قال أمس المحلّل السياسي عبد الله العبيدي ل«التونسيّة» إنّ تونس ستشهد هزات إرهابية أقوى ممّا شهدته في السابق وذلك لرغبة الإرهابيين في إرساء ثقافة إرهابيّة قد تعاني منها البلاد لعقود موضّحا انّ المنطقة بأكملها مستهدفة ومهدّدة . و أضاف العبيدي في ردّه على سؤال تعلّق بقراءته للوضع الأمني للبلاد على ضوء الضربات الإرهابيّة الأخيرة في قبلاط وغار الدماء والقصرين إنّ تونس اليوم تفتقد للأمن وللكفاءة الأمنيّة بعد إبعاد ذوي الخبرة منهم أو نقل البعض منهم بطريقة اعتباطية لجعلهم غير قادرين على القيام بمهامهم على أحسن وجه في غياب الخبرة والإستقرار موضّحا انّ أمريكا بعد احتلالها لألمانيا النازية استعانت بأمن هتلر للسيطرة على بعض الأمور خاصّة منهم علماء تقنيات الصواريخ. و أكّد العبيدي انّ تونس لها من الخبرات الامنيّة والكفاءات ما جعل بقيّة الدول تنوّه بذلك في عديد المحافل مشيرا إلى أنّ جلّ هذه الدول سعت سابقا إلى تبادل الخبرات الأمنيّة مع بلادنا قائلا:«ما نجموش ننكروا إنّو برشة بلدان كان لها تبادل مع تونس في الأمور الأمنية» مضيفا أنّ أصحاب القرار اليوم في تونس استبعدوا هذه الطاقات والخبرات ممّا سيجعلها عرضة لهزّات إرهابيّة داعيا إلى ضرورة إرجاع الكفاءات التونسيّة المعترف بها دون النظر إلى انتمائها او النظام الذي كانت تنضوي تحت لوائه لما في ذلك من مصلحة للبلاد مذكّرا بما حصل في ألمانيا الشرقيّة. وعبّر العبيدي عن اعتقاده بأن العمليات الإرهابيّة لن تتوقّف في تونس لوجود إستهداف خارجي ولوجود آلاف من الشباب التونسي متواجدين خارج البلاد ومتشبّعين بعقليّة الحرب وكذلك لتفاقم الفقر في صفوف الشباب ممّا يجعلهم عرضة لأيّ استقطاب قائلا: «الفقر يولّد جميع العاهات والفقر قاعد يتفاقم في صفوف الشباب الذي يعني القوّة والإندفاع ممّا يسهّل انتدابهم ضمن هذه المجموعات». من جهة أخرى أفاد العبيدي أنّ المنطقة العربيّة بأكملها مستهدفة ضمن استحقاقات وأجندات خارجيّة وانّ الأمر لا يقتصر على تونس فحسب ملاحظا أن الجزائر التي تشترك مع تونس في الحدود مستهدفة كذلك من قبل قوى خارجيّة متطرّقا إلى تصريحات مسؤول إسرائيلي تحدّث فيها عن وجود الآلاف من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية في العالم العربي مؤكّدا أنّه توجد اليوم حرب مفتوحة من قبل الإرهابيين لترسيخ ثقافتهم في إطار دولة ممّا سيولّد هزات جديدة. و بخصوص تصريحات الجهات الرسميّة حول الأعمال الإرهابية وحادثة قبلاط قال العبيدي إنّ تصريحاتهم ودون التشكيك في حسن نواياهم تفتقد إلى الثقة وتؤكّد فقدانهم للتجربة قائلا « الي ما عندوش خبرة ما ينجمش يضطلع بمهامو هوما يعومو في بحر غارق» مضيفا انّ الشدّة التي تكلّم بها الأمنيون أمس الأوّل توحي بجسامة الأخطار التي تهدّد البلاد والتي تنتظرنا مشيرا إلى أنّ تصعيدهم ناجم عن وجودهم في الواجهة لمحاربة الإرهاب والإرهابيين. أمّا عن تصرّف شهيدي الأمن وذهابهما إلى وكر الإرهابيين فقد قال إنّ به نوع من عدم الإلمام بكلّ ابعاد المشكل الذي طلب منهم معالجته لأنّه في صورة بلوغ أي معلومات عن وجود خطر إرهابي لا بدّ من إخبار المركزيّة التي بدورها تكلّف فرق مختصّة للإعتناء بالموضوع أولا لدرء الأخطار وثانيا للتمكّن من كشف الشبكة بأكملها. و أكّد العبيدي في نهاية كلامه على ضرورة الإستفادة من الكفاءات الأمنيّة المتوفّرة في تونس بالعشرات والمئات وبحسن توظيفها بقطع النظر عن إنتماءاتهم وذلك لما لهم من علاقات بشرية مع جهات أجنبيّة وخارجيّة تمكّن من درء الأخطار إضافة إلى ما يتمتّعون به من معرفة وتجربة.