخ تنظيم المؤتمر. التحضيرات للمؤتمر جارية بل تضاعفت خلال هذه الفترة من أجل صياغة اللوائح النهائية، ثم يتم بعد ذلك تحديد موعده ومبدئيا سيكون خلال السنة المقبلة. أما عن الحديث عن إمكانية إلغاء المؤتمر فلا أساس له من الصحة.
هل من الوارد إحداث تغييرات في قيادة الحركة بعد أشغال مؤتمرها المقبل؟
- لم نتحدث حتى الآن عن مسألة القيادة بعد المؤتمر. نظريا مؤتمر الحركة سيد نفسه وهو من يقرر في ضوء الأسماء التي سيتم ترشيحها والأسماء التي ستقبل أن يتم ترشيحها في هذا الصدد.
ما هي أبرز الأسماء المرشحة لخلافة الغنوشي في قيادة «النهضة»؟
- توجد أسماء كثيرة مطروحة أهمها رئيس الحركة. نحن لم نتحدث بعد في هذه المسألة ونحن نحترم إرادة المؤتمرين. كذلك يمكن طرح التساؤل التالي: «ما الداعي لتغيير رئيس الحركة»؟، وفي كل الأحوال يبقى الأمر مرتبطا بإرادة المؤتمرين وباستعداد المترشحين لقبول هذه المهمة.
كيف تقرؤون أزمة «نداء تونس» وتداعياتها على الأداء الحكومي؟ وما ردكم على الاتهامات الموجهة ل«النهضة» بتغذية الشقاق والصراع داخل الحزب الحاكم؟
- أوّلا لا دخل لنا في الخلافات التي تشق «نداء تونس» ونحن نحترم الحياة الداخلية للأحزاب الأخرى ونتفهمها. أعتقد أن هذه الخلافات وبالنظر للحجم الاعلامي والحيز الزمني اللذين اتخذتهما يمكن أن تؤثر سلبا على أداء الحكم بصفة عامة، كما أنها تؤثر سلبا في المزاج الشعبي وتساهم في قلق المواطن وعزوفه عن الطبقة السياسية.
«النهضة» تمسك بحقيبة التشغيل، ومع ذلك فلا شيء تحقق في هذا المجال حتى الآن، وفق عدة جهات، رغم أن التشغيل أوّل شعار نادت به الإنتفاضة الشعبية في 2011، بماذا تردون؟
- وزير التشغيل اجتهد على قدر طاقته للقيام بدوره من خلال الانطلاق في تطبيق خطة شاملة في مجالي التشغيل والتكوين وتطوير وتنشيط مراكز التكوين المهني. التشغيل مطلب رئيسي من مطالب الثورة ولكن كما تعلمين استيعاب البطالة يكون بتطوير آليات التشغيل ودوران العجلة الاقتصادية وتفعيل الاستثمارات الأمر الذي يؤثر في مستوى تفعيل التشغيل. مستوى النمو الاقتصادي في البلاد يمر بحالة ضعف بصفة عامة، وهو ما انعكس على فُرص التشغيل.
متى تتم إحالة مشروع قانون المصالحة الاقتصادية على المصادقة البرلمانية؟
- مكتب المجلس لم يحدد بعد آجال مناقشة هذا المشروع. من الصعب أن يتم مناقشة مشروع قانون المصالحة الاقتصادية في هذه السنة. توجد مشاريع قوانين أخرى سينظر فيها المجلس وعلى رأسها مشروع قانون المحكمة الدستورية.
جدل حول عودة التعذيب، فماذا تقولون؟
- وفق بعض استطلاعات الرأي التي اطلعت عليها يمكن القول ان الحريات خلال 2012 و2013 كانت محترمة أكثر من الآن وأن حالات التجاوزات المتعلقة بالحريات والانتهاكات عموما تزايدت اليوم مقارنة بذلك الوقت. علينا ملازمة اليقظة بخصوص الحريات الخاصة والعامة والتعذيب.
ما رأيكم في مؤشر الأسعار المسجل خلال هذه الفترة؟
- أظن أن الأسعار لم ترتفع كثيرا، بل ان بعضها سجل انخفاضا. النقص في القطاع السياحي جعل العرض في المواد الفلاحية متوفرا. الإشكال الحقيقي ليس في ارتفاع الأسعار بل في ارتفاع كلفة الحياة والحل في توفر التهدئة الاجتماعية والعمل والإنتاج.
