ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة في بحر الاسبوع المقبل في جريمة قتل تورط فيها شاب عمد الى ازهاق روح غريمه ثم تولى جره وهو ينزف تنكيلا به مانعا الحاضرين من التدخل لنجدته مما اسفر عن وفاته حال بلوغه المستشفى متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها والتي تسببت له في نزيف حاد. وقد ادين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر فاستأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم الصادر ضده. تفاصيل هذه القضية التي جدت في شهر ماي 2012 انطلقت عندما كان الهالك بالحي رفقة مجموعة من اصدقائه فقدم المظنون فيه واتجه مباشرة نحوه ونشب خلاف بينهما احتد سريعا بسبب تعمد الجاني التلفظ نحو الضحية بألفاظ منافية للأخلاق فثارت ثائرة الضحية وعمد إلى رد الفعل وتولى تعنيف الجاني الذي لم يستسغ أن تتم إهانته أمام ابناء منطقته وتوعد غريمه بالانتقام ثم غادر المكان وظن الجميع أن فصول الخلاف انتهت عند هذا الحد وان وعيد الجاني ماهو إلا ردة فعل ناجمة عن حالة الغضب التي كان عليها. لكن لم تمض فترة زمنية قصيرة حتى عاد سريعا إلى المكان متسلّحا بآلة حادة وتوجه مباشرة نحو الضحية وسدد له طعنتين على مستوى جنبه فسقط أرضا ولم يكتف الجاني بذلك بل قام بجره وهو ينزف تنكيلا به ولم يقدر أي من الحاضرين على الدفاع عنه خوفا من ردة فعل الجاني الذي كان في حالة هيسترية. وما ان غادر الجاني المكان حتى تم اعلام السلط الامنية وتم نقل المتضرر على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة لكنه لفظ انفاسه الاخيرة فتم اعلام السلط الامنية وتحولت دورية امنية على عين المكان وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسوسة واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الابحاث والتفتيش بالبحث في ملابسات الجريمة. وأمكن لا عوان الامن القاء القبض على الجاني وباستنطاقه اعترف بجريمته وأكد انه زمن الاعتداء لم يكن في حال طبيعية وأن الضحية هو من استفزه وبادر بتعنيفه أمام الجميع مما أخرجه عن شعوره خاصة انه أحس بالمهانة فعزم على الانتقام منه وتسلح بسكين وعاد سريعا إلى مسرح الجريمة وتوجه نحوه مباشرة وتولى مباغتته بطعنتين على مستوى جنبه. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه وقد تمسك هذا الاخير بأقواله لدى قاضي التحقيق وبعد ختم الابحاث وجهت له تهمة القتل العمد ثم احيل الملف على دائرة الاتهام التي ايدت قرار ختم البحث واحالت بدورها الملف على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة. وبالتحرير على المتهم من طرف القاضي اعاد اقواله السابقة وطلب من هيئة المحكمة التخفيف عنه قدر الامكان, وقد ايده الدفاع والتمس من هيئة المحكمة ان تأخذ بعين الاعتبار ان الضحية هو الذي كان سببا في اندلاع الخصومة وان ذهن الجاني كان خاليا تماما من وقوع الجريمة, وان كلام المجني عليه واستفزازاته المبالغ فيها هي التي كانت الدافع الرئيسي لوقوع الجريمة. كما التمس الدفاع من هيئة المحكمة ان تغير نص الاحالة وتعتبر الافعال المنسوبة لموكله من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت دون قصد القتل. المحكمة بعد المفاوضة قضت بإدانة المتهم وسجنه بقية العمر فتم استئناف الحكم وسيكون محل نظر محكمة الاستئناف قريبا.