بالرغم مما تزخر به جهتي عين دراهموطبرقة من مقومات سياحية وبيئية وجمال طبيعي خلاب جمع بين خضرة الجبال العالية بأشجارها اليانعة وشواطئها الساحرة إلا أن هذه الربوع الجميلة ما تزال بمنأى عن تنمية سياحية حقيقية تنهض بهما وتجعلهما يضاهيان المدن السياحية الأخرى. جاءت حقبة التسعينات من القرن الماضي فشهد هذا القطاع الهام بهذه الجهات نوعا من الاستفاقة أنشئت خلالها العديد من المنشآت السياحية الفندقية فضلا عن نادي جبلي ل«القولف» بالمنطقة السياحية بطبرقة وبعض النزل المحتشمة بعين دراهم كما وقع تطوير وتعصير المحطة الاستشفائية للتداوي بالمياه المعدنية بحمام بورقيبة ثم تلا كل ذلك أكبر إنجاز عرفته هذه الجهات مطار طبرقة الدولي. وبالرغم مما وقع من استثمار في هذا المجال إلا أن ارتقاء هذين المدينتين إلى مستوى المدن السياحية ما يزال مطمحا صعب المنال. فهذا المطار الذي يمتاز بمواصفات دولية ما يزال شبه مجمد إن لم يكن مجمدا بالفعل وبالرغم من عدة شركات أرادت في الماضي استثماره وان كانت حالة هذا المطار الدولي قد أرقت أبناء الجهة لعدة سنوات فإن تعطل أوتبخر المشروع السياحي البيئي بمنطقة فج الأطلال بضواحي مدينة عين دراهم والذي كان انجازه سيساهم في تشغيل عدد هام من اليد العاملة الموسمية والقارة وسيقلص من عدد العاطلين عن العمل بهذه الجهات الفقيرة والمحتاجة قد زاد في تأزم روافد الاستثمار في مجال السياحة البيئية والجبلية وحد من طموحات الكثيرين وهم الذين استبشروا سنة 2010 بوضع الخطوط العريضة الأولى لهذا المشروع الضخم والذي تمّ في عهد حكم «الترويكا» الترفيع في الاعتمادات المرصودة له من 9 آلاف مليون دينار إلى 13,6الف مليون دينار للدراسة وتهيئة مساحته التي تناهز 50هكتارا. حلول ممكنة تفرض الجدوى الاقتصادية للنهوض بالمجال السياحي البيئي والجبلي بهذه الجهات إعطاء الأهمية التي تستحقها هتين المدينتين والتفكير في آليات تمكن من جلب الاستثمار الخارجي كإحداث «تليفريك» يربط بين أعالي جبال عين دراهم وسهول طبرقة على مستوى سد واد الكبير المنجز أخيرا وذلك لتفعيل السياحة الشتوية والبيئية والجبلية والايكولوجية لما تمتاز به هذه الجهات من مناخ شتوي بارد يصحبه تهاطل الثلوج ومعتدل في الصيف يطيب فيه قضاء الإجازات والعطل وهومناخ قادر على استقطاب العديد من السياح المولعين بحب الطبيعة ومشاهدة المناظر الخلابة كما أن من العوامل الهامة لدفع الاستثمار في هذا المجال الذي يشهد ركودا وتفعيل دور التنمية المستدامة تشريك أبناء الجهة والجمعيات التنموية ومجامع التنمية في بعث المشاريع السياحية الصغرى كالمنتزهات العائلية ومراكز التنشيط والاقامات داخل الغابات ولن يتسنى هذا الدفع إلا بتسهيل طرق إسناد القروض وتخصيص المساحات اللازمة لهم حتى يجدوا المجال الرحب والمشجع على الانخراط في مجالات الاستثمارات المحلية.