التونسية (تونس) نظرت أمس احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس2 في قضيّة تحيّل تورّطت فيها فتاة انتحلت صفة كاتبة محامية وعمدت إلى ايقاع امرأة عجوز في شباكها وسلبتها ألف دينار بعد ان وعدتها بمساعدتها في قضية محاولة القتل التي تورط فيها ابنها وأكدت لها انه سينال حكما مخفّفا غير انها بمجرد ان تسلمت الأموال اختفت عن الانظار. وقد مثلت المتهمة أمام انظار المحكمة واعترفت بتفاصيل فعلتها وبرّرتها بظروفها الاجتماعية الصعبة وقد أيّدها الدفاع في ذلك والتمس من المحكمة التخفيف عنها قدر الامكان وبعد سماع جميع الاطراف حجزت المحكمة القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم في جلسة 11جانفي الجاري. وتعود تفاصيل هذه القضية إلى شهر أكتوبر 2015 عندما تقدمت عجوز إلى السلط الأمنية بشكاية أفادت ضمنها انها تعرضت إلى عملية تحيّل من فتاة في عقدها الثالث تعرفت عليها على سبيل الصدفة أمام المحكمة مشيرة إلى أنها بمشاهدتها تبكي بحرقة اقتربت منها وسألتها عن خطبها فأعلمتها ان ابنها موقوف لتورّطه في جريمة محاولة قتل وأنها لا تعرف كيف تتصرف فاستغلت الفتاة الفرصة وعرضت عليها مساعدتها بعد أن قدّمت نفسها على أنها كاتبة محامية وأنها ستتوسط لها لديها حتى تقبل القضية في جميع مراحل التقاضي بمبلغ ألف دينار مؤكّدة لها أن المبلغ بسيط مقارنة بما تحتاجه القضية من مجهود في الطورين الابتدائي والاستئنافي. وأكدت لها أن ابنها سوف ينال حكما مخففا فصدّقت العجوز أقوالها وتظاهرت أمامها بالاتصال هاتفيا بمؤجّرتها –أي المحامية – وأعلمتها بالقضية وحتى تحبك السيناريو جيدا كانت خلال الحوار تترجاها بقبول القضية بمبلغ ألف دينار ثم أغلقت الخط وأعلمت العجوز أن المحامية قبلت على مضض بمقابل الأتعاب وطلبت منها تسليمها اوراق القضية في اليوم الموالي واحضار المبلغ المالي المتّفق عليه لتسليمه للمحامية. وفعلا وحسب الاتفاق حضرت العجوز أمام المحكمة في الموعد المتفق عليه وسلّمت الفتاة الأوراق وعندما سألتها عن المحامية أكدت لها ان لديها عدة جلسات اليوم وأنّه من الصعب أن تلتقيها في ذلك اليوم وطلبت منها أن تمدها بالأموال المتفق عليها فمكنتها من المبلغ المطلوب دون أن يخلد بذهنها انها متحيلة ومكّنتها من رقم هاتفها الجوال وعندما اتصلت بها بعد أسبوع كان الهاتف مغلقا وأعادت الاتصال بها مرارا لكن دون جدوى فتوجّهت إلى مقرّ المحكمة علّها تشاهدها غير أنها لم تعثر لها على أثر فتأكدت أنها كانت ضحية متحيلة بارعة فتقدمت بشكاية ضدها طالبة تتبعها عدليا من أجل ما نسب إليها. وعلى ضوء هذه الشكاية تم تكثيف التحريات وانحصرت الشبهة في فتاة كانت دائما تحوم أمام المحكمة فألقي عليها القبض وبعرضها على المتضررة تعرفت عليها. وباستنطاقها اعترفت بالتهمة المنسوبة إليها وبرّرتها بظروفها الاجتماعية الصعبة وبمرض والدتها التي في كفالتها والتي تجد صعوبة في توفير مصاريف الادوية التي تحتاجها وبعد ختم الأبحاث وجّهت لها تهمة التحيّل وانتحال صفة وأحيلت على أنظارالقضاء.