رغم اكتفاء المنتخب الوطني للاعبين المحليين بالتعادل مع منتخب نيجيريا في ثاني مباريات المجموعة الثالثة لحساب منافسات «شان» رواندا، فإن هناك شبه إجماع لدى الشارع الرياضي التونسي حول جودة الأداء الذي قدمته كتيبة المدرب الشاب حاتم الميساوي في المقابلتين الماضيتين حيث كانت عناصرنا الوطنية أفضل بكثير من غينيا في المواجهة الأولى وأفضل من نسور نيجيريا عشية أمس ولو لا سوء الطالع وبعض الأخطاء الفردية وغياب النجاعة الهجومية إضافة إلى الأخطاء التحكيمية القاتلة لضمن زملاء القائد علي المعلول تأهلهم إلى الدور القادم منذ عشية الجمعة. حاتم الميساوي الذي تحمل المسؤولية بصفة فجئية نجح في ظرف وجيز ورغم كل العوائق في تقديم توليفة متجانسة من اللاعبين (خاصة في المباراة الثانية) وتمكّنت عناصرنا من تقديم كرة جميلة افتقدناها على مر السنوات الماضية مع المنتخب، كما أظهر الميساوي قدرة فائقة على دراسة المنافسين وعلى قراءة اللعب والتعامل الجيد مع التغييرات وهو ما مكن أبناءه من فرض سيطرتهم على منافسين محترمين على المستوى القاري في انتظار تحقيق الأهم طبعا بالفوز على النيجر في المباراة الثالثة والتأهل إلى قادم الأدوار بما أن الأداء الجميل قد لا يعني الكثير في حال لم ترافقه النتائج والنسخة الحالية للمنتخب مع الميساوي أظهرت جليا بأن منتخبنا يمتلك كل الآليات التي تمكنه من الذهاب بعيدا في هذه المسابقة التي تقاربت فيها مستويات جل المنتخبات المشاركة. إضافة «الوسلاتي» قلنا إن حاتم الميساوي استوعب الدرس سريعا من مواجهة غينيا وعرف في وقت وجيز كيف يعدل الأوتار ويختار التركيبة المثلى لمواجهة نيجيريا، حيث حضر التوازن في الفريق واقتربت الخطوط الثلاث من بعضها وتطور أداء خطي الوسط والهجوم وهذا يعود أساسا إلى الحركية الكبيرة للمتألق دوما محمد أمين بن عمر والنشيط مروان تاج الذي ساهم دخوله في تخفيف الحمل على علي المعلول الذي وجد صعوبات كبيرة في المباراة الافتتاحية، دون أن ننسى طبعا الإضافة الكبيرة للوافد الجديد عبد القادر الوسلاتي الذي تمكّن من افتكاك ثقة مدربه بعد مشاركته في حصتين تدريبيتين فقط،«كادار» أمن رفقة محمد علي منصر عملية الربط بين الدفاع والهجوم ووفر بفضل ما يمتلكه من مهارات فنية كبيرة حلولا إضافية في الخط الأمامي والأكيد أن متوسط ميدان الإفريقي سيكون حلقة مهمة في قادم مواجهات النسور. «بن عمر» القيمة الثابتة قلنا إن ما قدمته العناصر الوطنية في لقاء نيجيريا يستحق الشكر والثناء، حيث حضرت الروح القتالية و«القرينتا» والرغبة في إسعاد الجماهير التونسية في هذا الظرف العصيب الذي أعاد للأذهان مشاركة النسور في «شان» 2011 بالسودان. محمد أمين بن عمر «بيفو» النجم الرياضي الساحلي كان كالعادة في قمة العطاء حيث أكد مجددا علو كعبه وقيمته الفنية الثابتة حيث نجح في تمشيط منطقة الوسط رغم افتقاده لمساندة رفيقه في هذا المركز كريم العواضي الذي أصيب نهاية الفترة الأولى. بن عمر أظهر جاهزية بدنية مثالية وحضورا ذهنيا كبيرا مكنه من أن يكون أفضل اللاعبين في المواجهة والأكيد بأنه لن يطيل المقام كثيرا في البطولة التونسية بما أنّ عديد العيون الأوروبية ترصده منذ مدة وتتمنى استقطابه في اقرب وقت نظرا لامتلاكه كل مواصفات «البيفو» العصري إضافة إلى دماثة أخلاقه العالية وقابلية أكبر للتطور والتقدم وهذا ليس بغريب على لاعب يتدرب تحت إشراف فوزي البنزرتي ومحاط بتوجيهات كبيرة من وكيل أعماله الذي يشرف على عديد الأسماء الناجحة على غرار أيمن عبد النور وصابر خليفة وعصام جمعة والفرجاني ساسي وغيرهم من اللاعبين. «العواضي» خارج الخدمة كريم العواضي لم يستطع إنهاء مباراة نيجيريا وخرج في نهاية الشوط الأول متأثرا بإصابة أثبتت الفحوصات الطبية عدم خطورتها وتتطلب فترة من الراحة تتراوح بين 5 و7 أيام وهو ما يعني أن اللاعب سيتغيب عن مواجهة النيجر التي ستقام يوم الثلاثاء القادم، ولتعويضه يمتلك حاتم الميساوي عديد الخيارات على غرار ياسين مرياح أو أحمد خليل. الحذر واجب قبل مواجهة غينياوالنيجر، ظن الجميع «وبعض الظن إثم» أن منتخب النيجر هو أضعف حلقات المجموعة الثالثة وأن المنتخب التونسي لن يجد صعوبة كبيرة في تجاوزه والمرور إلى قادم الأدوار، ولكن كل الآراء تغيرت بعد أن فرض أبناء المدرب فرونسوا فيكتور التعادل على منتخب غينيا بنتيجة 2 – 2 مع أداء يفرض الاحترام وهو ما يفرض على عناصرنا الوطنية الاستعداد الجيد للمواجهة المنتظرة والحذر من مغبة استسهال المنافس الذي بات يطمع في الحصول على بطاقة التأهل إلى الدور القادم. فرضيات التأهل تعادل النيجر مع غينيا أعاد توزيع الأوراق في المجموعة الثالثة حيث باتت المنتخبات الأربع معنية بالتأهل إلى الدور الثاني، وفي ما يتعلق بالمنتخب التونسي فإن مصير التأهل يبقى بين أقدام لاعبيه حيث يكفيه الفوز وبأيّة نتيجة على النيجر لمواصلة المشوار في رواندا كما سيمكنه التعادل من التأهل في حال انهزمت غينيا ضد نيجيريا وفي حال حصل التعادل في المواجهتين الأخيرتين فإن البطاقة الأولى ستكون لنيجيريا فيما سيحسم عدد الأهداف المسجلة الصراع بين تونسوغينيا أما في حالة الهزيمة لا قدر الله فإنّ ذلك يعني عودة مبكرة للديار وإليكم ترتيب المجموعة. 1) نيجيريا 4 نقاط ( + 3) 2) غينيا 2 ( 0 أربعة أهداف مسجلة وأربعو مقبولة) -) تونس 2 ( 0 ثلاثة أهداف مسجلة وثلاثة مقبولة) 4) النيجر 1