ما هو تموقع «النهضة» إزاء التحالفات الدولية والإقليمية في المرحلة الحالية؟ وهل قطعت الحركة مع بعض الإرتباطات الأجنبية على غرار التنظيم الدولي للإخوان؟
- نحن حزب سياسي وطني ولديه أولويات وولاءات وطنية. «النهضة» في الحكم وتسعى الى انجاح هذه التجربة وتوظف علاقاتها مع الأحزاب والشخصيات الأجنبية في الغرض. لدينا علاقات مع أحزاب أوروبية ونسعى الى علاقات مع أخرى عربية. «النهضة» حركة وطنية ولا صحّة لأيّة شبهة يريد البعض إلصاقها بها.
تقييمكم لواقع حريّة الإعلام اليوم؟
- صحيح «النهضة» كانت محل استهداف من طرف جزء كبير من الاعلام عندما كانت في السلطة. اليوم وقد
مرت سنتان على خروجها من الحكم لا يجرؤ الاعلام على المقارنة بين عهد «الترويكا» أو ما قبلها او ما بعدها في المجالات التالية: عدد ضحايا الارهاب ونسب النمو والتشغيل وحجم الاستثمار والتداين والتجارة الخارجية والحريات وحقوق الانسان. توجد استطلاعات للرأي تقيم هذا الأمر وأنا لا أقول هذا للتحدي بل للموضوعية، وبالتالي يمكن المقارنة فقط للإسترشاد.
حرية الاعلام مازالت متوفرة اليوم بقدر جيد واعلامنا يتحسن. كذلك يمكن القول ان حجم التحامل على «النهضة» خفت ولم يبق هذا التحامل الا في بعض الوسائل الاعلامية المرتبطة بأحزاب لا تتحدث عن نفسها بل تتحدث عن الآخرين سبّا وتشويها. وبالنسبة لما يروّج حول استهداف «النهضة» الإعلام عندما كانت في السلطة، أقول لك ان «النهضة» حمت الاعلام والحريات وتصدّت لكل محاولات تقويض ما جاءت به الثورة، ولعلمك فقد وقعت محاولات لإسقاط كل ما جاءت به الثورة من حريات ومجلس تأسيسي وحكومة ورئاسة لكن «النهضة» و«الترويكا» أفشلتا هذا المسعى. الحوار الوطني لم يأت الا بعدما فشلت محاولات التقويض الكلي لكل ما اتت به الثورة وبعد ان صمدت الحكومة و«الترويكا» بصفة عامة وقتها امام هذه المحاولات وبالتالي نجح التونسيون في التوافق بدل الصدام بقيادة الرباعي فاستحقت تونس بذلك جائزة نوبل للسلام.
بعيدا عن السياسة ومطباتها، هل أنتم من هواة المسرح؟ وهل تابعتم أيام قرطاج المسرحية؟
- لم أتمكن من متابعتها، لكن شاهدت عددا من المسرحيات على غرار «كلام الليل» والمسرحية الأخيرة للمرحوم عز الدين قنون ولكن في الحقيقة لا أحفظ عناوين المسرحيات التي أشاهدها.
أغلب المدنينية من عشاق النادي الإفريقي، فأي فريق رياضي يحبّ سي علي العريض؟
- أنا من محبّي النادي الإفريقي، هكذا كنت في شبابي. كذلك أنا أ شجع فريقي بن قردان وجرجيس وهما الآن في البطولة الوطنية، ولكن يُقال أن «ما الحب إلا للحبيب الأوّل» هل هذا الامر صحيح ام لا ؟ لست أدري.
وهل أنتم من المولعين بالمطالعة؟ وما هو آخر كتاب قرأتمونه؟
- أجل أحبّ المطالعة، ومؤخرا قرأت «الملهمات»لفاتحة مورشيد، كما قرأت كتابا في العلاقات الدولية لهيلاري كلينتون وكتابا آخر من تأليف ايدغار مورين وحافظ رمضان.
بأية شخصية أدبية أو فكرية أو تاريخية سواء في العصر القديم او الحديث تأثرتم؟
- لا يمكن أن أحسب نفسي على شخصية معينة. أنا مزيج من الإسلاميين والليبيراليين والقوميين والماركسيين.. استفدت من الجميع.
هل تحفظون أو تقرؤون الشعر؟
- أحفظ للمتنبّي ولنزار قباني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.