تزامن تنقل الترجيين أمس إلى القصرين لملاقاة مستقبل المكان في إطار البطولة بين مواجهتي كأس الإتحاد الإفريقي في دورها الثاني ضد ممثل كرة القدم التنزانية فريق آزام ، ولذلك كان اللقاء هاما على عدة مستويات أولها نقاط الفوز للبقاء في كوكبة الطليعة والمحافظة على الحظوظ كاملة في المنافسة على اللقب وثانيها استعادة النجاعة الهجومية واسترجاع المعنويات والثقة في النفس وهي عناصر يحتاجها أبناء باب سويقة يوم الثلاثاء المقبل أمام الفريق التنزاني لتحويل هزيمة الذهاب إلى انتصار وتأهل إلى الدور القادم... إذن كانت مباراة الترجي الرياضي ضد مستقبل القصرين متعددة ومختلفة الأهداف وكانت نتيجتها النهائية رباعية نظيفة تؤكد أن الإطار الفني حقق مبتغاه من هذه الجولة وضرب أكثر من عصفور بحجر واحد... صحيح أن الفريق المحلي لم يقدم مردودا في مستوى الرابطة المحترفة الأولى وصحيح كذلك أنه ارتكب العديد من الهفوات لكن الثابت والأكيد كذلك أن استحقاق الترجيين في هذا الفوز العريض كامل وأن بعض النقاط والعناصر هي التي مهدت لهذه النتيجة العريضة التي تأتي قبل أيام قليلة من استقبال الفريق التنزاني بملعب رادس. «الجمل» في المستوى من بين الأشياء التي كانت الأطراف الترجية تنتظر مشاهدتها في لقاء القصرين قصد الحكم عليها هي مشاركة الحارس الشاب علي الجمل معوّض معز بن شريفية المعاقب، هذا الحارس الذي عاد في الميركاتو الشتوي الأخير إلى حديقة الرياضة «ب» وجد أمس فرصة سانحة للعودة إلى الميادين والذود على شباك الأحمر والأصفر وكان موفقا في ذلك إلى حد كبير جدا إذ كان وبكل بساطة ووضوح ناجحا في كل التدخلات التي قام بها طوال هذا اللقاء... صحيح أنه لم يجبر على تصديات كبيرة بحكم غياب الفرص الحقيقية للتهديف عن أبناء القصرين غير أن بدايته في الشباك الترجية كانت إيجابية وتؤشر إلى مسيرة موفقة والأهم من ذلك أنها تطمئن أبناء باب سويقة على شباكهم نظرا لضرورة وجود أكثر من حارس ممتاز في فريق كبير تختلف التزاماته ويرنو إلى الفوز بكل الألقاب التي يتنافس من أجلها. امتياز تمكن الترجي الرياضي من الخروج بشباك عذراء من مباراة القصرين وقد كان لعناصر الخط الخلفي دورا كبيرا في ذلك حيث أظهروا تفوقا كاملا على مهاجمي المستقبل خلال كل ردهات اللقاء ، الإمتياز دفاعيا من جانب الترجيين يستحقه دون منازع محمد علي اليعقوبي أحد أفضل لاعبي الأحمر والأصفر على الميدان وما ميّزه لا فقط تدخلاته الدفاعية للدفاع عن مرماه وإنما الجانب الهجومي وعملية إخراج الكرة من المناطق الخلفية التي كانت ناجحة بنسبة كبيرة جعلت التدرج نحو الهجوم ثابتا وهو ما مهد للإنتصار العريض... ثاني المدافعين الذي يستحق الامتياز بعد هذه المباراة حسين الربيع الذي أظهر تحسنا واضحا في الأداء سواء من الناحية الدفاعية التي كان فيها صلبا في سد المنافذ من جهته ومن الجانب الهجومي الذي ساهم به في الهدف «الأهم» في هذا اللقاء وهو الهدف الثاني الذي حسم الموقف وأحبط عزائم لاعبي المستقبل في العودة في المقابلة وهو هدف سجله «الروج» بالرأس بعد توزيعة دقيقة من الربيع... الحديث عن دفاع الترجي الرياضي يجرّنا مباشرة إلى التطرق إلى تأكيد إيهاب المباركي من مباراة إلى أخرى خصوصا في الدور الهجومي المطلوب من كل ظهير في فريق كبير مثل الترجي الرياضي، المباركي كان بدون منازع واحدا من أخطر لاعبي الأحمر والأصفر في الشوط الأول وخلق لزملائه فرصا عديدة لحسم اللقاء منذ فترته الأولى وكانت كل توغلاته سريعة وموفقة أربكت الدفاع المنافس. نجاعة «الجويني» ... على المستوى الهجومي كانت الإيجابيات عديدة بالنسبة للترجيين في لقاء القصرين، فقد تواصلت نجاعة قلب الهجوم هيثم الجويني وهذا هام جدا لفريق باب سويقة في لقاءاته القادمة سواء القارية أو المحلية فيما أكد فخر الدين بن يوسف أنه اللاعب الحاسم بامتياز في مجموعة عمار السويح، «الروج» استعاد أمس الأول جانبا كبيرا من مؤهلاته وهو الذي تأثر نوعا ما من الراحة الاضطراية التي ركن لها في المدة الأخيرة بسبب الإصابة وسجل بالمناسبة هدفا جديدا حاسما كان الثاني ضمن الرباعية الترجية وجاء في بداية الفترة مما جعل الأحمر والأصفر يطمئن مبكرا على نتيجة اللقاء ويلعب – وهذا هو الأهم – براحة كبيرة سمحت لبعض اللاعبين من التخلص من الفترة الصعبة التي يمرّون بها على غرار سعد بقير وآدم الرجايبي اللذين سجل كل منهما هدفا كفيلا بمنحه ثقة أكبر في النفس وبالتالي إمكانية استغلال فنياته بنسبة أفضل وطريقة أنجع... هذه المعطيات الهجومية هامة للغاية قبل أيام قليلة من مباراة « آزام» التنزاني التي تفرض على الترجيين التهديف والفوز إذا ما أرادوا مواصلة مغامرتهم القارية.