أسدل الستار ليلة أمس على الميركاتو الشتوي الذي كان هادئا إلى درجة كبيرة ولم يعرف صفقات مدوية، جماهير الأحمر والأبيض انتظرت الساعات الأخيرة من يوم الجمعة لسماع أخبار مفرحة ولكن الحصاد لم يكن في مستوى الأمال بما أن هيئة سليم الرياحي لم تبرم إلا صفقتين وفوّتت في المقابل في أكثر من إسم يأتي الجزائري هشام بالقروي الذي غادر الفريق «بلوشي» في قرار غريب وعجيب من الرجل الأول في الفريق الذي كان بإمكانه الاستفادة ماليا منه بما أن للّاعب أكثر من عرض خارجي. بطل الموسم الماضي تعاقد بصفة رسمية مع المدافع النيجيري هارون أوبانور ومتوسط ميدان تي.بي.مازمبي المالي بوبكر ديارا اللذين سيكونان مؤهّلين للعب مع الفريق انطلاقا من مواجهة الكأس فيما غادر الفريق كل من بالقروي وعلاء بن دحنوس وعلاء البوسليمي وأشرف الزيتوني وماليك توري وحسين منصور. أين المهاجم؟ قلنا إنّ حصاد هيئة الرياحي في الميركاتو الشتوي كانت ضعيفة للغاية حيث انتظر الجميع التعاقد مع «رأس حربة» صريح لتعويض يوهان توزقار الذي انتهى موسمه بسبب إصابة في الركبة، ولكن الهيئة فضلت التعاقد مع مدافعين وتناست أو تغافلت تعزيز القطاع الأمامي الذي كان من بين نقاط الضعف في الشطر الأول من البطولة والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو من سيشغل خطة المهاجم الصريح فسيف الدين الجزيري لم يستقرّ على حال وأدائه متغير من مواجهة إلى أخرى وكذلك الشأن بالنسبة لعماد المنياوي الذي خفت بريقه بشكل ملحوظ في مرحلة الذهاب ونفس الحال للمهاجم لسعد النويوي الذي لم ينجح في تقديم الإضافة وظل عبئا ثقيلا على الفريق، وضعية ستحمل صابر خليفة كل أعباء الخط الأمامي إلا إذا كان لرود كرول رأي آخر ونجح في العثور على موهبة من النخبة. سليم الرياحي فاوض أكثر من مهاجم وروّج لتعاقد من الحجم الثقيل ولكنه لم يف بوعده ومرّ بجانب الميركاتو. «الرياحي» أفشل صفقة «عودية» من بين الأسماء التي كانت قريبة من الحديقة، نجد المهاجم الجزائري محمد أمين عودية الذي كان متحمسا لحمل قميص الإفريقي وقد حجز تذكرة السفر إلى تونس ولكنه عدل عن القدوم في اللحظات الأخيرة بعد أن عامله الرياحي بشيء من التعالي ولم يعره الأهمية التي يستحقها فتراجع عن قبول العرض وخيّر الاستمرار مع فريقه الجزائري. عودية كان بالإمكان أن يكون حلا كبيرا للهجوم الأحمر والأبيض ولكن الرياحي كان له رأي آخر واختار التعامل مع رموز فشل تعودت استغلال هذه الفرص لترويج بضاعة «مضروبة» فكانت النتيجة سلبية. خسارة مضاعفة قلنا إنّ الساعات الأخيرة للميركاتو حملت معها أخبارا سيئة لجماهير الأحمر والأبيض حيث فسخت الهيئة عقد الجزائري هشام بالقروي الذي غادر الفريق «بلوشي» كما سبق وأشرنا في بداية المقال، وإن كان رحيل اللاعب منتظرا قياسا بما قدمه في مرحلة الذهاب ولتعمده افتعال بعض المشاكل لعدم المشاركة في المباريات الرسمية، فإن لغة