مثلما كان متوقعا لم يجد الترجي الرياضي أي صعوبة لهزم النهضة التشادي للمرة الثانية في ظرف أسبوع وضمان التأهل عن جدارة واستحقاق إلى الدور الثاني لكأس الإتحاد الإفريقي وذلك على الرغم من الغيابات البارزة في التشكيلة ( شمام لأسباب صحية والراقد والذوادي وبن يوسف وبغير لاختيارات فنية) حيث قام المدرب عمار السويح بتغيير نصف الفريق الذي خاض لقاء الذهاب وعوّل على خمسة لاعبين لم يكونوا أساسيين في نجامينا وهم حسين الربيع وعلي المشاني والياس الجلاصي وادريس المحيرصي وآدم الرجايبي... أبناء باب سويقة أكدوا الفوارق الكبيرة التي تفصلهم عن منافسهم الأول في هذه المغامرة الإفريقية الجديدة وكسبوا فوزا عريضا بخماسية نظيفة رفعت الحصيلة إلى سبعة أهداف كاملة بين مقابلتي الذهاب والإياب تكون الإنطلاقة موفقة وقوية. مشوار قاري سيكون بدون أدنى شك أفضل بكثير من السنة المنقضية بفضل التعزيزات المسجلة والزاد البشري الوفير كما وكيفا الذي يكوّن مجموعة فريق أكابر كرة القدم... علاوة على النتيجة التي تغني عن كل تعليق فإن الإستنتاجات الإيجابية عديدة ومختلفة بعد لقاء أمس الأول سواء على المستوى الفردي أو من الناحية الجماعية وهذا ما يهم ويسعد الترجيين ويؤشر إلى تطوّر منتظر ونقلة نوعية في الآداء في المستقبل القريب. «بن شريفية» في أفضل مستوياته نبدأ استنتاجاتنا الإيجابية من الجانب الذي لم ينتبه إليه العديد من الملاحظين عقب مباراة رادس بحكم أن التركيز كان منصبّا على الناحية الهجومية لنشير إلى أن محافظة الأحمر والأصفر على عذارة شباكه في لقائي الذهاب والإياب لم تأت هكذا بمحض الصدفة أو الحظ بل إن الحارس معز بن شريفية كان موفقا في الذود على شباكه وتميّز خلال المواجهتين بتصدياته الرائعة التي « فسخت» أكثر من هدف ، ففرص التهديف كانت وعلى الرغم من الفوارق الفنية متوفرة لممثل كرة القدم التشادية في الذهاب والإياب على حد السواء وقد كان لبن شريفية دور كبير في مرور كل هذه الكرات بسلام على مرماه... تدخلات حارس الترجي الرياضي في هذين اللقائين أكدت أن معز بن شريفية عاد إلى أفضل مستوياته خصوصا وأن التحسن من ناحية الكرات العالية واضح للعيان ويتجلى من مباراة إلى أخرى وهذا أمر هام للغاية لفريق باب سويقة في هذه المرحلة من الموسم الكروي نظرا للإضافة الحاسمة التي يمكن أن يقدمها حارسه حين يكون في أفضل حالاته وتأثيره المباشر على النتائج المسجلة. «الجلاصي» رجل اللقاء ملاحظة حسن في لقاء أمس الأول تمنح دون تردد لمتوسط الميدان الياس الجلاصي الذي كان دون منازع رجل المباراة وبرز بفنياته العالية التي سمحت له بإحداث الفارق وتقديم إضافة كبيرة جدا لهجوم الأحمر والأصفر... ما يتميّز به الجلاصي على وجه التحديد هو السهولة في المراوغة واختراق أكثر من لاعب وهذا ما يحدث الثغرات في دفاع المنافس ويمهد إلى خلق فرص التهديف وهذه هي الإضافة التي أعطاها ابن طبربة... الشيء الثاني الهام هو أن الجلاصي كان جاهزا بدنيا وأنهى المباراة أفضل مما بدأها وذك على الرغم من غيابه الطويل عن التشكيلة ولم نشعر في أي لحظة أنه كان غائبا لفترة ما عن مقابلات فريقه... هنا نطرح سؤالا هاما للغاية وهو كيف سيكون آداء ومستوى الياس الجلاصي لو يترسم نهائيا في التركيبة الأساسية ويخوض أربع أو خمس مباريات متتالية؟... مردود متميّز ل«النفزي» اللاعب الآخر الذي نال الإعجاب والإستحسان في مباراتي نجامينا ورادس هو محمد أمين النفزي الذي اضطلع بدور ظهير أيمن على أحسن وجه من الناحيتين الدفاعية والهجومية ، نفس الملحوظة المتعلقة بالجلاصي نسوقها في شأن النفزي وذلك على مستوى جاهزيته البدنية على الرغم من ابتعاده عن التشكيلة الأساسية في الفترة الأخيرة وهذا ما يزيد في قيمة المردود الذي ظهر عليه هذا اللاعب والذي سيتطوّر أكثر فأكثر بمرور المقابلات... صحيح أن النفزي ينقصه إكمال الهجمة والتوغل بالتوزيعة أو التمريرة الدقيقة والحاسمة التي تخلق فرصة التهديف لكن ذلك سيأتي بنسق اللقاءات وبالتدريبات لتصبح حينها إضافة هذا اللاعب كاملة الأوصاف وهو متوقع ومنتظر في المباريات المقبلة بدون أدنى شك. نجاعة «الخنيسي» ... لا يمكن الحديث عن مواجهتي الترجي الرياضي القاريتين في الدور الأول لكأس الاتحاد دون التطرق إلى نجاعة هداف الفريق طه ياسين الخنيسي الذي افتتح النتيجة ذهايا وإيابا وكان وراء المخالفة التي ضاعف بها الأحمر والأصفر النتيجة في نجامينا وكذلك التمريرة الحاسمة للمحيرصي في الهدف الثاني في لقاء الإياب... نجاعة كبيرة وكاملة تعد من أبرز مميزات الفريق الهجومية وأهم نقاط صنع وإحداث الفارق... لاعب آخر ثابت في أدائه ومنتظم في مردوده وهو فوسيني كوليبالي الذي يعد العمود الفقري للتركيبة الترجية بحكم تأثيره على الجانبين الهجومي والدفاعي على حد السواء في منطقة وسط الميدان، صحيح أن ما ينقص هذا اللاعب هو دخول منطقة الجزاء وبالتالي تسجيل الأهداف لكن الدور الذي يقوم به بانتظام منذ فترة كاف لتأهيله من بين أفضل نقاط قوة الأحمر والأصفر في الوقت الراهن... في الختام لا يفوتنا التنويه بالمردود الممتاز الذي يقدمه محمد علي اليعقوبي منذ مقابلات عديدة والذي يؤشر إلى العودة القوية والثابتة لهذا اللاعب الذي يملك كل مواصفات ومؤهلات المدافع المحوري الصلب.