اعتبر نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو، ان مقاومة ظاهرة الإرهاب تحتاج إلى معرفة لان القضية في الذهن والعقل كما هي في القيم والاختيار، وتتطلب معالجة اقتصادية واجتماعية ونفسية ودينية قائلا "لايمكن محاربة العنف بالعنف والزجر، رغم حاجة المجتمع الى ان يدافع عن نفسه باعتماد القوانين الزاجرة". وأكد مورو خلال ندوة سياسية بعنوان "نحو مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب"، نظمتها حركة النهضة اليوم الاحد بالعاصمة، على ان الحاجة باتت متأكدة لقراءة تاريخية للظاهرة ومعرفة أسبابها الحقيقية قصد القضاء عليها. وقدم في هذا الخصوص عرضا حول تاريخ نشأة الظاهرة الإرهابية ومواقع تأثيرها، معرجا على ماترسب في التراث الإسلامي من انزياحات واحداث مثلت خروجا عن القيم الأساسية للدين وهو ما شكل "منطلقا فكريا وعقديا لدعاة التطرف والعنف وتبريره تحت مسمى الجهاد"، على حد قوله. وتابع مورو ان "المجتمعات الغربية، التي عرفت الإرهاب قبل المجتمعات الإسلامية عن طريق حمل المجموعات اليسارية السلاح في الستينات من القرن الماضي، نجحت في استئصال الظاهرة من أصولها بعد دراستها دراسة اجتماعية ونفسية وفكرية وعمل كبير على مستوى المجتمع المدني، وهو الامر الذي ينقص مقاربات تونس في معالجة الإرهاب". ومن جهته بين الجامعي أحمد الأبيض، في مداخلة له، ان تمثل الظاهرة لابد ان ينطلق من فهم الابعاد النفسية والأطر الاجتماعية الحاضنة وأبعادها الإقليمية والجغراسياسية، ومعالجتها باستحضار امتداداتها في التاريخ وأسباب بروزها. وربط امتدادات الظاهرة "بالشعور بنوع من المظلومية والإحساس بالقهر في معالجة قضايا عادلة محليا وإقليميا ودوليا وهو ما يستدعي توفر مجال للتحرر تعزز فيه الحقوق بعيدا عن واقع تهميش الدولة لحقوق الناس"، حسب رأيه. وشدد الأبيض على ضرورة تقديم إجابات تحرر الناس من هذه المسارات من داخل الفضاء الإسلامي ذاته ضمن قراءة إسلامية معتدلة تقدم رؤية بديلة عن خطاب العنف وتقدم المشروع الإسلامي على انه حامل لرسالة تغيير وسلام"، مبرزا أهمية وجود إطار عام للدولة يقدم إمكانية حقيقية لتغيير أوضاع الناس في ظل حكم عادل وديمقراطي متصالح مع هويته.