حلّ المنتخب الوطني لكرة اليد اليوم بتونس حاملا معه ورقة العبور إلى الألعاب الأولمبية «ريو» 2016 من بولندا بالذات ليضرب للمرّة الثانية على التوالي في تاريخ كرة اليد التونسية موعدا مع أبرز المحافل الرياضية الكبرى في زمن تبدو فيه حظوظ بقية منتخباتنا في الرياضات الجماعية (كرة السلة والكرة الطائرة) صعبة جدّا إن لم نقل مستحيلة. حصيلة المشاركة تمكّن النسور في دورة بولندا الترشيحية من الانتصار في اللقاء الأول على حساب منتخب الشيلي بنتيجة (35 – 29 ) وأكّد ذلك في المواجهة الثانية التي جمعته بالمنتخب المقدوني بنتيجة (32 – 26) هذان الانتصاران كانا كافيان لعبور عناصرنا الوطنية إلى عرس الأولمبياد قبل أنّ ينهزم وبصعوبة في اللقاء الثالث والأخير أمام البلد المنظم منتخب بولونيا بنتيجة (28 – 24) بالتالي تحصل المنتخب الوطني على المركز الثاني بعد بولونيا الذي سيرافقه في الأولمبياد. ترشح ذو طابع خاص تكتسي مشاركة المنتخب الوطني لكرة اليد في مسابقة الألعاب الأولمبية «ريو» 2016 طابعا خاصا ومغايرا للدورات السابقة خاصة بعد الظروف الصعبة التي مرّ بها المنتخب الوطني، في البداية وبتاريخ 30 جانفي 2016 تونس تخسر لقبها الإفريقي العاشر بعد مؤامرة مصرية قذرة أبطالها المصري رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة اليد حسن مصطفى والحكام الروس الذين أداروا الدور النهائي والذين أبهرونا بشطحاتهم التحكيمية الظالمة التي لن تزيد عناصرنا الوطنية إلا قوّة وشجاعة ورغبة كبيرة في رد الاعتبار لكرة اليد التونسية، إضافة إلى العقوبات الصارمة التي سلطها الاتحاد الدولي للعبة والذي أتى على الأخضر واليابس (إطار فني ولاعبين ومكتب جامعي) هذه العقوبات التي أدخلت منتخبنا الوطني في دوامة من الخلافات والتجاذبات قبل أن يتولى المدرب الوطني حافظ الزوابي قيادة سفينة المنتخب وإعادة ترتيب الأوراق من جديد. بادرة تذكر فتشكر لعب الإطار الفني للمنتخب الوطني وعلى رأسه المدرب حافظ الزوابي دورا كبيرا في حصول تونس على بطاقة العبور للألعاب الأولمبية «ريو» 2016 خاصة في ظل الظروف الصعبة التي مرّ بها المنتخب الوطني شهرا قبل الشروع في المهمة، حيث نجح الزوابي في خلق مناخ ملائم بين اللاعبين ساهم في حسن سير الحصص التدريبية التي سبقت الدورة الترشيحية كذلك نجح الإطار الفني في إعادة الثقة للاعبين وتعزيز التجانس بين مختلف عناصر المنتخب وتأهيلهم فنيا وبدنيا ومعنويا للثأر من خيبة «كان» مصر. برافو ل «البوغانمي» و «المقايز» قدّم ثنائي الترجي الرياضي الجناح أسامة البوغانمي والحارس مروان المقايز مردودا كبيرا خلال الدورة الترشيحية للألعاب الأولمبية «ريو» 2016 حيث ساهما بشكل كبير في نجاح المنتخب الوطني في العودة بورقة العبور إلى البرازيل، البوغانمي لم يتخلّف كعادته عن شعاره الأساسي وهو الإبداع والتميّز من خلال دكّ شباك المنتخب المنافس بسلسلة من الأهداف (11 هدفا في لقاء تونس والشيلي) التي صنعت الفارق وهدمت للفوز في كل مقابلة كذلك الحارس مروان المقايز الذي بدا خلال هذه المسابقة في «فورما» كبيرة من خلال نجاحه في العديد من التصديات في الأوقات الصعبة في المباراة خاصة في لقاء تونسمقدونيا إضافة إلى بقية عناصر المنتخب الذين رغم حداثة تكوينهم الا انهم أثبتوا في هذه المسابقة جدارتهم في مثل هذه التظاهرات الرياضية الكبرى. دقيقة صمت سبقت المباراة الختامية للدورة الترشيحية للألعاب الأولمبية «ريو» 2016 والتي جمعت منتخبنا الوطنية بنظيره البولوني دقيقة صمت على روح فقيد كرة اليد التونسية قيس الكتاري العضو الناشط بالجامعة التونسية لكرة اليد بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة.