انتظم منذ قليل بقصر قرطاج حفل تكريم رباعي الحوار المتحصل على جائزة نوبل للسلام، اجواء الاحتفال خيم عليها شيء من الفتور بداية بتساؤل عديد الحاضرين عن تاخر استقبال رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وداد بوشماوي الى الترتيب الرابع وهو منطق يتعارض مع تعودنا التباهي به امام العالم من تقدير وتبجيل للمراة التونسية فما بالك وهي على راس المسؤولية؟. التعاليق لم تتوقف في حدود هذه الحادثة حيث لم يرحب الحاضرون بهتافات انصار اتحاد الشغل عند دخول العباسي:" الاتحاد الاتحاد اكبر قوة في البلاد.." تماما كعدم ترحيبهم بصيحات مناصري اتحاد الصناعة والتجارة عند دخول وداد بوشماوي :" UTICA ..UTICA .." هذه الاجواء التي سبقت كلمة رئيس الجمهورية تواصلت عند القاء الكلمات من طرف رباعي الحوار اذ لم يفوت حسين العباسي الفرصة لالقاء اللوم على من سماهم بالاطراف التي عطلت نجاح المفاوضات الاجتماعية ومنعت من ان تكون الفرحة فرحتين خلال هذا اليوم، واحدة بمناسبة الاحتفال بنوبل للسلام والاخرى بالتوصل الى اتفاق حول المفاوضات الاجتماعية. عميد المحامين فاضل محفوظ ثمن دور الرباعي وسلوكات التوافق الذي شاركت في نسجه الاحزاب الوطنية ونخب البلاد والمجتمع المدني والمحامون، معتبرا ان التتويج هو تتويج مستحق للشعب التونسي وانه لذلك يجب ان يحس بانه استفاد من ثمار الثورة ويحسن احوال معيشته على جميع الاصعدة . اما عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان فقد اختار ان تكون مداخلته في اسلوب شعري طريف استدعى خلاله مهارته اللغوية في التنظيم والترصيف لابلاغ المعنى والمغزى المقصود وقد تعرض بدوره الى النضالات التي هيأت لبلوغ رباعي الحوار مسالك النجاح متمنيا تجاوز الاطراف الخلافات حتى ينعم المواطن التونسي بالعيش الكريم والاحترام . وداد بوشماوي كانت اخر من اخذ الكلمة من بين الرباعي المتوج واثنت على مجهودات كل من ساهم في الحوار الوطني ودفع الى نجاح مفاوضاته بداية من ممثل الاتحاد التونسي للشغل وعمادة المحامين ورابطة حقوق الانسان وفي كلمة مقتضبة وعميقة سرّبت رئيسة اتحاد الصناعة والتجارة ما تحتاجه جلسة الاحتفال من تصريحات وتثمين ونأت بنفسها عن الدخول في مواضيع غير مرحب بها في الجلسة.