ختم أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس أبحاثه في قضية اعتداء بالعنف الشديد ناجم عنه الموت تورط فيها شاب حاول ابعاد الشبهة عنه في جميع مراحل التحقيق وتوريط شخص ثان ألقي عليه القبض غير أن الأبحاث أثبتت براءته بأدلة ومعطيات ثابتة. ومن المنتظر أن تكون هذه القضية محل نظر المحكمة في شهر جانفي. تفاصيل هذه القضية التي تعود إلى شهر جانفي 2015 عندما تلقت السلط الأمنية مكالمة هاتفية موضوعها وجود شخص ملقى على الأرض ومغميّ عليه فتحولت دورية أمنية على عين المكان وعثرت على المتضرر وهو ملطخ بالدماء وتمّ نقله من طرف الحماية المدنية لإسعافه ورغم محاولات الإطار الطبي فقد فارق الحياة فتم إعلام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس وقاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالمكان اللذين تحوّلا إلى المستشفى وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة التي لم تكن تحمل آثار عنف ظاهرة ماعدا جرح دام على مستوى الرقبة من الجهة اليسرى وأذن بعرضها على الطب الشرعي للوقوف على أسباب الوفاة فيما عهد للإدارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالبحث في ملابسات الجريمة. وتمّ تكثيف التحريات وانحصرت الشبهة في أحد الأشخاص لأنه شوهد مساء الجريمة يجلس بأحد المقاهي رفقة الهالك ثم غادرا المكان سويا. وبجلب المظنون فيه إلى مقر الفرقة اعترف بتواجده مع الهالك مساء الواقعة مضيفا أنهما غادرا المكان سويّا وأنه انصرف لشراء بعض الحاجات من محل لبيع المواد الغذائية وأنّه تركه منفردا ثمّ شاهده من نافذة المحل يتعرض للعنف من قبل 3 أشخاص اعترضوا سبيله وأنه لم يبادر بنجدته ولم يكترث للأمر وواصل التبضع خوفا من بطش المعتدين ملاحظا أنه تكتم على الجريمة ولم يسع لاسعاف الهالك اواعلام أعوان الأمن خوفا من اتهامه بالاعتداء عليه. وقد أدلى الموقوف بهوية أحد المعتدين فتم إلقاء القبض عليه وباستنطاقه نفى بصفة قاطعة علمه بالجريمة رغم مجابهته بتصريحات مرافق الهالك مؤكدا أنه زمن الواقعة كان بمنزله ولم يغادره بتاتا. وبمكافحة الطرفين تمسّك كل منهما بأقواله لكن التحريات كشفت ان مرافق المتهم ساعة الجريمة والذي حاول توريط الطرف الثاني الموقوف هو من أزهق روحه لوجود خلافات عالقة بينهما حول فتاة تقدم الضحية لخطبتها وحظي مطلبه بالقبول رغم أنه يعلم أن هذه الاخيرة على علاقة عاطفية بالجاني. وفي يوم الجريمة تطرق معه للموضوع وطلب منه ايجاد أي سبب أو صيغة لفسخ الخطوبة إلاّ أن الهالك رفض بشدة وأعلمه أنه أعجب بها ولن يتخلى عنها وأنه سيسعى جاهدا لإعداد العدة للزواج بها فاندلعت مناوشة كلامية بينهما انتهت بإخراج الجاني موسى عمد بواسطته الى اصابة الضحية على مستوى رقبته وفر من المكان. وبحكم علاقة الصداقة التي تربطه بالمجني عليه فإنه كان يعلم أن هذا الأخير لديه خلاف مع شاب آخر –المتهم الثاني الموقوف –فأراد توريطه حتى يدرأ التهمة عنه غير أن التحقيقات أثبتت بصفة قاطعة براءة المشبوه فيه ونجح حاكم التحقيق في كشف الحقيقة والتعرف على هوية الفاعل الحقيقي الذي وجّهت له تهمة القتل العمد.