ختم أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بقر مبالية ابحاثه في جريمة قتل اكتنفها الغموض لأشهر وظل الفاعل مجهولا حتى فكّت الابحاث شفراتها بعد ان تم التوصل الى الحلقة المفقودة في القضية والقبض على القاتل وهو شاب عمد الى ازهاق روح الضحية انتقاما منه لأنه غرر بشقيقته. وقد وجهت له تهمة القتل العمد ومن المنتظر ان يكون ملف هذه القضية محل نظر المحكمة في بداية شهر مارس القادم. وقد انطلقت هذه القضية اثر العثور على جثة شاب ملقاة على حافة الطريق وذلك في ساعة متأخرة من الليل فتم اعلام السلط الامنية وتحولت دورية امنية على عين المكان واجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف ممثل النيابة العمومية واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما عهد للإدارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالبحث في ملابسات الجريمة. وقد ظنّ باحثو البداية من خلال المعاينات الاولية ان الوفاة ناجمة عن حادث مرور لان الجثة كانت تحمل آثار جرّ وكسور في انحاء متفرقة غير ان نتيجة تقرير الطب الشرعي فندت هذه الفرضية اذ تبين ان المجني عليه يحمل اصابة على مستوى الرأس بواسطة جسم صلب ادى الى ارتجاج في المخ ونزيف داخلي حاد كان السبب المباشر في وفاته وان الكسور التي يحملها بجسده ناجمة لاحقا عن جره لمسافة طويلة بواسطة سيارة. نتيجة تقرير الطب الشرعي اكدت لباحثي البداية وجود شبهة اجرامية تلف مصرع المجني عليه فتم تكثيف التحريات. وبالتحرير مع صديق المتهم افاد أنه لم تكن له عداوات مع أي كان غير انه منذ شهرين تلقى اتصالا هاتفيا من شخص هدده بالانتقام منه لأنه تلاعب بقريبته وغرر بها بعد ان وعدها بالزواج ثم تنكر لها بعد ان اصبحت حاملا. فتم على ضوء هذه المعلومة التوصل الى هوية الفتاة وذلك عبر رقمها الموجود في هاتف جوال الضحية وتم القاء القبض عليها. وباستنطاقها انكرت تورطها في مقتل صديقها وافادت انها تعرفت على الضحية منذ فترة عبر الفايسبوك وأن علاقتهما توطدت ونجح في ايقاعها في شباكه حتى استسلمت له مرارا بعد ان وعدها بالزواج مما ادى الى حملها. وأضافت أنه عندما اعلمته بالأمر تنكر لها وانكر علاقته بها فتكتمت على الامر وقررت اجهاض الجنين غير انه حدث ما لم تتوقع اذ انها اصيبت بنزيف حاد اثر سقوطها الفجئي بمدارج منزلهم فتولى شقيقها نقلها الى المستشفى واكتشف الحقيقة فشتمها ونعتها بأبشع النعوت غير انه لم يعلم والديه لكنه طلب منها اسم صديقها وعنوانه. وخوفا من بطشه استجابت له ولم تتصوّر أن يقلته. فتم القاء القبض على شقيق الفتاة وبالتحري معه لم يجنح للإنكار واعترف بأنه انتقم من المجني عليه لأنه غرر بشقيقته. وافاد انه توجه الى منزله وظل ينتظر خروجه وما ان شاهده حتى توجه نحوه واشهر في وجهه آلة حادة وامره بالصعود الى السيارة وما أن بلغ مكانا تقل فيه الحركة حتى طلب منه النزول وانهال هلى رأسه بحجارة كبيرة ثم وفي محاولة منه للتضليل جذبه بقوة ثم امتطى سيارته وتولى جره لمسافة وفرّ من المكان. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه الذي اعاد اعترافاته لدى التحقيق وبعد ختم الابحاث وجهت له تهمة القتل العمد.