التونسية (تونس) نظرت احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة في جريمة اعتداء بالعنف تورط فيها كهل عمد الى الاعتداء بالعنف على ابن زوجته مما الحق به أضرار بدنية جسيمة تسببت له في كسر في يده اليمنى. وقد مثل المتهم أمام أنظار المحكمة وأعرب عن ندمه عما أقدم عليه في حق غير انه تمسك بكونه كان بصدد تأديبه بسبب تراجع نتائجه الدراسية وبأنه لم يفكّر في إلحاق الأذى به. أما دفاع المتهم فقد أيّد أقوال موكله وطلب التخفيف عنه خاصة أن ما أقدم عليه يندرج في نطاق سلطة التأديب والعنف الخفيف المسموح للأب عند توجيه ابنه ملاحظا أنّ المتضرر في قضية الحال سقط على الارض وارتطم بأعلى الدرج مما ألحق به أضرارا بدنية. كما طالب الدفاع من هيئة المحكمة مراعاة نقاوة سوابق موكله العدلية وبكون المتضرر في كفالته منذ كان عمره سنتين ويعتبره بمثابة ابنه, المحكمة بعد المفاوضة قضت بادانة المتهم مدة شهرين مع إسعافه بتأجيل التنفيذ. وتعود تفاصيل هذه القضية الى شهر نوفمبر 2015 عندما تقدمت امراة الى السلط الامنية بشكاية أفادت ضمنها انه بعد وفاة زوجها اقترنت بالشاكي الذي وعدها بحسن معاملتها هي وابنها فصدقت اقواله غير انه بعد زواجهما بفترة تغيرت معاملته نحو طفلها واصبح يسيء إليه بشكل ملفت للانظار ويعاقبه لأتفه الأسباب وأنّها كانت تتغاضى عن ذلك مراعاة لحالته النفسية الصعبة بعد أن تبين انه عقيم ولا ينجب أبناء غير أنه تمادى في ذلك. وأضافت أنّها حاولت التحاور معه لإقناعه بأن من شأن ما يؤتيه أن يتسبب في انهيار علاقتهما فوعدها بتغيير تصرفاته نحو ابنها غير أنّ دار لقمان بقيت على حالها بل ازدادت سوءا خاصة بعد ان اصبح ابنها يدرس اذ احتج بالدراسة وبات يعاقبه كلما تحصل على أعداد ضعيفة ملاحظة أنّ ابنها أسرّ لها مرارا أنّه يكره الدراسة لأنّها سبب متواصل لتأنيب والده له بشكل مستمر رغم انه مجتهد الى أن كان يوم الواقعة إذ استغلّ زوجها غيابها من المنزل وعمد الى تعنيف ابنها بعصا بعد ان تحصل على عدد دون العشرين في مادة الحساب إلى أن سقط وأحسّ بآلام في يده اليمنى وبقي يتألّم إلى أن عادت إلى المنزل وأعلمها بما تعرض له فتخاصمت مع زوجها لانه لم يكلف نفسه عناء نقله إلى المستشفى خاصة أنّه بات عاجزا عن تحريك يده. وقد تبين بعد فحصه انه تعرض الى كسر بيده وتمسكت الشاكية بتتبع زوجها عدليا من اجل ما نسب اليه خاصة أنه متعود على تعنيف ابنها بشكل مستمر فتم استدعاء المشتكى به وبسماع اقواله افاد ان تصريحات زوجته غير صحيحة وأنّه يعتبر المتضرر بمثابة الابن له غير ان زوجته تمعن في تلبية كل رغباته الى حد الافراط ولا ترغب في رفض أيّ طلب مشيرا إلى أنّ الابن كان يستغل محبتها لتحقيق كل ما يرغب الأمر الذي كان محلّ خلاف مستمر بينهما مؤكّدا أنّه حتى إذا عاتبه على بعض نتائجه الدراسية فانها تعترض بشدة رغم علمها أنّ نتائج ابنها الدراسية يمكن ان تكون أحسن وقال الزوج إنّه صادف في يوم الواقعة أن عاتب الابن لأنّ أعداده الدراسية تراجعت بشكل ملفت وأنّه أجابه بطريقة فضة فعمد الى ضربه بعصا ضربا خفيفا لكنه فقد توازنه وسقط ارضا وانخرط في موجة من البكاء فظن انه يبالغ من اجل كسب عطف والدته وذهب الى النوم وتركه ممددا على الاريكة دون ان يتصور انه تعرض الى كسر وتمسك المشتكى بعدم مسؤوليته عن الضرر الذي لحق بالطفل. وقد اجريت مكافحة بينه وبين زوجته تمسكت خلالها بتتبعه من أجل ما نسب اليه وبعد ختم الابحاث وجهت للمتضرر تهمة الاعتداء بالعنف واحيل على انظار المحكمة بحالة سراح التي قضت بادانته على النحو المذكور سلفا.