واصل الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري جولاته في المناطق الداخلية لتقديم الخدمات الصحية إلى مختلف شرائح المجتمع التي لم تنل حظها من الرعاية الصحية الكافية. وجهة الديوان في هذه المرة كانت إلى رجيم معتوق من ولاية قبلي إحدى أقصى النقاط الحدودية في الجنوب التونسي ويقطنها ست آلاف ساكن محرومون تقريبا من أغلب مرافق الحياة وخاصة في المجال الصحي حيث يتنقلون عند الضرورة إلى قبلي التي تبعد رجيم معتوق أكثر من مائة كلم لتلقي العلاج ممّا يسبب لهم معاناة وإرهاقا كبيرين إلى جانب طبعا تكبدهم لمصاريف كثيرة في التنقل إلى مستشفى قبلي. الأمر الذي جعل هذه القافلة الذي أشرف على تسييرها الدكتور رضا القطعة الرئيس المدير العام للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري رفقة جمال الشريقي الكاتب العام للديوان وعدد من إطارات الديوان بمشاركة الإدارات الجهوية للصحة والتربية والشؤون الإجتماعية والمصحة المتنقلة «بيار» محل حفاوة كبيرة من الأهالي ومسؤولي الجهة .حيث شهد المعهد الثانوي برجيم معتوق الذي احتضن هذه التظاهرة الصحية توافد أكثر من ستمائة طالب علاج فالإقبال حسب ما عاينه «التونسية» التي تابعت ميدانيا كل وقائع هذه الحملة الصحية قد فاق كل التوقعات. وقد توزع المستفيدون على عدة أجنحة باختصاصات متعددة كطب العيون وفحوص متكاملة شملت صحة الأم والطفل والتقصي المبكر للسرطنات الأنثوية ومراقبة السكري وضغط الدم مع تمكينهم من الأدوية بالإضافة إلى خدمات تحسيسية بأهمية الوقاية من السلوكات المحفوفة بالمخاطر، حيث عملت الطواقم الطبية وشبه الطبية والمنشطين والمثقفة كخلية نحل وقدمت أفضل الخدمات الصحية والطبية للأطفال والكهول والنساء والشباب وحتى الرضع أيضا الشيء الذي جعل أهالي رجيم معتوق يثمنون هذه المبادرة ودعوا إلى تسييرها بشكل منتظم ودوري وذلك لقيمة مثل هذه الخدمات الصحية وفقدانها في رجيم معتوق. هذه البادرة التي أسعدت كثيرا مواطني الجهة ولاقت منهم الإرتياح الكبير والتقدير جعلنا نحدد لقاء ميدانيا مع الدكتور رضا القطعة الذي أفادنا بكل الفاصيل حيث صرح ل«التونسية» بأن «تنقل الديوان إلى هذه المنطقة يدخل في إطار البرامج التي خططنا لها لتقديم الخدمات الصحية والطبية للجهات النائية التي تبقى قبل غيرها في حاجة ماسة إلى هذه الخدمات الصحية خاصة طب الإختصاص والإتصال بهم مباشرة لتوعيتهم وتحسيسهم و تثقيفهم لتجنب السلوكات المحفوفة بالمخاطر». ويضيف الدكتور رضا القطعة قوله: «لقد قام الديوان خلال هذه السنة بالعديد والعديد من القافلات الصحية شملت مناطق تفتقر فيها الخدمات الصحية على غرار جهات من ولاية بنزرت والقيروان والكاف وجندوبة وباجة وغيرها من الولايات مختتما كلامه بأن الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري سيواصل عمله في هذا المجال بالنسق المطلوب وذلك كمساهمة من الديوان لتقديم الخدمات الصحية للمواطن أينما كان».