علاوة على النكهة المميّزة والرونق الخاص اللذين يضفيهما على اللقاءات الرياضية مهما كان الاختصاص يعدّ الحضور الجماهيري في الملاعب والقاعات من أهم وأبرز عوامل نجاح أي فريق وتوفيقه في تحقيق أهدافه، فالمساندة التي يقدمها الأنصار في بعض المناسبات لأنديتهم تتعدى من حيث التأثير على النتيجة مساهمة الإطارات الفنية واللاعبين على الميدان وسجلنا في العديد من المواجهات والمحافل دور الأحباء في ترجيح كفة فرقهم من خلال مؤازرة قوية وتحفيز كبير غيّرا وجه ومصير العديد من المباريات وكذلك الألقاب. ولا يقتصر دعم الأنصار لجمعياتهم على الحضور المكثف بالملاعب والتشجيع والمساندة بل يتعدى ذلك ليشمل كذلك الجانب المادي من خلال الاشتراكات والانخراطات في النادي وهذا ما نراه في كل البطولات العالمية المتطورة ما عدا بطولتنا التي أضحى عامل الجمهور فيها من أول وأبرز المشاكل التي تعرقل تطور المستوى وأيضا المسيرة الموفقة للأندية حيث أصبح الشغب في المدارج الميزة الأساسية بل هو الهدف الأساسي لفئة من الجمهور وأؤكد هنا على كلمة فئة حتى لا نزج بالأنصار الحقيقيين والغيورين على فرقهم في الموضوع. هذه الفئة من جماهير جل الأندية حتى لا أقول كلها لا تعنيها نتيجة المباراة ولا تهتم بمردود ومستوى اللعب على المستطيل الأخضر ولا تحضر من أجل المساندة ولعب دورها الأصلي والحقيقي بل إن جزءا منها لا يشاهد اللقاء الذي حضره بتاتا بسبب الحالة الغير طبيعية التي يكون عليها وبسبب الهدف الذي جاء من أجله إلى الملعب وهو العنف اللفظي والمادي وإحداث الشغب والاعتداء على الغير حتى وإن كان من مناصري نفس الفريق، نعم هكذا أصبح المشهد اليوم بمدارج ملاعبنا وقاعاتنا. الخلاصة أن هذه الفئة من الأنصار تحوّلت من نعمة لأنديتها إلى نقمة عليها من خلال التسبب في بعض العقوبات المادية والتعويضات لجبر الأضرار التي تحدث على المنشآت الرياضية وكذلك العقوبات الرياضية بإجبار الفريق على اللعب دون حضور الجمهور وهذا ما حصل مؤخرا للترجي الرياضي الذي سيستقبل شبيبة القيروان والنادي الصفاقسي والترجي الجرجيسي أمام مدارج فارغة وهو عائق كبير جدا سيؤثر دون أدنى شك على نتائج هذه المواجهات وعلى أداء اللاعبين خلالها. الغريب في الأمر هو أن هذه العقوبة جاءت عقب مباراة فاز فيها الأحمر والأصفر برباعية كاملة وفي وقت يعرف فيه الفريق مسيرة إيجابية مسترسلة وصلت إلى حد سبعة انتصارات متتالية جعلت الترجيين الحقيقيين يتطلعون إلى مواصلة هذه الإنجازات ومزيد تأكيدها مستقبلا وبالتالي التنافس بجدية وبحظوظ كبيرة على لقب البطولة. ومن هذا المنطلق فإن الشغب الذي قامت به فئة من جمهور الترجي الرياضي لا دخل فيه للمردود والنتائج وليس له ما يبرره وهو يسير ضد التيّار الذي يمشي فيه أبناء النادي الحقيقيون والأنصار الغيورين الذين حرموا من حضور مقابلات هامة لفريقهم ومساندة لاعبيهم فيها. لقد كان أحباء الأحمر والأصفر منذ أمد ليس بالبعيد يستعدون للمقابلات وخاصة الكبرى والهامة منها بشكل مميّز ممزوج بين الخلق والإبداع والجمالية في إعداد الدخلة والتفوق في روعتها على جمهور الفريق المقابل وبين المساندة الكبيرة والمساهمة في تحفيز اللاعبين ومساعدتهم على تحقيق الفوز وقد نجحوا في ذلك في مناسبات عديدة لكن اليوم تغيّر كل شيء – نحو الأسوإ طبعا – حيث أضحت الفئة الضالة تستعد للتعنيف وتحضر نفسها لتصفية حسابات ضيقة وللسيطرة وبث نفوذها على المدارج غير مهتمة بالمرة بالمباراة لا أداء ولا نتيجة وغير معنية بالمؤازرة والتشجيع فذلك من آخر اهتماماتها بل هو غير موجود بتاتا في قاموسها. هذه الفئة تعرقل اليوم مخطط النادي في فرع أكابر كرة القدم والرامي إلى تكوين فريق عتيد يستعيد المكانة المعهودة للترجي الرياضي محليا وقاريا وهي تسيء أيضا لكل جمهور الأحمر والأصفر الذي نسجل لديه اليوم غضبا شديدا على ما تقترفه المجموعة الضالة وحرصا أكبر على التصدي لها والوقوف في وجهها لمنعها مستقبلا من الإساءة إلى النادي ككل والتخلّص منها وعدم اعتبارها طرفا في النادي. الترجي الرياضي يعاني منذ مدة من الدعم المادي لأنصاره حيث تراجعت مداخيل حضور الملاعب والإشتراكات بشكل كامل وها هو يحرم اليوم من دعم أنصاره الحقيقيين في مقابلات هامة في البطولة في وقت يمر فيه الفريق بفترة زاهية ويحتاج إلى المساندة الجماهيرية لمواصلة سلسلته الإيجابية وهذا ما جنته الفئة المذكورة على فريق باب سويقة والتي لا تتوانى في بعض المناسبات عن المطالبة بالانتدبات وانتقاد بعض الصفقات ومحاسبة المسؤولين عليها والهجوم على اللاعبين في التمارين بالسب والشّتم إلى حدّ إيقاف بعض الحصص التدريبية. الأمر غريب وعجيب فعلا لكن الأمرّ من ذلك أنه خطير جدا على نادي باب سويقة وأضحى سببا رئيسيا في العرقلة والإساءة وهذا ليس من عادات ولا تقاليد الترجي الرياضي.