التونسية (تونس) في مؤشرات قد تنذر ببوادر ثورة جديدة، شهدت أمس ولاية القصرين حالة من الاحتقان والانفلات إثر محاولة محتجّين معطّلين عن العمل اقتحام مقر الولاية مما استدعى تدخل عناصر من الجيش والأمن لتأمين مقر الولاية فيما اعلنت وزارة الداخلية حظر التّجوّل بالمدينة. وقد حاول اثنان من المحتجين من حاملي الشهائد العليا الانتحار داخل مقر الولاية قبل ان يتدخل الأمن لمنعهما فيما أقدم آخرون على حرق الإطارات المطاطية في حي الزهور وغطت سماء القصرين سحابة من الدخان عند استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين رفعوا شعارات تطالب بحقهم في التشغيل بالمؤسسات العمومية. محاولة انتحار جماعي و قام المحتجون بإغلاق الطريق الرئيسية فيما عمدت مجموعة اخرى الى الصعود فوق مبنى مقر الولاية، وهددوا بالانتحار بصفة جماعية في صورة عدم الاستجابة الى مطالبهم المتمثلة في التشغيل. وانتشرت الوحدات العسكرية في جزء من المدينة كما قامت بتامين مقر الولاية ومركز شرطة المدينة بعد ان حاول المحتجون اقتحامه. وقد تفاقم الاحتقان الاجتماعي بالمنطقة خاصة بعد وفاة الشاب رضا اليحياوي متأثرا بصعقة كهربائية، أمام مقر ولاية القصرين السبت الماضي، وذلك بسبب شطب اسمه من قائمة أسماء حاملي شهائد سيتم تشغيلهم لاحقا. «الداخلية» توضح من جهته، أوضح وليد اللوقيني الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ، أن تدخل الأمن في الوقفة الاحتجاجية التي ينفذها أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل، أمام مقر ولاية القصرين جاء على خلفية محاولة بعضهم اقتحام مقر الولاية واصفا هذا التحرك ب«غير السلمي وغير المطلبي»، موضحا أنه تم تخصيص مكاتب الولاية للاستماع إلى المحتجين، وأن محاولتهم اقتحام مقر الولاية دفعت قوات الأمن للتدخل في الإطار القانوني، حسب تعبيره. وبسبب تصاعد حالة الاحتقان قرّرت أمس وزارة الداخلية ، في بلاغ لها، فرض حظر التّجوّل بمدينة القصرين وذلك بداية من السّاعة السّادسة مساء إلى غاية السّاعة الخامسة صباحا. ثورة جديدة ؟ وحذر مراقبون من تصاعد مظاهر التوتر في القصرين داعين الى ضرورة التعاطي بكل جدية مع الازمة وتطويقها مؤكدين ان انفلاتها قد يؤدي إلى ثورة جديدة ربّما تأتي على الأخضر واليابس محذرين من امكانية استغلال الارهابين حالة التوتر والاحتقان داخل المدينة قصد تنفيذ ضربات ارهابية . ويرى آخرون ان كل المؤشرات تفيد بأنّ تونس قد تشهد موجة احتجاجات كبرى تنذر بثورة جديدة نتيجة شعور جانب كبير من التونسيين بالحيف والظلم وتواصل معاناتهم من غلاء الأسعار وتفشي البطالة والتهميش بعد خمس سنوات من الثورة. اجتماع عاجل وفي هذا الصدد، دعا أمس رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر نواب ولاية القصرين الى اجتماع عاجل لتناول تطور الأوضاع بالمدينة وتنظيم زيارة الوفد البرلماني للاستماع إلى شواغل الشباب والعاطلين عن العمل. ويمثل ولاية القصرين كل من النواب محمد الراشدي بوقره ومحمد كمال حمزاوي وإكرام مولاهي وصافية خلفي والوليد البناني ومبروك الحريزي وأيمن علوي ومحمود قاهري. ويذكر أنّ رئيس المجلس كان وعلى خلفية حادثة انتحار الشاب رضا اليحياوي أصيل جهة القصرين، اعلن عن جملة من القرارات وهي دعوة رئيس الحكومة إلى جلسة عامة استثنائية للحوار حول خطة الحكومة في مجال التشغيل ومقاومة البطالة خاصة أصحاب الشهائد العليا، والإجراءات العاجلة والآجلة في هذا الصدد وزيارة وفد من المجلس يترأسه محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب إلى ولاية القصرين للاستماع للشباب وللمجتمع المدني حول موضوع التشغيل، وإعداد تقرير يعرض أثناء الجلسة العامة المقبلة. نواب يتفاعلون في المقابل، طالب هيكل بلقاسم النائب بمجلس نواب الشعب عن «الجبهة الشعبية» خلال الجلسة العامة بمساءلة وزير الداخلية الهادي مجدوب على خلفية شبهة الفساد في ملف التشغيل في ولاية القصرين على اثر حادثة انتحار الشاب رضا اليحياوي العاطل عن العمل. من جانبه دعا النائب عن «الجبهة الشعبية» أيمن العلوي إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لاستقصاء الأمر في وفاة الشاب رضا اليحياوي بالقصرين وكشف الحقيقة كاملة. وطالب بمقاضاة المعتمد الأول المُقال بولاية القصرين في حال ثبوت وقوفه وراء التلاعب في ملف التشغيل بالجهة. من جانبه، دعا النائب عن ولاية القصرين وليد البناني إلى توجه وفد من النواب برئاسة رئيس المجلس إلى ولاية القصرين للاطلاع على الأوضاع هناك والإنصات لمطالب العاطلين عن العمل من حاملي الشهائد العليا.