كل النوادي المشاركة في كأسي إفريقيا للأندية تلقى الدعم الجماهيري الكبير في كل لقاء وهو ما يساعدها على تحقيق أفضل النتائج ومواصلة مشوارها القاري بنجاح ... كل النوادي باستثناء ممثلي تونس الترجي الرياضي والنادي الإفريقي اللذين لعبا نصف المشوار إلى حد الآن دون حضور الجمهور وسيجبران على خوض بقية اللقاءات أمام مدارج خالية على عكس اللقاءات التي سيجريانها خارج تونس والتي سيكون منافساهما فيها مدعومين ومساندين بعشرات الآلاف... المضحك المبكي في الأمر هو أن فئة من جماهير الترجي الرياضي والنادي الإفريقي هي التي تسببت في ذلك وهي إذن المسؤول رقم واحد في حالة إخفاق ممثلينا في بقية المشوار علاوة على الخسارة المادية التي لحقت وستلحق بكل منهما لأن مساندة الأحباء عنصر هام ومؤثر خاصة في الأدوار المتقدمة من التظاهرات القارية لما فيه من دعم للاعبين وكذلك – ونقولها صراحة – لما فيه من تأثير على الحكام... ! والغريب في الأمر هو أن هذه الفئة التي أصبحت تتحول إلى الملعب لا لمشاهدة المقابلات والتشجيع وإنما لاستعراض العضلات وإحداث الشغب هي أول من تنتقد الإطار الفني واللاعبين وتحاسبهم على الخيبات والهزائم وتتعالى أصواتها مطالبة بالتغيير والإقالة والمؤسف أنه ليس هناك من يحاسبها على صنيعها وإلحاق الضرر بفريقها وهذا غير طبيعي بالمرة وهو أمر غير عادل لأن هذه الفئة يجب أن تنال العقاب الذي تستحقه والذي يجعلها تفكر مرات ومرات قبل الإقدام على أي شيء يضر بالنادي. مجموعات الأحباء تتحول من نعمة إلى نقمة ! الأحداث التي شهدتها مقابلات الترجي الرياضي والنادي الإفريقي في المقابلات الأخيرة والتي تسببت في قرارات " الكاف " حصلت في المدارج الجنوبية أي في فيراج الفريقين معقل ومكان مجموعات الأحباء التي تكونت وبعثت لمساندة النوادي فإذا بها تصبح نقمة على الفرق والسبب الرئيسي في حرمانها من المساندة الجماهيرية اللازمة في المقابلات القارية الهامة وكذلك من مداخيل مالية يحتاجها كل من الترجي الرياضي والنادي الإفريقي كثيرا في هذه الفترة التي توضع خلالها طائرات خاصة للتحول إلى إفريقيا وتقدم فيها المنح للاعبين... هذه المجموعات التي تتزايد من موسم لآخر لا ندري كيف وتحت أي قانون أو مشروعية أصبحت تعشق وتدعم وتدافع عن أسمائها وبروزها وسيطرتها أكثر من الفريق الذي تنتمي له إلى درجة أضحت العداوة في ما بينها كبيرة وأعمت الأعين عن الهدف الرئيسي والأساسي بل والوحيد الذي تأسست من أجله وهو تشجيع الفريق وهذه هي عين الداء لأن العنف الذي شاهدناه في الملاعب بين مختلف المجموعات أمر لا يصدق ولا يتعلق بأحباء الفريق الواحد الذين من المفروض أن يكونوا يدا واحدة لمساندة فريقهم ودعمه ومساعدته على تحدي العراقيل والصعاب لا أن تصبح واحدة منها السبب في الإخفاق وتقليص فرص النجاح... هذا الجرم الذي تقترفه المجموعات وبعض الفئات في حق فريقها لا بد من المحاسبة عليه ومعاقبة مسؤوليه حتى يوضع حد لأي نوع من أنواع التجاوزات والمس بمصالح النوادي وقد آن الآوان لوقفة حازمة وقرارات ردعية كبيرة. الكنفدرالية كانت تنوي تحويل مقابلات الترجي والإفريقي إلى بلد آخر ! نعم كانت الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم على قاب قوسين أو أدنى من اتخاذ قرار تحويل مقابلات الترجي الرياضي والنادي الإفريقي المتبقية إلى بلد آخر قريب من تونس مثل الجزائر قبل أن تتراجع في ذلك وتقر بإجراء المباريات دون حضور الجمهور رأفة بالناديين وبالمصاريف الزائدة فما رأي أحباء الفريقين في ذلك !؟ ... وهل من شعور بالندم لما تسببت فيه تصرفاتهم اللامسؤولة؟... لقد جاء في تقرير الكنفدرالية أن المقابلات في تونس لا تتضمن عنصر الأمن وتشهد انفلاتا كبيرا وأحداث عنف وشغب خطيرة ولا يمكن بالتالي برمجتها بهذا البلد ... نعم هذا ما جاء في التقرير مع الأسف الشديد وهذا ما جناه هؤلاء الأحباء حيث أكد أعضاء الكنفدرالية بأن لقاءات البطولة التونسية تدور دون جمهور ورغم ذلك فقد منحوا الفرصة للترجي الرياضي والنادي الإفريقي لإجراء المقابلات أمام جماهيرهم لكن بان بالكاشف حسب تقريرهم أن هذا القرار خاطىء ويجب مراجعته واقترحوا برمجة المباريات ببلد آخر قريب مثل الجزائر قبل أن يأتي التأكيد على اللعب في تونس أمام مدارج خالية إلى حين صدور قرار آخر أي إلى حين أن يستتب الأمن في تونس ... الوضع مؤسف حقا حيث أوصلتنا هذه الفئة من الجماهير إلى استنتاجات من طرف مسؤولي الكنفدرالية لا نريدها لتونسنا ولا بد إذن من الضرب على أيدي المسؤولين عن ذلك والمتسببين في هذا القرار الذي سيقلص بالتأكيد من حظوظ ممثلينا في بقية المشوار القاري وتخيلوا دورا نهائيا إفريقيا وربما تتويجا كبيرا وهاما دون أحباء ... " يا فضيحتكم يا أنصار الأحمر والأصفر والأحمر والأبيض !".