المنطق والحكمة كانت تقتضي تسريحه إلى أحد الفرق الراغبة في انتدابه والاستفادة بالتالي من مبلغ مالي محترم إذ لا يعقل أن يصل الجزائري إلى الحديقة بأكثر من نصف مليار ويغادرها دون مقابل. بالقروي اتهم السلامي صراحة بالتسبّب في مغادرته من الباب الصغير وهذه الرواية تبدو ضعيفة بما أننا لا نعتقد أن الأخير هو الذي اتخذ قرار فسخ عقده إضافة إلى أنّ وكيل أعمال اللاعب صرّح في وقت سابق بأنّ ملفّ الجزائري تتداخل فيه ثلاثة أطراف وهي اللاعب والوكيل ورئيس النادي وهو ما يعني أنّ إقحام السلاّمي في هذا الخلاف هو مجرّد تصفيات حسابات لا غير. وفي هذا السياق تشير المعلومات التي حصلنا عليها بأن تصرّف الرجل الأول في الفريق جاء بتوصية من المدرّب الهولندي كرول الذي طالب بانتداب مدافع جديد كما أنّ بالقروي معاقب بأربع مباريات على الصّعيد الإفريقي بعد حصوله على ورقة حمراء في مباراة الأهلي ولن يتسنّى له المشاركة في الأدوار التمهيدية لكأس رابطة الأبطال الإفريقية، ومهما يكن من أمر فإن الإفريقي خسر مرّتين في هذه الحركة، حيث فقد لاعب برصيد خبرة يمكن أن تفيد النادي في مسابقة رابطة الأبطال وحرم في الوقت ذاته من مبلغ مالي محترم. لماذا غادر «بن دحنوس»؟ المعلوم أن النادي الإفريقي يشكو نقصا واضحا في الجهة اليسرى للدفاع بعد إصابة الحدادي والميكاري وهو ما اضطر دانيال سانشاز ونبيل الكوكي ومحرز بن علي إلى الاعتماد على علاء بن دحنوس في خطة ظهير أيسر، وفي الوقت الذي كانت الجماهير تنتظر فيه تعزيز هذا المركز بلاعب جديد، قررت الهيئة التفريط في علاء البوسليمي وعلاء بن دحنوس إلى الملعب التونسي وهو ما يعني أن الفريق سينهي الموسم بظهير أيسر واحد وهو أسامة الحدادي الذي لم يستعد بعد كامل عافيته وينقصه نسق المباريات بعد الإصابة اللعينة التي تعرض لها أواخر الموسم الماضي في انتظار ما سيقدّمه الدّولي الأولمبي النيجيري أوبانور الذي يجيّد اللعب في هذا المركز. «المويهبي» في الطريق في ذات السياق نشير إلى أن هيئة الإفريقي قد اتفقت مع كل من يوسف المويهبي مهاجم النجم الساحلي على إمضاء عقد مبدئي مع الفريق يكون ساري المفعول انطلاقا من شهر جويلية القادم. لاعب النجم التقى عشية أمس مسؤولا من الإفريقي واتّفق معه على كلّ جزئيات العقد وحسب ما بلغنا من أخبار فإنّ اللاعب السابق لمستقبل المرسى قد وقّع على عقده الجديد مع نادي باب الجديد. لا إشكال بين «المنياوي» و«كرول» يبدو أن البعض قد امتهن افتعال المشاكل حتى وصل الأمر بهؤلاء إلى التأكيد على أنّ المدرب الجديد رود كرول رفض مصافحة المهاجم عماد المنياوي في أول حصة تدريبية له على رأس الفريق، والحال أن الخبر غير صحيح والحصة التدريبية الأولى تثبت صفاء العلاقة بين الرجلين حيث تحادث قبل بداية الحصة التي لم يشارك فيها المنياوي لأسباب صحية وهو ما يجعلنا نتساءل عن السبب الكامن وراء ترويج مثل هذه الروايات.