صحيح أن الإنتصار في كرة القدم مثل كل لعبة جماعية أخرى لا يمكن أن يتحقق سوى جماعيا وصحيح أيضا أن كل لاعب مهما كان مركزه في الفريق مطالب بالقيام بدوره ووضع ذلك على ذمة المجموعة لكن الثابت كذلك أن الإضافات الفردية هامة وحاسمة في أي رياضة جماعية ، فهناك لاعبون يصنعون بمفردهم انتصارات نواديهم ويحدثون الفارق بإنجازات شخصية وهذا ما يجب أن يتوفر في جل المقابلات وخاصة المصيرية منها التي تنعدم فيها غالبا الحلول الجماعية ويتطلب إحداث الفارق خلالها مجهودا فرديا لأحد اللاعبين أصحاب الإمكانيات الفنية والقادرين على تقديم الإضافة. الترجي الرياضي تنتظره مباراة صعبة ومصيرية يوم 19 أكتوبر وهي واحدة من أهم مواجهاته في نهاية هذه السنة وفي مشواره القاري الموفق إلى حد الآن وهو موعد ستكون فيه للإنجازات الفردية تأثيرات كبيرة على النتيجة وبالتالي على ورقة التأهل إلى النهائي... بدون شك هناك عمل دفاعي لا بد أن يؤمنه اللاعبون اعتبارا بأن شروط النجاح في هذه المباراة تستوجب المحافظة على عذارة الشباك غير أن الدور الأكبر والأهم سيكون هجوميا في المقام الأول لأن التأهل يمر عبر نتيجة واحدة وهي الفوز وهذا ما لن يتحقق دون تسجيل أهداف... إذن فإن ركائز الخط الأمامي سيكون لها دور كبير جدا في تحديد مستوى آداء الفريق من الناحية الهجومية أولا وفي تحديد نجاعته وإحداث الفارق ثانيا وفي هذا الصدد فإن الثلاثي الذي يؤسس القوة الأمامية الترجية بناء وتهديفا والمتألف من الدراجي والبلايلي ونجانغ مطالب بتأدية دوره على النحو الأفضل والمساهمة بقسط كبير في نجاح الفريق واقتلاع ورقة العبور إلى النهائي... هذا الثلاثي لم يقم بالدور المنتظر منه في لقاء الذهاب في جوهانسبورغ وخاصة الثنائي أسامة الدراجي الذي كان بعيدا عن مستواه الحقيقي ويانيك نجانغ الذي شكل نقطة الضعف الكبيرة في الخط الأمامي وكان السبب في فشل الأحمر والأصفر في التهديف خارج تونس وبالتالي أخذ أسبقية هامة قبل لقاء العودة ، وعلى هذا الأساس فإن تدارك هذه الأسماء الهجومية المؤثرة واجب يوم 19 أكتوبر حتى يكون هذا الثلاثي الهجومي بالفعل في مستوى طموحات وآمال كل الترجيين.