قدر المربي عبد الرزاق الجملي أن يكون في قلب الرحى بين مطرقة البيداغوجيا وسندان الأدب باعتباره رجل تعليم برتبة متفقّد تعليم ابتدائي.. ورجل أدب وابداع لقاء تجربة من العيار الثقيل في الشعر والقصّة مما جعله صاحب المهمّات المزدوجة بين المدارس والنوادي ودور الشباب والثقافة يشيرون له بالبنان على أنّه الشاعر - المربي الذي مزج بين الصّفتين فأفلح وتميّز يجرّ معه ماضيه وقد انبلج من جذور مدرسة «القيروان» العريقة صاحبة الريادة في الشعر منذ عهد ابن رشيق القيرواني مرورا بجيل محمد مزهود وصولا إلى أسماء الوهايبي والغزّي والسيد السالك وجهاد المثناني قبل أن يواصل دراسته العليا في اختصاصه التربوي وينال أسمى شهائد علوم التربية والبيداغوجيا. وبنظرة الشاعر السخيّ وهب عبد الرزاق الجملي المكتبة الأدبية ديوانا جديدا عنوانه «شعر بيت العنكبوت» تمخّض عن تجربة ماضية عناوينها «النورس العاشق وFils de rien» وغيرها من الاصدارات ثم بتجربته التربويّة والأدبيّة مسك بملف التنشيط الثقافي الذي دعت إليه أخيرا وزارة التربية في الدائرة التعليمية التي يشرف عليها فيسهر مباشرة على سير المسابقات المدرسيّة بين المدارس الابتدائيّة في حي ابن خلدون والتحرير والعمران الأعلى ويهبها عصارة خبرته في المجالات الابداعيّة والمدنيّة ويعيد الروح إلى هذا النشاط الحيويّ ليقبل عليه المربّون والتلاميذ والأولياء فتتكوّن منهم لجان تحكيم وإشراف وتنظيم في صورة خليّة نحل لا تهدأ لتغرس بذور الثقافة في فضاءات المؤسسات التربوية فيتعطّر بشذاها الناشئة غاية خلق تلميذ متوازن ومتكامل بفضل أناس آمنوا بوجوب عودة النوادي إلى مدارسها وأصرّوا على انجاح هذه المقاربة العائدة من بعيد.. ولعلّ عبد الرزاق الجملي أحد حبّات هذا العنقود حيث اشتغل مع غيره على التّجديد والخلق والابتكار والتّغيير.. في انتظار الكثير والكثير.