التونسية (تونس) نظرت احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية في جريمة سرقة موصوفة تورطت فيها فتاة عمدت الى سرقة 10 ألاف دينار من منزل صديقتها مستغلة ترددها الدائم على المنزل. وقد مثلت المتهمة أمام أنظار المحكمة وأعربت عن ندمها مؤكدة أن الفقر والطمع ورّطها في هذه الجريمة أما دفاع المتهمة فقد التمس من هيئة المحكمة التخفيف عن منوبته قدر الإمكان لان مستقبلها الدراسي بات مهدّدا بالضياع ومراعاة حالتها الاجتماعية باعتبار انها هي التي تعتني بوالدتها المقعدة التي ليس لها من احد سواها مضيفا أن العائلة المتضررة أسقطت حقها في التتبع. المحكمة بعد سماع جميع الأطراف حجزت القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم في جلسة 24 ديسمبر الجاري . وقد انطلقت هذه القضية اثر شكاية تقدم بها شخص في شهر مارس2015 الى السلط الأمنية أفاد ضمنها أن منزله تعرض للسرقة وانه افتقد 10 آلاف دينار مشيرا الى أن عملية السرقة أثارت استغرابه لأنه لا توجد آثار خلع ولم يوجه الشاكي شكوكه الى اي كان واعتمادا على هذه الشكاية تحولت دورية أمنية على عين المكان برفقة اعوان الشرطة الفنية وتم رفع البصمات واتجهت أصابع الاتهام الى المعينة المنزلية فتم إيقافها وبالتحري معها أنكرت التهمة المنسوبة إليها وأفادت أنها تعمل بمنزل الشاكي مند أكثر من عشر سنوات وأنها معروفة بالاستقامة وبنظافة اليد ورغم تمسكها بنفي التهمة عنها فقد تمّ الاحتفاظ بها على ذمة البحث . غير انه بتعميق التحريات مع أفراد العائلة حول الوافدين عليها تبين ان هناك صديقة لابنة المنزل تتردد عليهم بشكل دائم وتعطف عليها العائلة بحكم ظروفها الاجتماعية الصعبة ويعتبرها الجميع بمثابة فرد منهم فتم استدعاؤها لسماع أقوالها، وباستنطاقها نفت التهمة المنسوبة إليها وأفادت أنها صديقة مقربة من ابنة صاحب المنزل وانها تتردّد بشكل دائم على المنزل منذ سنوات وصادف مرارا أن قضت الليل بمنزل صديقتها خاصة أيام المراجعة ولم تعمد يوما الى استعمال اي شيء على ملك صديقتها إلا بإذنها رغم أنها لم تكن تمانع في تمكينها في كل ما ترغب فيه لأنها تعطف عليها كثيرا. لكن كلام المتضررة لم يقنع باحثي البداية خاصة ان الارتباك والتذبذب في أقوالها كانا واضحين فتمّت محاصرتها بالأسئلة منها مكان تواجدها ساعة السرقة فتبين أنها كانت متواجدة بمنزل صديقتها في ذلك اليوم وأنها غادرت المكان صباحا في ساعة مبكرة لأن والدتها اتصلت بها وأعلمتها أنها مريضة وتحتاج الى نقلها الى المستشفى. وعندما طالبها اعوان الأمن بالاستظهار بما يثبت صحة أقوالها تراجعت في أقوالها واعترفت بالحقيقة كاملة حيث أفادت أنها يوم السرقة توجهت الى منزل صديقتها حتى يراجعا سويا لأن لهما امتحانا بالجامعة بعد يومين فطلبت منها صديقتها قضاء الليلة معها فاتصلت بوالدتها وأعلمتها بالأمر فلم تمانع وقالت انها خلال السهرة شاهدت والد صديقتها يخفي مبلغا ماليا هاما في قاعة الجلوس بدرج مكتبه ولاحظت انه لم يغلق المكتب فقررت الاستحواذ عليه رغبة منها في تحسين ظروف عيشها وتوفير الأدوية لوالدتها المقعدة التي تضطر في اغلب الأحيان الى عدم شراء بعضها رغم حاجتها لها بحكم أمراضها المزمنة وأضافت انها بعد أن خلد الجميع للنوم توجهت الى قاعة الجلوس وفتحت درج المكتب واستولت على الأموال ووضعتها في حقيبتها ثم استيقظت باكرا وأعلمت صديقتها ان عليها المغادرة لان والدتها اتصلت بها وانها مريضة وذلك حتى تبعد الشبهة عن نفسها. وأضافت المتهمة أنها اخفت الأموال في خزانتها بالمنزل وأنها لم تنفق منها الاّ 400 دينار اشترت بها ادوية وقد تحول اعوان الأمن الى منزلها ووجدوا الأموال وتم حجزها وإرجاعها الى صاحبها الذي اسقط حقه في تتبعها وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيها من اجل ما نسب إليها. وقد تمسكت بأقوالها في جميع مراحل التحقيق واثر ختم الأبحاث وجهت لها تهمة السرقة الموصوفة وأحيلت على أنظار المحكمة لتتخذ في شأنها ما تراه مناسبا .