«يا ارهابي يا جبان شعب تونس لا يهان»، « يا بلعيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح»، هكذا استقبل صباح تلاميذ المدرسة الإعدادية نهج سكسكدة بجبل الجلود وزير التربية ناجي جلول الذي قام بتدشين المدرسة التي تم تغيير اسمها واطلاق اسم الشهيد شكري بلعيد عليها وذلك بحضور عائلته وعدد من اعضاء مجلس نواب الشعب و«الجبهة الشعبية» وبعض قياديي الاتحاد العام التونسي للشغل وثلة من اصدقاء الشهيد وجيرانه. مشهد الاطفال وهم يهتفون باسم الشهيد بكل تلقائية وحب، اعاد الى اذهان الحضور لحظة اغتيال الشهيد وجنازته التاريخية الى درجة ان عيون بعضهم اغرورقت بالدموع واخذ يردد ذات الهتافات. وهذه المدرسة هي التي درس فيها الشهيد وترعرع وكان من المفترض تدشينها يوم 26 نوفمبر الجاري وهو تاريخ ميلاد الشهيد لكن الاحداث الارهابية التي حصلت في بلادنا يوم الثلاثاء الماضي دفعت بالمنظمين الى تأجيل الموعد. ناجي جلول وقال ناجي جلّول وزير التربية ل «التونسية» ان شكري بلعيد ليس مناضلا سياسيا فقط بل هو مبدع وفنان مشيرا الى ان اطلاق اسم الشهيد على هذه المدرسة منطقي لأن محاربة الارهاب لا تكون بالشعارات لكن بحب الحياة واغاني الحياة وبالفن والمسرح وبالموسيقى وبالرقص وبكل تعبيرات الحياة وهو الامر الذي دفع بوزارة التربية الى فرض المسرح والسينما والموسيقى كمواد اجبارية مؤكدا ان الارهاب اخترق بعض المدارس وأن أحسن ردّ على الارهابيين واحسن هدية نقدمها لشكري بلعيد هي تعليم ابنائنا حب الحياة مشيرا الى إنّ إحدى أمهات تلميذة بمدرسة ابتدائية قامت بإخبار المسؤولين على المدرسة أنّ ابنتها تبحر في المواقع الجهادية على الانترنات، وان ذلك استوجب تخصيص طبيب نفسي لها للنظر في وضعيتها، داعيا الأولياء لمزيد مراقبة أبنائهم لمنعهم من زيارة المواقع التي تدعو إلى الإرهاب مؤكدا إنّ من بين الحلول لمنع الشباب التونسي من التطرّف القضاء على البطالة من خلال توفير مواطن شغل جديدة. والد الشهيد اعتبر الطاهر بلعيد والد الشهيد ان هذه اللفتة جاءت بمبادرة من أهالي جبل الجلود وان الوزارة استجابت لها بكل حب معتبرا ان اطلاق اسم شكري على المدرسة التي نشأ فيها وترعرع وهتاف هؤلاء التلاميذ الصغار باسمه دليل كبير على ان شكري بلعيد سيظل رمزا تخلده ذاكرة الاجيال شاكرا وزير التربية واهالي جبل الجلود وكل من ساهم في هذه اللفتة الكريمة. سامي الطاهري أكد سامي الطاهري القيادي في اتحاد الشغل ل «التونسية»ان مكافحة الارهاب تبدأ من المدرسة من خلال مقاومة الجهل والافكار الظلامية معتبرا ان اغتيال شكري بلعيد مثل منعرجا في تاريخ تونس وان تخليد اسمه في هذه المدرسة التي درس فيها والتي احبها ودافع عنها رسالة واضحة للظلاميين مشيرا الى ان شكري كان يناضل من اجل المدرسة التونسية العمومية ويدافع عن حق ابناء تونس في التعليم والنور كي يستطيعوا مقاومة الظلم والاستبداد والارهاب والعنف. العبيدي البريكي من جانبه اعتبر عبيد البريكي القيادي النقابي ل «التونسية» ان هذه اللفتة هامة جدا ولها دلالات رمزية خاصة في هذا الظرف الصعب الذي تعيش فيه بلادنا على وقع ضربات ارهابية موجعة وانها اعتراف بالدور الذي لعبه شكري بلعيد في التصدي للإرهاب والعنف وأنه كان في الاخير من ضحاياه مؤكدا ان تدشين مدرسة شكري بلعيد رسالة قوية الى الارهابيين مفادها ان مواجهة الارهاب لا تكون بالسلاح بل بالعلم والثقافة وبالسياسة التربوية الجديدة التي تقضي على جذور الارهاب. بسمة بلعيد قالت بسمة الخلفاوي أرملة الشهيد شكري بلعيد ل «التونسية» ان ما قام به الشهيد شكري بلعيد يتطلب العديد والعديد من اللفتات معتبرة ان هذه اللفتة اعتراف بالجميل وأنها تؤسس لتاريخ تونس موضحة ان التونسيين يتذكرون مع كل ضربة ارهابية الشهيد البطل شكري بلعيد ويستشهدون بكلامه ودقة تحاليله. محمد جمور توجه القيادي بالجبهة الشعبية محمد جمور بالشكر الى تلاميذ مدرسة شكري بلعيد الذين عبروا عن مشاعرهم بصفة تلقائية اكبارا لشهيد الوطن مشيرا الى انه مع كل يوم يمرّ يقف التونسيون على مدى صواب رؤية شكري بلعيد ورجاحة رأيه مؤكدا ان ما نبه له شكري بلعيد منذ سنوات مع الاسف يحصل اليوم. وأضاف جمور «نحن مجبورون على مواجهة هذا الوضع بصرامة وبوحدة حقيقية و لا يجب ان تكون مغشوشة وعلى كل طرف تحمل مسؤوليته والاعتراف بأخطائه لان هذا الوضع الذي وصلنا له كان نتاجا لعوامل عديدة منها تهاون حكومة «الترويكا» في مواجهة الإرهاب».