اتخذت تصرفات الجماهير واللاعبين والمرافقين ورؤساء الأندية منحى خطيرا لم يعد بالإمكان تحمّله، ففي الأسبوع الماضي تمّ شتم الحكم ياسين حرّوش وطال الشتم والدته وكان عاجزا عن ردّ الفعل واكتفى بالبكاء من شدّة القهر وقبله تعرّض آخرون إلى الاعتداءات الجسدية دون أن ينال المذنبون جزاءهم ويرتعون بكل حرية ولم يتوان بعض المرافقين من إلصاق شتى التهم بالحكام كالرشوة والسرقة والإرهاب ولا أحد دافع عنهم فالجامعة تكتفي بتسليط عقوبة مالية في أقصى الحالات ولكن هل يكفي هذا لإرجاع كرامة الحكم ؟ النيابة العمومية ورغم مطالبتها من جميع الملاحظين التدخّل من تلقاء نفسها لم تستجب للأمر وهو ما شجّع أشباه المسؤولين على مواصلة التهجّم على الحكام دون وجه حق وكدنا لا نصدّق ما شاهدناه من تصرّف رئيس النادي الصفاقسي يوم الأحد بعد مباراة فريقه ضد الترجي الرياضي تجاه الحكم الدولي صادق السالمي. لقد أجمع كل الفنّيين أن السالمي قدم مردودا ممتازا ونوّه المستشار لدى الاتحاد الدولي ناجي الجويني بتحكيم السالمي في قناة الكأس القطرية وهو رأي كل من شاهد اللقاء. إنه من النادر جدا أن يقوم حكم بصفر أخطاء والسالمي يكاد يكون ارتكب صفر أخطاء في لقاء القمة. ولكن رئيس النادي الصفاقسي والذي لا نخاله يفقه في التحكيم مثل ما يفقه في المال والأعمال والخزف والحليب رأى عكس ذلك ولا فائدة في إعادة ما قاله للحكم فالتسجيلات تم تداولها عبر ومواقع التواصل الاجتماعي. والآن وبعد كل هذا ما الذي سيحصل؟ الرابطة ستحيل الملف على أنظار المكتب الجامعي الذي سيكتفي بدعوة رئيس النادي الصفاقسي للمثول أمام لجنة التأديب وستقع تخطئته بمبلغ مالي حسب ما تنص عليه المجلة التأديبية و«يا ناس ما كان باس» ولكن الجديد هو أن السالمي قد لا يكتفي بما ستقوم به الجامعة من إجراء روتيني لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يحفظ كرامته المداسة فوق عشب الملعب الأولمبي بالمنزه، وفي هذا الصدد صرّح صادق السالمي ل « التونسية» بما يلي: « لا أكاد أصدّق ما سمعته من رئيس النادي الصفاقسي الذي تهجّم علي لفظيا وشتمني واسمعني كلاما جارحا ومهينا. لقد أرضيت ضميري وقدمت مردودا متميزا بشهادة الجميع ولم أخطئ في حق النادي الصفاقسي. لقد اتصل بي العديد من الملاحظين وهنّؤوني على مردودي ولست أدري لماذا كل هذا التحامل على شخصي والادعاء بأني لا استحق القائمة الدولية. من جهة أخرى ما قاله لطفي عبد الناظر لم يمس شخصي فقط بل كل أهالي حفوز وولاية القيروان وقد جاءتني مكالمات مساندة من كامل الولاية للتعبير عن استنكارهم لما حصل. سأقدم كل التسجيلات للمحامي وسأقاضي رئيس النادي الصفاقسي للثلب والادعاء بالباطل. إذا كانت عاقبة التحكيم على هذه الشاكلة وتصل الى حدّ القدح في شرف الأشخاص فأنا سأعتزل ولم يعد لي مكان في القطاع إذا لم تأخذ العدالة مجراها وفي انتظار ما ستؤول إليه الأمور فإني لن أدير مقابلات يكون النادي الصفاقسي طرفا فيها».