على الشعب امتحان «الجبهة» ثم الحكم لها أوعليها صمود سوريا أفشل تفتيت الوطن العربي
قرار دولي رتّب لتداول «النهضة» و«النداء» على السّلطة
أزمة «نداء تونس» إعادة صياغة للحزب حاورته: سنيا البرينصي ظهر التيار البعثي في تونس في أواخر الستينات وتوارثته أجيال وراء أجيال إلى اليوم ودرست أغلب كوادره المؤسسة في بلاد المشرق وعلى رأسها سورياوالعراق, ولعل المتأمل في تاريخ ظهور هذا التيار بتونس يلحظ بيسر مدى ارتباطه الوطيد بحزب البعث في بلاد الشام. وتؤمن الإيديولوجيا البعثية بالوحدة العربية وبالمصير العربي المشترك وعرفت بوطنيتها العالية ومناهضتها المبدئية للإمبريالية.تأسست «حركة البعث» التونسية سنة 1988 وبعد سقوط بن علي نشطت بصفة رسمية وخاضت الانتخابات تحت راية «الجبهة الشعبية», إلا أن نتائج الرهان الانتخابي كانت مخيبة لآمال البعثيين.عن تاريخ ظهور حركة البعث في تونس وطروحاتها الفكرية والسياسية وعلاقتها ب«الجبهة الشعبية» ومواقفها من الشأن الوطني والإقليمي التقت «التونسية» القيادي في الحركة وأمينها العام السابق وأحد مؤسسيها عثمان بلحاج عمر في حوار شامل تطرّق إلى أهم إرهاصات وآمال البعثيين وواقع حالهم في علاقة بالمشهد السياسي في تونس وفي الوطن العربي وغيرها من الملفات الساخنة في بلادنا ومحيطها العربي. تستعدّ «الجبهة الشعبية» لعقد ندوتها الوطنية فما هي أهم الطروحات السياسية والتنظيمية التي ستشتغل عليها؟ «الجبهة الشعبية» ستشتغل عل الطرح السياسي من خلال توضيح رؤيتها السياسية للشأن العام في علاقة بالإئتلاف الحاكم والمعارضة. كما ستنظر خلال ندوتها الوطنية المرتقبة في تطوير هيكلتها وتمثيليتها على مستوى محلي وجهوي. أما على المستوى المركزي فإنه ستتم المحافظة على مكونات «الجبهة» الحالية مع إمكانية دعمها ومراعاة حجم وفاعلية هذه المكونات على مستوى الإنتشار والفاعلية. كذلك من المطروح أن يتم النظر في إمكانية تغييرما يسمى بخطة الناطق الرسمي نظرا لوجود اختلافات في الرؤى بين مكونات «الجبهة» في هذا الخصوص ومن الوارد إيجاد خطة مكتب مساعدة للناطق الرسمي. هل يعني ذلك أن هناك أطرافا حزبية من «الجبهة الشعبية» تدفع في اتجاه تغيير ناطقها الرسمي؟ وهل أن «حزب البعث» مع هذا الخيار؟ في «حركة البعث» نعتقد أن الناطق الرسمي ل«الجبهة الشعبية» حمة الهمامي هوأفضل خيار للحفاظ على وحدة وتماسك الجبهاويين في المرحلة الحالية وحتى الإشكاليات التي حدثت على مستوى هذه الخطة لا تتعلق بالهمامي كشخص. «حركة البعث» ليست مع خيار تغيير حمة الهمامي. ولكن في كل الحالات هناك حزب معين داخل «الجبهة» طرح إمكانية تغييرالناطق الرسمي لعدة اعتبارات من بينها أحقيته في الزعامة؟ توجد أطراف قدمت مبادرات للتغيير وهذه المبادرات ليست لأسباب شخصية بل في اتجاه التداول على خطة الناطق الرسمي. كذلك هناك من عبّر عن خشيته من أن يخلط الهمامي بين «الجبهة الشعبية» و«حزب العمال» وأيضا هناك من يعتبر أن أداء الناطق الرسمي ليس منتظما كما لوحظ عليه نزوع نحونوع من الزعاماتية والفردانية في تمثيل «الجبهة» في علاقتها بالقوى السياسية الأخرى وفق تقديرهم. ونظرا لما تقدم ذكره نعتقد أن بعض الانتقادات التي وجهت إلى حمة الهمامي يمكن أن تكون صحيحة ولكنها في كل الحالات تبقى سببا غيروجيه وغير كاف لتغييره نظرا لتحوزه على إيجابيات أخرى قادرة على ضمان استمراره في خطته وضمان وحدة وتماسك «الجبهة الشعبية» وأيضا الحفاظ على التوازن بين بقية مكوناتها. الإصرار على تغيير حمة الهمامي ليس صادرا عن جميع مكونات «الجبهة الشعبية» بل هوموجود لدى «حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد» الذي يعتبر أن قيمة حجمه وما قدمه ل«الجبهة» وعلى رأس ذلك الشهيد شكري بلعيد يؤهلانه لقيادتها. نفهم من كلامكم أن هناك خلافات حول القيادة؟ نعم توجد خلافات حول قيادة «الجبهة الشعبية» وهي في الحقيقة ليست خلافات بالمعنى الحقيقي للكلمة بل هي اختلافات في هذا الخصوص قد يكون «الوطد» يسعى إلى التماهي مع «حزب الطليعة» و«حزب العمال» يسعى إلى التماهي مع رابطة اليسار العمالي بخصوص الموقف من الرؤية السياسية والهيكلة الجديدة ل«الجبهة» ولكن هذا الأمر لا يعني وجود صراعات بين الجبهاويين أووجود صراعات بل كما أشرت سابقا هي مجرد اختلافات يمكن معالجتها لأن هناك رصيدا نضاليّا يجمع مكونات «الجبهة الشعبية» ويوحّدها بما بجعلها تتجاوز كل خلاف. وماذا عن موقف البعثيين الذين تؤكد مصادرنا أنهم يشعرون بالتململ وأن حقّهم مهضوم داخل «الجبهة»؟ البعثيون يرون أن حقهم هضم داخل «الجبهة» وذلك من جانب اختيار القائمات الانتخابية في التشريعية مما يمكن اعتباره نوعا من الإزاحة للحركة من أن تصبح حزبا برلمانيا. ولماذا يتم إستهداف أو إن شئنا «إقصاء» البعثيين في نظركم؟ الجميع يدرك جيدا أن «حركة البعث» متواجدة بالأساس في جهات الوسط وصفاقس وكل مكونات «الجبهة الشعبية» تعرف هذا الأمر وعندما يقع الاعتراض على ترشيح بعثي لقائمات «الجبهة الشعبية» خلال الانتخابات الفارطة في تلك الجهات فمعنى ذلك أن هناك نية إقصاء وقد نتج عن إقصاء البعثيين خلال الانتخابات الفارطة خسارة «الجبهة الشعبية» ل5 مقاعد في كل من بنزرتوتونس2 وأريانة ومدنين وسوسة وعملية إقصائنا تدخل في إطار التخوف غير المبرر من تواجد البعثيين في المشهد السياسي الوطني وهذا الأمر عبّر عنه الباجي قائد السبسي في أحد لقاءاته بحمّة الهمامي وقتها بقوله: «ماذا يفعل البعث في الجبهة الشعبية»؟ ووقتئذ اضطر الهمامي حسب قوله إلى الدفاع عن البعثيين وعن شرعية تواجدهم في «الجبهة الشعبية» بما أنهم من مؤسسيها وبما أن حركة البعث حزب وطني مناضل منذ نهاية الستينات. في رأيكم لماذا تخشى الأحزاب الليبيرالية التيار البعثي, خاصة أن هذه المسألة تمظهرت خصوصا في بلاد الشام التي حكمتها وتحكمها حاليا أنظمة بعثية؟ الأحزاب التونسية هي أحزاب قطرية في غالبها تستبطن فكرة الأمة التونسية وفكرة امكانيّة توريد الحداثة من الغرب وأن العلاقة مع العرب هي وزر يجب تلافيه ما أمكن وباعتبار أن البعث هوحزب عقائدي له فكر وتنظيم قويين ومتماسكين ولذلك يخشى منه. «حزب البعث» في سورياوالعراق معروف بوطنيته المطلقة والعالية وبأن له مشروعا وطنيّا خالصا لذلك هناك خشية من البعثيين. كذلك أود القول بأننا أوضحنا خلال الحملة الانتخابية ولكل القوى السياسية أن حركة البعث التونسية ليست فقط مشبعة بالوطنية بل هي تستملكها ويمكنها الدفاع عن مصالح الوطن بوطنية عالية وهي مستعدة لتقديم تضحيات في سبيل ذلك. البعث يطرح نفسه دون مزايدة أنه الحزب الأول في الوطنية وهذا هوموقف الأحزاب البعثية في كل أقطار الوطن العربي, إذ أنها تؤمن بحماية وحدة أوطانها وحماية مصالح الأمة وهي أمام هذه المصالح مستعدة للتضحية بنفسها وللتذكير فقط نقول إن حزب البعث في سوريا حلّ نفسه سنة 1958 من أجل تحقيق الوحدة بين سوريا ومصر وكذلك لا ننسى ما قدمه العراق للأقطار العربية غير البترولية كالسودان واليمن وموريتانيا ومصر وخاصة تونس. تستعدّون لعقد مؤتمركم في شهر مارس المقبل فما هي أهم معالم خطوط الهيكلة الجديدة للحركة؟ مؤتمر الحزب سيكون مع نهاية الربيع القادم أوبداية الصيف. «حركة البعث» عرفت منذ انعقاد مؤتمرها الأول في 2013 بعض الإشكاليات التنظيمية وهذه الإشكاليات انعكست على أدائها الذي تراجع نوعا ما ولكن منذ الصائفة الفارطة تداعى الاطار المتقدم في الحركة إلى تباحث مجمل هذه الإشكاليات واتّفق على خطة تنظيمية سياسية هي الآن بصدد الإنجاز تتمثل في إعادة هيكلة الحركة على المستويين المحلي والجهوي وتنظيم دورة تثقيفية لكامل الكادر الحزبي والتحضير لدورة انتخابية ستنطلق بداية من فيفري القادم لتنتهي هذه المرحلة بعقد مجلس وطني للحركة وتحديد اللجان وتاريخ المؤتمر. مبدئيا هناك لجان تحضيرية بصدد تقييم المشهد السياسي الحالي لبلورة استراتيجية واضحة للحزب في علاقة بقانون التهيئة الترابية والجماعات المحلية نظرا لأن هذا القانون سيغير نظرة السلطة إلى دورها في المجتمع لأن التقسيم الترابي سابقا كان يغلب الصلاحيات الأمنية على الصلاحيات التنموية ونحن بصدد اعداد مترشّحين لنا في عدد من البلديّات. وبالنسبة ل«الجبهة الشعبية»,هل ستخوض الانتخابات البلدية بقائماتها الخاصة أم قد تنزع نحوعقد تحالفات مع قوى معارضة أخرى؟ من الثابت والأرجح أن تخوض الجبهة الشعبية غمار الانتخابات البلدية بقائماتها الخاصة ولكن هذا الأمر لا يمنع احتمال تحالفها مع بعض مكونات المشهد السياسي الأخرى كحزب «المسار الديمقراطي الاجتماعي» أو بعض المستقلين والكفاءات الوطنية والجهوية. يرى متابعون للشّأن السياسي بالبلاد أن «الجبهة الشعبية» طرحت نفسها بديلا للحكم ثم غفت ونامت.. ما جوابكم؟ هؤلاء ربما لم يقارنوا امكانات «الجبهة الشعبية» المحدودة التي تتحكّم في نشاطاتها وحجم إشعاعها بإمكانات الأحزاب الغنية التي تستقطب إعلاميا وتخلق الأحداث بناء على إمكاناتها. الحكم ليس مجرد توفر أشخاص بل هورؤية وكفاءات لتنفيذ هذه الرؤية ونحن لدينا كفاءات وطنية كبرى ورؤية ولوتم القيام بسبر اراء لهذه الكفاءات لوجدناها مع برامج ورؤى «الجبهة». كذلك يجب توجيه هذا السؤال إلى حزبي «المؤتمر» و«التكتل» وحتى الى حركة «النهضة» خلال عهد «الترويكا», فهل كان لهؤلاء وقتها كفاءات حتى يحكموا البلاد؟ ولذلك على الشعب الذي جرب حكم «الترويكا» والإئتلاف الحاكم أن يمنح الفرصة ل«الجبهة الشعبية» لحكم البلاد وبعد ذلك بإمكانه الحكم لها أوعليها ومن الثابت والأكيد أنها ستكون عند حسن ظنه. كيف تقرؤون أزمة «نداء تونس»؟ لا أعتقد أن أزمة «نداء تونس» تصدع وانقسام بين الندائيين بل هي إعادة صياغة للحزب من طرف صناع المشهد السياسي الدوليين والمحليين ككتلة متناسقة وموازية لكتلة حركة «النهضة», وبالتالي, فإن مغادرة شق محسن مرزوق والأزهر العكرمي هومجرد إخراج للتناقضات اليسارية والنقابية للكتلة التي يراد بناؤها. بالنظر إلى مخلفات هذه الأزمة, هل يمكن القول إن «النهضة» قد ابتعلت «نداء تونس»؟ «النهضة» لم تبتلع «النداء» بل ليس في تخطيطها ذلك وهذا الأمر ليس مسموحا به لها من قبل صنّاع المشهد السياسي الدولي. ما يراد تأسيسه خلال المرحلة المقبلة هوكتلة نهضوية متماسكة بتمثيلية بين 25 و30 بالمائة مقابل كتلة «نداء تونس» بتمثيلية حجمها بين 30 و35 بالمائة للتناوب على الحكم أوالتشارك فيه طيلة 10 أو15 سنة قادمة. في المقابل, المطروح على «الجبهة الشعبية» هوإعادة قراءة المشهد السياسي حتى تكون القوة المضادة والمراقبة لأداء السلطة وكذلك الاستعداد في كل وقت إلى أن تكون البديل. هل أضرّ التحالف بين «النداء» و«النهضة» بأداء الحكومة والوضع العام في البلاد أم في نظركم؟ هذا التحالف لم يكن مبدئيا ونتائجه تمثل تزييفا لنتائج الانتخابات بعد ان تمت مما انعكس عنه ذهول الرأي العام وفقدانه للثقة وهوما أثر سلبا على الوضع العام في البلاد. ما تشخيصكم لأداء حكومة الصيد؟ (أجري الحوار قبل التحوير الوزاري). من الناحية الأمنية أقول إنه ما دام الشعانبي وغيره من الجبال يشكل ملجأ للإرهابيين وما دمنا نعيش حالة الطوارئ ونسمع التحذيرات من حدوث ضربات إرهابية, فإن نجاح الحكومة في هذا الملف يبقى نسبيا خاصة أنها تتهرب من عقد المؤتمر الوطني لمقاومة الإرهاب وبالتالي فهي تقاوم هذه الظاهرة برؤيتها الخاصة. أما إقتصاديا فإن نسبة النموتعتبر كارثية رغم انخفاض منسوب الحراك الاجتماعي وكذلك ارتفاع المديونية بالفوائض العالية. أما بخصوص التنمية ومقاومة البطالة فإنّنا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا. كذلك هناك فشل في السياسة الخارجية وهناك صراع بين وزارة الخارجية ومؤسسة الرئاسة بل أكثر من ذلك صراع بين زعامات حزبية ووزير الخارجية. أيضا في عهد الحكومة الحالية أصبحت تونس لا تحظى بإهتمام الغرب. تونس فشلت في إدارة الملف الليبي أي في إدارة الحوار بين الأطراف المتصارعة في ليبيا وكان من الأحرى أن يكون هذا الملف ملفنا وليس ملف المغرب. كذلك هناك فشل في الدفاع عن مصالح التونسيين في هذا القطر والتباس في العلاقات مع مصر حتى أننا بتنا نتساءل هل هي علاقة دولة بدولة أم علاقة حزب بدولة؟ لأنه من الناحية الواقعية لا نرى وجودا لعلاقة قوية وبالمستوى المطلوب بين تونس ومصر كدولتين مهمتين في العالم العربي. من حيث علاقة تونسبسوريا نرى أن «نداء تونس» أقام حملته الانتخابية على أساس إعادة العلاقات مع هذا البلد الشقيق وهوما لم يحصل, دون نسيان أن وضوح الرؤية إزاء المشهد السوري مفقود لدى الحكومة مما جعل تونس عاجزة عن القيام بأي دور في إنهاء الأزمة السورية. وماذا تقولون عن انضمام تونس إلى التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب؟ نحن ضد هذه الأحلاف العسكرية خاصة وأن الحلف المذكور بعث بطلب امريكي ويخشى من أن يكون حلفا طائفيا لأننا عندما نقول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب لا يعني ذلك أن كل الدول الإسلامية لها نفس التحديات؟ كذلك نجد أن تركيا دولة مسلمة ولكنها دولة معتدية وكذلك إيران هي دولة إسلامية ولكنها تحتل العراق وتتدخل في شؤون عدة دول عربية أخرى, ولذلك نتساءل هل أن هذا الحلف هواستجابة لطلب أوباما الذي دعا فيه إلى إقامة تحالف سني لمقاومة الإرهاب السني؟ وكأن هذا الطلب اعتراف بأن الإرهاب سني؟ في حين أن المسألة غير ذلك. تنظيم «داعش» هوتقاطع مخابرات دولية بإشراف أمريكي تركي لإعادة صياغة وتقسيم المنطقة العربية وتفتيتها. والأمر المضحك في هذا الحلف هوأنه وقع دون أن يقع اجتماع بين وزراء دفاع وأمن الدول المشاركة وكذلك هوتحالف تم بواسطة الهاتف وهذا من المضحكات المبكيات. كان أولى بهذه الدول الدفاع عن سورياوالعراق بتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك لأن المستهدف اليوم هوالوطن العربي ككل. هل صحيح أن كل أحلام «سايكس بيكو» الجديدة التي حملها بساط ما يسمى ب«الربيع العربي» تحطمت على أسوار سوريا؟ سوريا أريد بها شر كبير ووحدتها الترابية مازالت مهدّدة إلى اليوم. الشعب السوري بصموده الخارق تلافى الأخطر في المؤامرة التي حيكت ضدّه ومن المؤمّل أن السوريين سيتجاوزون أزمتهم نهائيا في عام 2016. من أفشل مخطّط تقسيم المقسم هوصمود سوريا والمقاومة العراقية وتعافي الحالة المصرية منذ الإطاحة بالإخوان, إضافة إلى ذلك بقاء الجزائر صامدة وتجاوز التونسيين عديد الإشكاليات خلال حراكهم السياسي. في أي اتجاه تسير الأوضاع في المنطقة خاصة بعد التدخل الروسي في سوريا؟ من إيجابيات التدخل الروسي في سوريا تحجيم الدور الإيراني والعمل على إزاحته من سورياوالعراق نهائيا, كذلك يتوقع خروج «حزب الله» من سوريا خلال ربيع 2016 ودخول أمريكاوإيران في حوار من أجل إعادة الأراضي اللبنانية المغتصبة إلى لبنان كمزارع شبعا وتكليف الجيش اللبناني بحماية الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة والمساعدة على دمج «حزب الله» في المشهد السياسي المدني في لبنان. أيضا أعتقد أن مخاطر التقسيم التي تحملها «سايكس بيكو» الجديدة ما زالت موجودة وتتهدد سورياوالعراق وذلك باقتطاع الشمال الكردي في البلدين وخلق كيان كردي مطل على البحر. أما في ما عدا ذلك, فإن بناء العملية السياسية في سورياوالعراق خلال المرحلة المقبلة ستكون ممكنة جدا بمشاركة كل القوى الوطنية مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم. أنتم إلى الآن تحت الحماية الأمنية, فهل ما يزال خطر الاغتيال يتهدّدكم؟ من خلال الإبقاء على مرافق أمني لي أعتقد أن التهديدات ما زالت قائمة وهي لا تستهدف الشخص بل تستهدف الفكرة والعنوان.