اعتبر عصام الشابي الناطق الرسمي باسم «الحزب الجمهوري» ل«التونسية» ان عملية قطع رأس الشهيد الراعي من أشنع الجرائم وتنم عن مخزون العنف ونزعة اجرامية وانتقامية من اهالينا في المناطق الحدودية الذين حاول الارهابيون استمالتهم بشتى الطرق واخضاعهم للعمل لصالحهم. واكد الشابي ان العملية الارهابية الاخيرة مثلت نقلة نوعية في طريقة تفكير الارهابيين وانهم انتقلوا من استهداف الأمنين وعناصر الجيش الى استهداف المدنيين وترويعهم بأبشع الطرق مشيرا الى انه رغم اصرار هذه المجموعات الارهابية على ترويع سكان المناطق الحدودية والنائية و التنكيل بهم فإنها ستبقى دائما في عزلة لتنتصر تونس عليهم . هوة سحيقة واشار الشابي إلى ان العملية الارهابية الاخيرة كشفت عن العديد من الثغرات الامنية موضحا ان هناك تقصيرا كبيرا من طرف المسؤولين الذين قال انهم تجاهلوا مأساة العائلة المنكوبة التي بقيت ليلة كاملة ورأس ابنها في الثلاجة وجثته في الجبل دون ان يتحرك لديهم أي حسّ بالمسؤولية مؤكدا ان هذه الحادثة اثبتت ان الدولة كانت غائبة تماما في هذه المناطق، تنمويا واداريا وحتى انسانيا، مضيفا أن ما قاله ابن عم الشهيد من ان ما يربطه بالوطن هو بطاقة تعريف مؤلم جدّا. واضاف الشابي ان تونس خسرت الكثير من الوقت في محاربة الإرهاب دون تحقيق نتائج واضحة مؤكدا أنه لابد أن تشمل الحرب على الارهاب توفير الحياة الكريمة للمواطن قائلا ان العملية الارهابية الاخيرة كشفت الهوة السحيقة التي تفصل بين الخطاب والواقع أي بين ما تدّعيه الحكومة من برامج تنموية وبين الواقع القاسي داعيا الى محاسبة المسؤولين الذين قصروا في حق الشهيد مبروك السلطاني وعائلته المنكوبة. واكد الشابي ان الارهاب كشف عن وجهه الوحشي والدموي مشيرا إلى أن عملية جبل مغيلة تزامنت مع موجة من العمليات الارهابية الدامية في كل من بيروت والعاصمة الفرنسية باريس قائلا انه لابد من استراتيجية جديدة لمحاربة الارهاب لان المعالجة الكلاسيكية (الامنية) اثبتت فشلها داعيا القادة الغربيين الى مراجعة سياساتهم في الدول العربية معتبرا ان هذه السياسات حطمت العراق وسوريا وليبيا واليمن، مؤكدا على ضرورة ايجاد حلول حقيقية لقضايا الشرق الاوسط واولها القضية الفلسطينية قائلا انه دون ذلك سيتواصل الامر على ما هو عليه وربما بصور ابشع. منطق انهزامي وعن الدعوات المنادية بإخلاء المناطق الحدودية من السكان لتجنب مثل هذه العمليات، عارض الشابي ذلك مؤكدا ان هذا المنطق انهزامي ومحاولة للهروب عن المسؤولية والواجب مشيرا الى أن اخلاء هذه المناطق هو تسليم بانتصار الارهابيين موكدا انه مع تعمير هذه المناطق لكي لا نفسح المجال لزحف الارهابيين عليها وانه مع ان تذهب الدولة الى تلك المناطق لتنميتها ومحاربة الارهاب فيها. واشار الشابي إلى ان حكومة الصيد لم تنجح في ارساء سياسة جديدة في مقاومة الارهاب وأنها تفتقد الرؤية والتصورات وان الفريق الحاكم عرف اخفاقا على جميع المجالات... بطالة ، وضع اقتصادي مأزوم ووضع امني هش ولخبطة في ادارة شؤون الحكم انتج صراع تكسير عظم من اجل التموقع في السلطة معتبرا ان قرار رئيس الحكومة بإقالة الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة الوطنية دون الرجوع للهيئات المسؤولة يعكس إرادة السلطة التنفيذية في وضع يدها على الإعلام العمومي والتحكم في الخط التحريري معبرا عن تخوف حزبه من عودة قطاع الإعلام إلى المربع القديم داعيا كل القوى الديمقراطية ومكونات المجتمع المدني للدفاع عن المكتسبات التي تحققت في مجاله . واكد الشابي ان كل هذه المؤشرات تؤكد ان تونس تسير في الطريق الخطأ وتستدعي وقفة لتصحيح المسار.