أعلنت أمس تونس استعدادها الكامل لدعم المجلس الرئاسي بحكومة التوافق الليبية في ممارسة مهامه بالعاصمة طرابلس. و أكد وزير الخارجية خميس الجهيناوي في كلمة له خلال فعاليات الإجتماع الثامن لوزراء خارجية دول الجوار الليبي الذي احتضنته أمس ضاحية قمرت أنه من الضروري التعجيل بشروع حكومة الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج في القيام بمهامها في طرابلس بما من شأنه تجنيب ليبيا التدخل العسكري الأجنبي. ودعا الجهيناوي إلى ضرورة تشريك دول الجوار الليبي في حلحلة الأزمة, مبينا أن الدعم الدولي والإقليمي الذي حظيت به حكومة التوافق يشكل حافزا كبيرا لتفعيل الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين وإنطلاق الحكومة الليبية الجديدة في ممارسة مهامها.وأضاف وزير الخارجية أن تنامي الإرهاب في ليبيا يمثل مصدر إزعاج لمستقبل العملية السياسية لهذا القطر ولجيرانه، وأن الوضع في ليبيا يقتضي مباشرة المجلس الرئاسي مهامه في العاصمة طرابلس.وشدد الجهيناوي على أن الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية صعبة في ليبيا مما يستوجب تظافر جميع الجهود الإقليمية والدولية حتى يستعيد هذا البلد أمنه واستقراره.وفي الإطار ذاته جدد وزير الخارجية رفض تونس كل أشكال التدخل العسكري في ليبيا, معتبرا أن نتائج هذا التدخل ستكون كارثية على الليبيين ووخيمة على جيرانهم, مبينا أن المجموعة الدولية مسؤولة على تركيز حكومة التوافق وتأمين القيام بمهامها. وأكد أن الدعم الدولي والإقليمي لحكومة السراج هو الضامن القوي للتعجيل بتسلم هذه الأخيرة لمهامها.من جهته اعتبر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي خلال لقاء جمعه أمس بقصر قرطاج بالوفود الرسمية المشاركة في اجتماع دول الجوار الليبي أن هذا الاجتماع مهم جدا لدعم المسار السياسي في الجارة الليبية, مشددا على أهمية الدور الذي تلعبه دول الجوار الليبي في حلحلة الأزمة من أجل ضمان استقرار هذا البلد وكذلك كل دول المنطقة. هجوم بن قردان مؤشر على تنامي الإرهاب في ليبيا أما رئيس حكومة التوافق الليبية فائز السراج فقد أكد من جانبه أن بلاده لا تريد أن تكون بلدا مصدرا للإرهاب, ملاحظا أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف بن قردان أكبر مؤشر على تأزم الوضع في ليبيا.و دعا السراج الدول المجاورة لبلده إلى دعم ومساندة المجلس الرئاسي وتسهيل انتقاله إلى طرابلس, مطالبا في الأثناء الأطراف الليبية المعارضة للمجلس إلى الإلتحاق به مراعاة لمصلحة ليبيا التي يجب وضعها فوق كل اعتبار.المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر اعتبر من جهته أن تواجد تنظيم «داعش» في ليبيا يزيد من خطورة المشهد هناك وأنه لذلك لابد من مزيد التنسيق الإقليمي والدولي لمحاربته, مشددا على ضرورة المصادقة على حكومة الوفاق لتتجاوز ليبيا المرحلة الحرجة من تاريخها.و حضر أشغال اجتماع دول الجوار الليبي الذي تحتضنه تونس على مدى يومين (أمس واليوم) كل وزراء خارجية الدول المجاورة لهذا القطر, ورئيس حكومة التوافق والمبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر, إضافة إلى مبعوث الإتحاد الإفريقي والمبعوث الأوروبي والأمين العام للجامعة العربية. و كانت جلسة قد جمعت أمس الأول وزير الخارجية خميس الجهيناوي بنظيره الجزائري عبد القادر مساهل تمحورت أساسا حول العلاقات الثنائية بين البلدين في كل الميادين, وخاصة بالنسبة للتنسيق الأمني المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والملف الليبي. يشار إلى أن الموقفين التونسي والجزائري إزاء الأزمة الليبية متطابقان من حيث دعم الحل السياسي ورفض التدخل العسكري.