رغم أن المقابلة لم تكن سهلة بالمرة للنادي الرياضي الصفاقسي في مواجهة ضيفه النادي البنزرتي الذي لم يعرف طعم الهزيمة منذ 7 نوفمبر 2015 والذي يعتبر صاحب افضل خط دفاع ورغم ان الابيض والاسود لم يتمكن الى حد الان من التعويل على ركائزه الاساسية لاسباب صحية بالاساس واخر المصابين كان ياسين مرياح ورغم ان فريق عاصمة الجلاء احكم غلق المنافذ الى مرماه مع تميز الحارس صابر الخلفاوي فان الهمة كانت عالية والاصرار كان كبيرا على عدم التفريط في نقاط الفوز باعتباره شرطا لاستكمال بقية السباق بثبات وبالفعل فإنه اذا كان الشوط الاول متوسطا مع تفنن بعض لاعبي نادي عاصمة الجنوب في إهدار الفرص ولا سيما التشادي ايزيكال فانه خلال الفترة الثانية من اللعب حسم نادي عاصمة الجنوب المواجهة لصالحه بهدف نظيف مكنه من الانفراد مؤقتا بصدارة الترتيب. تعويضات في محلّها كما اسلفنا الذكر لم يكن الشوط الاول طيبا عموما مع تواصل اهدار الفرص القليلة السانحة وهو ما دفع بالاطار الفني الى لعب ورقة التعويضات التي اعطت اكلها باعتبار ان انضمام علاء المرزوقي مطلع الشوط الثاني مكان حسان الحرباوي اعطى حيوية للخط الامامي ثم جاء التعويض الثاني بانضمام مصعب ساسي الى التشكيلة مكان التشادي ايزيكال لتحصل النجاعة السريعة حيث انه بعد أقل من دقيقة على دخوله وفي اول لمس للكرة تمكن البديل مصعب ساسي من توفير امداد ذكي من اليسار لزميله جونيور ايجايي المتوغل في عمق الدفاع وتمكن العصفور النيجيري من التوقيع على هدف الانتصار الذي كان وزنه من ذهب. ساسي مهد بذكاء كرة مقصية رائعة الى علاء المرزوقي الذي كان قريبا جدا من توقيع الهدف الثاني لولا براعة الحارس صابر الخلفاوي الذي تفادى هدفا محققا. رجولة «المعلول» خسائر النادي الرياضي الصفاقسي على مستوى اصابات لاعبيه جراء المشاركات المكثفة لهم سواء مع ناديهم او مع المنتخب في نهائيات «الشان» الاخيرة برواندا لم تتوقف عند حدود اصابتي كريم العواضي وياسين مرياح وانما طالت شظايا الاصابات اللاعب وقائد الفريق علي المعلول والذي كان يشكو من متاعب صحية ولكنه مع ذلك واصل اللعب والعطاء برجولة لا سيما وان الظهير الايسر البديل سليم المحجبي مصاب هو الاخر ولا يتدرب مع المجموعة وهذا العطاء يكشف معدن قائد الابيض والاسود. الفرض والسنّة في بطولة النخبة على غير انتظار ودون توقع فاجأت الرابطة فريق النخبة بالنادي الرياضي الصفاقسي بإجباره على اجراء مقابلته مع ضيفه الترجي الرياضي من دون حضور الجمهور وذلك صباح امس الاحد ... ففريق النخبة ليس معاقبا من الهياكل الرياضية والحكم لم يدون اي شيء في المقابلة قبل الاخيرة مع الملعب التونسي ومركب النادي الرياضي الصفاقسي تتوفر فيه شروط الامان باعتبار انه مؤهل لاحتضان مثل هذه المباريات.. ومع ذلك فانه بعد اشعار اول بان المقابلة تكون كالعادة بالجمهور فإن الرابطة «لا طاح لا دزوه» أرسلت اشعارا جديدا بان مقابلة نخبة النادي الصفاقسي مع الترجي الرياضي ستكون بالمركّب ومن دون حضور الجمهور... قرار متسرع وقاس وظالم باعتبار انه لا شيء يبرر ذلك الا اذا ما استندنا الى الحقيقة القديمة الجديدة وهي ان الهياكل الرياضية في بلادنا تعامل الابيض والاسود بسياسة المكاييل المختلفة وهي ارادت ارباك النادي الصفاقسي في مباراته مع فريق باب سويقة وقد تأخّر انطلاق المقابلة بساعة كاملة الى حين اخراج الجمهور من المركّب مع ان اسيجة الامان متوفرة والأمن حاضر وعديد المقابلات الاخرى تمّ اجراؤها بنفس الميدان وبسلام ومن دون أي اشكال... اذن ما الذي تغير حتى تعاقب الرابطة فريق عاصمة الجنوب بحرمانه من حضور الجمهور؟.. أليس من حق الابيض والاسود استقبال منافسيه في مركّبه الذي يتوفر على ميدان مؤهل لاحتضان المقابلات؟.. أليس الترجي الرياضي والنادي الافريقي وبقية الاندية تجري مقابلاتها في مركباتها كالحديقتين «أ» و«ب» بالنسبة لفريقي باب الجديد وباب سويقة؟ لماذا لا تعترض الرابطة على ذلك ولا تقوم بتغيير اماكن هذه المقابلات اذا كان اجراء الفرق المحلية مقابلاتها بمركباتها تهمة أو جريمة. أنصار النادي الرياضي الصفاقسي تقبلوا بغضب شديد قرار الرابطة وهم يعتبرون ان الهياكل الرياضية تستهدف السي اس اس بشكل متواصل لاحباط عزائمه ولمنعه من تحقيق نجاحات يستحقها وفي اعتقادنا ان ما حصل غريب وعجيب ومرفوض بكل المقاييس لأنه من أبسط مقتضيات وركائز العدل والانصاف محاسبة الجميع على قدم المساواة وبمكيال واحد لا بمكاييل مختلفة تفتح الابواب على القيل والقال والتأويل.