بقلم : عبد السّلام لصيلع ضمن فعاليات معرض تونس الدّولي الكتاب في دورته الثانية والثلاثين الحاليّة، وفي فضاء يوم أعلام الثقافة التونسية، تمّ صباح السبت الماضي إحياء الذّكرى الأولى لوفاة الاستاذ أبي القاسم محمد كرّو الذي انتقل إلى جوار ربّه يوم 4 أفريل من العام الماضي بعد حياة حافلة بالنشاط التربوي والفكري والثقافي والأدبي. وقد تحدث في هذه النّدوة عدد من الكتاب وأصدقاء الرّاحل الكبير، حيث قدّم الأديب سمير بن علي مداخلة حول العلامة أبي القاسم محمد كرّو ونشاطه في المشرق العربي وقال إنه كان في مقدّمة الشباب التونسي الذي هبّ متطوّعا من أجل الدفاع عن فلسطين في الأربعينات. وأبرز أنّ له الريادة والأولوية في التعريف بالشاعر العالمي أبي القاسم الشابي .. كما تناول دوره المتميّز في خدمة الشابي في المغرب والمشرق العربييّن.. وقال «ونظرا لاتجاهه القومي العروبي حورب كرّو بعد الاستقلال وظلم إداريا واكتفى بخدمة التربية والثقافة والأدب، وكان مرجعا هاما للثقافة التونسية.. وكان دفاعه قويّا عن الثقافة العربية واللغة العربية وترك من مؤلّفاته مكتبة هامّة، ولكنّه لم يجد الصدّى من قبل الباحثين والدارسين». ثمّ قدّم الاستاذ أحمد غلاّب شهادة في الباحث الموسوعي أبي القاسم محمّد كرّو لأنه عمل معه ورافقه سنوات طويلة في اللّجنة الثقافية الوطنية وكان يساعده في تنظيم المهرجانات والملتقيات والنّدوات، وقال:« كانت علاقتي به تتجاوز العلاقة بين الموظّف والمسؤول.. فبالإضافة إلى ذكرياتي التي لا تنسى معه، تعلّمت منه واستفدت الكثير خاصة في تنظيم التظّاهرات الثقافية والفكريّة .. اعترف بفضله عليّ وبما قدّمه لي من مساعدات ومزايا وأعبّر عن اعترافي بالجميل نحوه». أمّا الاستاذ أحمد الحمروني فقدّم مداخلة عنوانها «ملاحظات منهجيّة في توثيق تراث كرّو ونقده» ، تحدّث فيها عن ذكرياته مع الفقيد وخاصة أثناء المناسبات الثقافية التي كان ينظّمها الرّاحل العزير، وقال: «كرّس الاستاذ أبو القاسم محمد كرّو حياته لخدمة الثقافة العربيّة والاسلامية وخصّص القسط الأوفر من جهوده للشابي وشعره .. وله علينا فضل كبير». ثمّ تحدّث كاتب هذه السّطور عن علاقته بأبي القاسم كرّو التي تعود إلى 45 سنة وعن نضاله القومي والثقافي في تونس وخارجها. كما تحدّث الاستاذ محمّد المي الذي أعدّ هذه النّدوة وأشرف عليها عن ذكرياته مع الاستاذ كرّو وقد عمل معه في سنواته الأخيرة عندما كان مديرا لمكتب تونس لمؤسّسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري، وقال عنه .. كان رائدا من روّاد النّشر من الجيل الأوّل من المؤلفين التوّنسيين بعد الاستقلال .. وإنّ كلّ من اقترب من كرّو وعرفه ، أحبّه». واستعرض الكاتب محمّد المي إنجازات كرّو في مجالات الفكر والثقافة والمعرفة والأدب والتاريخ ، في تونس وكامل المنطقة المغاربية والمشرقيّة. واختتمت النّدوة بكلمة للاستاذ عبد الرؤوف بن حسن أبرز فيها شمائل المرحوم أبي القاسم محمّد كرّو الذي أوصى قبل وفاته بأن لا يقام له تأبين ولا تنظّم له أربعينية. وأعلن أنّ كتابا جديدا سيصدر للعلاّمة اللّيبي الراحل خليفة التّليسي في لندن قريبا عنوانه «متون وهوامش» فيه مساحة كبيرة عن أبي القاسم محمّد كرّو يرحمه الله رحمة واسعة.