من المنتظر أن تنظر احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم الثلاثاء القادم 31مارس الجاري في جريمة تحيل تورطت فيها امرأة عمدت الى سرقة مصوغ فتاة باستعمال الحيلة. وقد بدأت تفاصيل هذه القضية التي ترجع الى موفى شهر نوفمبر 2014 عندما تقدمت فتاة الى السلط الامنية بشكاية افادت ضمنها انها تعرضت لعملية تحيل من قبل امرأة عمدت الى سلبها مصوغها الذي تناهز قيمته 4 آلاف دينار. وحسب ذكرها فقد توجهت الى منزل المشتكى بها- التي ذاع صيتها وتحدث الجميع عن قدراتها الفائقة في ازالة السحر و«التابعة» –رغبة منها في قراءة الطالع وازالة «التابعة». وبمجرد ان شاهدتها «العرافة» اكدت لها ان احدى قريباتها تكنّ لها حقدا دفينا وانها سحرتها وتريد ان تفسد علاقتها بخطيبها حتى لا تتزوّج وطلبت منها ان تتبع نصائحها ان كانت ترغب في التخلص من تبعات السحر الذي تعاني منه فصدقت الفتاة اقوالها فأعلمتها «العرّافة» أن المصوغ الذي تملكه طالع شؤوم عليها وانه عليها ان تقرأ عليه بعض التعاويذ وتفتح به «العزيمة» حتى تخلصها نهائيا من السحر الذي لحقها من كبار الجن ومكنتها من بعض البخور وطلبت منها العودة اليها بعد اسبوع ومعها المصوغ. وبحكم ان علاقتها بابن خالتها متوترة لغيرتها المفرطة عليه فقد صدقت الفتاة كلام «العرافة» ونفذت ما طلبته منها في ذلك الاسبوع بكل حذافيره ثم عاودت الاتصال بها في الموعد المتفق عليه فسألتها «العرافة» عن بعض المعطيات المهمة و طلبت منها ان تسلمها مصوغها حتى تزيل عنها «التابعة» والنحس وظنت الفتاة انها ستقوم بذلك على مرأى منها غير انها اكدت لها انها ستقوم بذلك عندما تكون بمفردها ليلا حتى تستحضر الجن ووعدتها انها سترجع لها مصوغها في اليوم الموالي. فغادرت المكان على مضض مذعنة لتعليمات «العرافة». وفي اليوم الموالي عادت الى منزل «العرافة» وطرقت الباب ولم تتلق إجابة فظنت انها قد تكون غادرت لقضاء شأن ما و توجهت الى عملها وقررت العودة اليها بعد الظهر لكن لا مجيب. وباستفسار الاجوار اعلموها انها عادت الى مسقط راسها فتأكدت بصفة قاطعة انها كانت ضحية متحيلة بارعة فقررت التقدم ضدها بالشكاية اعلاه طالبة تتبعها عدليا. واستنادا الى هذه الشكاية تم تكثيف التحريات وامكن التوصل الى مكان اختفاء المظنون فيها والقبض عليها وبتفتيش منزلها عثر على مبلغ 15 ألف دينار ومصوغ وبمواجهتها بالمحجوز اعترفت بتسلمها مصوغ المتضررة من اجل ازالة مفعول السحر وأنه لم يكن في نيتها الاستيلاء عليها وأنها غادرت منزلها لأنه عليها ان تغادر الى مكان غير معلوم حتى تقوم ب«العزيمة» وتستحضر الجن لكن تصريحاتها لم تنطل على اعوان الامن. وباستفسارها عن المبلغ المالي المتجمع لديها افادت انه محصول عملها لسنوات مضيفة انها لم تتحيل على اي كان وأنه لم يسبق لحرفائها ان تذمروا من خدماتها وأنهم راضون تمام الرضى عن عملها ولا احد تقدم بشكاية ضدها. وقد أجريت مكافحة بينها وبين الشاكية تمسك خلالها كل طرف منهما بأقواله. وبعد ختم الابحاث وجهت للمظنون فيها تهمة التحيل واحيلت على انظار المحكمة لمقاضاتها من اجل ما نسب اليها .