«كانت تشخر زادت ...»،«ما أبركك يا راجل أمي لول»، هذا حال لسان جماهير النادي الإفريقي بعد التعادل المخيب الذي انقاد إليه فريقها عشية السبت على أرضية ملعب رادس مع الملعب القابسي المنقوص من لاعب منذ نهاية الشوط الأول، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه شعب الأحمر والأبيض تغير أحوال ناديه مع قدوم المدرب نبيل الكوكي لتعويض الفرنسي دانيال سانشاز، أصيبت أماله بخيبة أمل كبيرة بما أن فريقه لم يقو في المباراتين الماضيتين على الخروج من النفق المظلم ولم يقو على تحقيق الفوز بل حتى على فرض لونه على فريقين أقل منه بكثير من حيث الإمكانيات والزاد البشري. أداء باهت واختيارات فنية غير مفهومة جعلت من الإفريقي حملا وديعا وفاقدا لهوية البطل التي اكتسبها الموسم الماضي والتي خال الجميع بأنها لن تفارقه في السنوات القادمة أو هكذا ظن رئيسه سليم الرياحي وثبت أن بعض الظن إثم. ما قدمه الإفريقي في المباراتين الماضيتين جعل فئة كبيرة من جماهيره تتحسر على إقالة سانشاز الذي كان للفريق معه طابعا مميزا. «الكوكي» والشخصية المفقودة منذ وصوله إلى الحديقة «أ» انتظر الجميع الكيفية التي سيتعامل بها نبيل الكوكي مع الإشكاليات الموجودة والناجمة أساسا على رغبة بعض ممن يعتبرون أنفسهم نجوم الفريق وقادته في التواجد في التشكيلة الأساسية مهما كان أداؤهم ومهما كان أداء منافسيهم في ذات المراكز. الجميع انتظر أن لا يلتفت المدرب السابق للهلال السوداني إلى الأسماء وأن يمنح مقاعد التشكيلة الأساسية للأكثر جاهزية وحضورا ولكن الأخير لم يقو على التخلص من جاذبية الكوادر ومن صم أذانه على التأثيرات والإملاءات الخارجية والتي كانت سببا مباشرا في إقالة سلفه دانيال سانشاز وعمل كل ما في وسعه من أجل محور أثار الفرنسي الذي قدم معه الفريق مستويات أفضل بكثير مما قدمه إفريقي الكوكي. الوافد الجديد ومن أجل توفير مقعد مريح لكل من ستيفان ناطر الذي بالغ في التمرد على نواميس وقوانين الفريق في بداية الموسم ونادر الغندري «الثقيل» وسايدو ساليفو الغائب عن تحضيرات الموسم الحالي، ضحى في بداية الأمر بمهدي الوذرفي صاحب العطاء الغزير في وسط الميدان وهو ما ضمن له مكان في تشكيلة المنتخب الوطني الأول والأولمبي، قبل أن يطال التهميش نجم الفريق في الجولات الأولى أحمد خليل الذي وجد نفسه على بنك الاحتياط في اختيار غير مفهوم، أفقد خط الوسط فاعليته وحيويته ومعه ضاع توازن الفريق الذي لم يقدر على فرض لونه في الجولتين الماضيتين. من حق الكوكي أن يحاول وضع لمسة خاصة على الفريق ولكن لا يجب أن يكون ذلك بهدم العمل السابق والذي كان يجب تدعيمه وتطويره ليصل المستوى المطلوب، فإفريقي سانشاز فرض كلمته على الملعب التونسي والشبيبة وعلى الترجي الرياضي التونسي رغم الهزيمة كما أن المدرب السابق لم يقبل التدخل في اختياراته عكس المدرب الحالي الذي أدرك أن بقاءه في الحديقة لن يكون مرتبطا بما سيقدمه من نتائج وإنما بما سيقدمه من خدمات لبعض المتمعشين التي لم تشأ الهيئة وضع حد لنفوذهم. الكوكي وإذا ما أراد أن يترك أثرا طيبا في الفريق فعليه أن يتحلى بشخصية قوية وأن يفرض سيطرته على المجموعة التي ستتعزز قريبا بعناصر جديدة وأن لا يجامل في اختيار التشكيلة لأن بعض العناصر لم يعد لها ما تضيفه للفريق. «الوسلاتي» غير حاسم عبد القادر الوسلاتي لاعب ذكي وقوي تكتيكيا ولكنه لم يكن حاسما في المباريات الأخيرة واقتصرت مهمته على الجوانب الدفاعية وغابت فاعليته في الناحية الهجومية والأكيد أن التفكير في تغيير مركز اللاعب بات أمرا حتميا بما أن إمكانياته تمكنه من اللعب في مركز متقدم. «يحيى» في حاجة إلى الراحة وسام بن يحيى لاعب كبير ما لا شك في ذلك ولكنه لم يستطع الوصول إلى قمة جاهزيته في الجولات الماضية ولم يقدر على استرجاع الصورة الجميلة التي تحملها عنه جماهير النادي التي لن تفقد ثقتها فيه بعد ولكنها تعلم أن تقدم «القولدن بوي» نسبيا في السن قد أفقده بعضا من حركيته المعهودة وهو ما يجعل المدرب نبيل الكوكي مطالبا بإراحته وتعويضه والاعتماد عليه كورقة رابحة في الأشواط الثانية. قرارات إدارية مستعجلة أن تتراجع نتائج فريق كرة القدم بشكل لافت وأن يعود فرع اليد بهزيمة مذلة في نهائي بطولة إفريقيا ضد الزمالك وأن يعجز فرع السلّة في الوصول إلى بطولة إفريقيا بعد أداء متذبذب في الدورة الترشيحية، فذلك دليل قاطع على أن الأمور ليست على ما يرام في الإفريقي وأن النادي بكل فروعه يعاني من بعض الاختيارات الخاطئة من قبل الهيئة المديرة التي تبقى مطالبة بمراجعة ذاتية يقع بعدها التخلي عن بعض الأسماء الغير قادرة على الإفادة وعلى تعيين شخصيات جديدة قادرة على فرض الانضباط المفقود في جل الفروع تقريبا. هيئة الرياحي انشغلت بالحرب على الجامعة وغضت النظر على المشاكل الداخلية التي كانت السبب في فترة الفراغ التي تمر بها جل الفروع والتي تحتاج لحلول سريعة حتى لا يستفحل الداء. لا خوف على «الميكاري» لم يستطع ياسين الميكاري إنهاء المباراة الأخيرة بسبب إصابة على مستوى الركبة، وفي انتظار نتائج الفحوصات التي سيخضع لها اليوم، فإن طبيب الفريق أكد لنا بأن الإصابة ليست بالخطيرة وأنها لا تتطلب وقتا كبيرا من الراحة ليكون اللاعب في الموعد مع عودة نشاط البطولة.