أكدنا في بحر الأسبوع المنقضي وبعد مواجهة الترجي الرياضي ومستقبل المرسى المندرجة في إطار افتتاح مرحلة إياب بطولة الرابطة المحترفة الأولى أن فريق باب سويقة قدم واحدة من أسوإ مقابلاته في هذا الموسم ولم يضف عنصر الأحقية على انتصاره بحكم تواضع مردود جل لاعبيه والبطء الكبير الذي ميّز أداءه الهجومي وعملية بناء المحاولات التي يمكن أن تربك وتغالط دفاع القناوية، أما اليوم وعلى هامش تحوّل الأحمر والأصفر إلى المتلوي الذي كان عسيرا ومحفوفا بالمخاطر نظرا لقيمة نجم المكان وصلابته على أرضه وأمام جماهيره، واستنادا إلى تمشينا المعتاد ومبدئنا الراسخ الذي لن يتزعزع أبدا بأن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، نشير إلى أن أبناء عمار السويح حققوا أمس الأول انتصارا مقنعا ومستحقا في الآن نفسه وكانوا جديرين فعلا بالنقاط الثلاث الغالية التي عادوا بها إلى العاصمة نظرا للتفوق الواضح والكامل الذي أظهروه على منافسهم خلال جل ردهات المباراة ونجاحهم في فرض أسلوبهم وخلق عددا كبيرا من الفرص السانحة للتهديف والتي كان حسن استغلالها سيفتح أمامهم الأبواب واسعة لتحقيق فوز عريض مع ضرورة التأكيد هنا على مردود حارس نجم المتلوي بلال السويسي الذي تألق في التصدي إلى كرات كانت توحي إلى أهداف محققة... لقد تغيّرت العديد من الأشياء في أداء الترجيين مقارنة مع لقاء المرسى وذلك على المستويين الفردي والجماعي على حد السواء ولعبت هذه العوامل دورا كبيرا في تطوّر المردود وخاصة في القضاء على النقائص التي منعت أبناء باب سويقة من الظهور في المستوى المطلوب في لقاء الجولة الأولى من الشطر الثاني لهذا الموسم. سرعة أكبر في اللّعب والتحركات من العوامل التي تحسنت أمس بل وتغيّرت بنسبة 180 درجة في أداء الترجيين وساهمت في تطوّر مستواهم وبالتالي نجاحهم في مهمتهم في المتلوي السرعة في اللعب وفي بناء الهجومات على وجه التحديد مع تنويعها وهذا ما سمح لهم أولا بفرض أسلوبهم وبالتالي سيطرتهم والتفوق على منافسهم وثانيا بإرباك خطه الخلفي وخلق الفرص والكرات التي مكنتهم من صنع الفارق ، وبما أن هذا العامل يعد أحد أبرز شروط النجاح في كرة القدم فإن التحلي به من قبل الأحمر والأصفر جعله الأقرب والأجدر من نجم المكان لتحقيق الفوز واجتياز بسلام بل وبامتياز واحدة من أصعب المحطات التي كانت تنتظره في مرحلة الإياب. هذا التحوّل الكبير والجلي في هذا الجانب يؤكد أن الترجيين استوعبوا الدرس على أحسن وجه من لقاء مستقبل المرسى وعملوا على تفادي هذا النقص الذي يعيق تحسن الأداء وتحقيق النتائج الإيجابية وهذا ما يحسب فعلا للإطار الفني واللاعبين على حد السواء. تأكيد ... واستفاقة من جهة أخرى ودائما على المستوى الإيجابي وتطوّر الأداء بشكل كبير وهذا دائما من خلال المقارنة مع مباراة المرسى فإن بعض اللاعبين أكدوا الإضافة التي يقدمونها للفريق ومساهمتهم الفعالة في الانتصارات فيما سجل البعض الآخر استفاقة حاسمة وفي الوقت المناسب بالنظر إلى دخول البطولة مرحلتها الحاسمة وقيمة النقاط خلالها... الأسماء التي أكدت إضافتها هي ياسين الخنيسي هداف الفريق الذي يواصل تسجيل الأهداف والتحلي بنجاعة منتظمة وكذلك فخر الدين بن يوسف الذي جسم عودته إلى التشكيلة الأساسية بمردود ممتاز للغاية ترجمه بهدف الاطمئنان في الشوط الثاني هذا علاوة على مساهمته الفعالة في كل العمليات الخطيرة وأيضا ادريس المحيرصي ثالث المهاجمين في الخط الأمامي ومصدر الخطر كذلك بفضل توغلاته ومراوغاته... على المستوى الدفاعي فإن التأكيد جاء من ثنائي المحور الذوادي واليعقوبي اللذين أضفا الصلابة اللازمة على الخط الخلفي وحسّنا الأداء وهو ما جعل مهمة المهاجمين المنافسين صعبة في الوصول إلى مرمى بن شريفية... في وسط الميدان يظل الإيفواري كوليبالي العمود الفقري ورئة الفريق واللاعب الضامن للتوازن بين الدفاع والهجوم. من جانب آخر فإن التدارك بالمقارنة مع لقاء المرسى قد جاء على وجه الخصوص من الظهيرين المباركي وشمام اللذين ساهما أمس الأول وبشكل كبير وواضح في العمليات الهجومية وفتحا الثغرات من الرواقين وخلقا الفرص السانحة للتهديف حيث جاء افتتاح النتيجة من توغل شمام وتمريرة ممتازة للخنيسي وهذا مهم جدا بل وضروري في فريق يلعب الهجوم ويطمح إلى الانتصارات في كل اللقاءات. إضافة إلى ذلك شهد أداء حسين الراقد في المتلوي تطوّرا كبيرا للغاية مقارنة مع الفترة السابقة حيث استعاد قائد المجموعة انتعاشة بدنية جلية سمحت له بتأمين الجدار الدفاعي اللازم في خط الوسط وكذلك المساهمة في عملية بناء الهجومات وهو أمر إيجابي جدا للترجيين في هذا التوقيت بالذات. وقفة ودعم نجاح أي فريق لا يمر فقط عبر المستطيل الأخضر والمسائل الفنية التي تتعلق بالإطار الفني واللاعبين وإنما يشمل كذلك وبصفة ضرورية دعم المجموعة من قبل المسؤولين والوقوف إلى جانب اللاعبين في كل اللقاءات وخاصة التحولات الصعبة والحاسمة مثلما كان الأمر في نهاية الأسبوع المنقضي الذي سجلنا بمناسبته تواجد كبار المسؤولين وأعضاء الهيئة المديرة مع الفريق في قفصة ليلة المباراة وفي المتلوي يوم السبت، المجموعة التي يترأسها حمدي المدب ضمّت رئيس الفرع رياض بالنور وعضوي الهيئة المديرة وليد العارم والهاشمي الجيلاني الذين وفروا كل سبل النجاح لللاعبين من إقامة مريحة وتنقل يسير على متن طائرة خاصة وإحاطة كاملة كان لها الوقع الإيجابي على معنويات المجموعة وتحضيراتها لواحدة من أصعب المقابلات في مرحلة الإياب. الظروف كانت متميّزة إذن وملائمة لظهور الترجي الرياضي في أفضل مستوياته وتحقيقه أفضل النتائج وهذا عنصر هام للغاية يلعب دورا كبيرا على الميدان.