بعد عروض قوية في منافسات المجموعة الثالثة نالت الاستحسان واستحقت الإشادة، ارتفع سقف الآمال المعلقة على المنتخب الوطني للاعبين المحليين، حيث بات عشاق النسور يحلمون بإعادة انجاز 2011 عندما رفع أبناء الخضراء التاج الإفريقي المحلي. اللقب لا يبدو صعب المنال على كتيبة المدرب الشاب حاتم الميساوي خاصة وأن المنتخب الوطني يعد من بين أفضل المنتخبات المشاركة، حيث يمتلك مجموعة متجانسة من اللاعبين الذين أثبتوا قدرتهم على الذهاب بعيدا في المسابقة ولكن هذا يتوقف على ضرورة تجاوز عقبة المنتخب المالي الذي سنواجهه اليوم في ربع نهائي «شان» رواندا. زملاء القائد علي المعلول يدركون أن المرور إلى المربع الذهبي يمر حتما عبر تعطيل أجنحة نسور مالي التي بلغت هذا الدور بعد احتلالها المركز الثاني في المجموعة الرابعة التي تسيدها المنتخب الزمبي، وهذا ليس بالأمر المستحيل قياسا بما قدمه المنتخبان في المرحلة الأولى من المسابقة. و إن جازف المدرب حاتم الميساوي في مباريات الدور الأول بالهجوم، فإن الأمور ستختلف اليوم بما أن فرضية التعويض في حال الهزيمة غير متاحة وهو ما يعني إدخال بعض التحويرات على التشكيلة والخطة التكتيكية حتى تكون أكثر توازنا وأكثر نجاعة لبلوغ المراد والحصول على أحد المقاعد الأربعة في الدور قبل النهائي. الإطار الفني للنسور جهز كل الظروف لهزم مالي، حيث استعان الميساوي بمعرفة هنري كاسبارجاك بالكرة المالية، التي سبق وأن درب منتخبها في أكثر من مناسبة كان آخرها في «كان» غينيا الاستوائية، لوضع التكتيك المناسب الذي من شأنه شل نقاط قوة المنافس واستغلال نقاط ضعفه والمتمثلة بالأساس في سذاجة لاعبيه وعدم انضباطهم التكتيكي وهو ما قد يسهل مهمة زملاء هداف البطولة أحمد العكايشي الذي سيحمل اليوم أمال التونسيين لبلوغ الدور نصف النهائي. ولكن يبقى الحذر واجبا فالماليون أثبتوا في الدور الأول أنهم قادرون على التألق ومفاجأة كل المنتخبات. هذا وسيكون بإمكان الإطار الفني التعويل على كامل العناصر بعد أن استعاد كريم العواضي عافيته وتخلص كل من عبد القادر الوسلاتي ومحمد علي منصر وهشام السيفي ومحمد امين بن عمر من الآلام التي شعروا بها بعد مواجهة منتخب النيجر، وهو ما سيمنح الميساوي كل الأسلحة لتحقيق الانتصار وإسعاد الأنصار الذين سيتسمرون اليوم وراء أجهزة التلفاز لمتابعة اللقاء والاستمتاع بعرض كروي جميل استطاعت النسخة الحالية أن تؤمنه في المباريات الماضية ونرجو أن تؤكده اليوم حتى نستطيع مواصلة «الحلمة» الجميلة وحتى تستردّ كرتنا العليلة بعضا من هويتها المسلوبة. البرنامج: ( 14:00) تونس – مالي ( الملغاشي حمادة الموسى) BEIN SPORTS 1