لم يعد خافيا على متابعي المشهد الرياضي في تونس أنّ النادي الافريقي يعيش أسوأ فتراته على الاطلاق منذ ميلاد هذا الصرح الكروي الكبير ولعلّ وضعيّة الفريق في الترتيب العام تكفي مؤونة التعليق. وضعية حتّمت على رئيس النادي سليم الرياحي اتخاذ جملة من القرارات تراوحت بين التعقّل والارتجال خاصة في ما يتعلّق بالمقاليد الفنية للفريق بدليل عدد المدربين الذين تداولوا على الاشراف على الفريق منذ انطلاق الموسم بما أنّه لم يعد مسموحا للرئيس مواصلة تفعيل حملة الاقالات التي يمارسها منذ بداية البطولة فقد كان اللجوء الى الدفع بأسماء جديدة في مناصب حساسة في فرع كرة القدم الذي يشكو للحقيقة فراغا كبيرا خاصة منذ رحيل منتصر الوحيشي وعضده الايمن يوسف العلمي. الجديد في هذا الموضوع وآخر ما استقر عليه الرياحي في الساعات القليلة الفارطة هو تعيين المسيّر السابق بالفريق عبد السلام اليونسي كمشرف عام على أكابر فرع كرة القدم حتى نهاية الموسم. اليونسي من الاحباء الاوفياء للنادي الافريقي وهو معروف بدماثة أخلاقه ونظافة يده ونتحدث هنا عن موارد الفريق وعن عائداته وليس عن شيء آخر وهذا ما يعتبر عاملا مهما لثبات الرجل في الفريق لأنّ الاسماء الاخرى التي تم تداولها تحوم حولها عديد الشبهات بمن فيهم من عمل الموسم الفارط وهذا موضوع آخر سنتحدث عنه لاحقا بأكثر تفاصيل فالظرف الحالي لا يسمح بمزيد النبش في الجرح القديم. ظاهريا سيكون اليونسي في الصفّ الامامي لامتصاص ضغط الأنصار وهو الذي تجمعه بهم علاقة طيبة الأمر الذي من شأنه ان يخفف من حملات النقد الموجهة للرئيس وحاشيته المنتشرة هنا وهناك ويبقى تأكيد وجاهة هذا القرار من عدمه رهين ما ستسفر عنه خطوات اليونسي المرتقبة الذي يبقى مطالبا من ناحيته بتحمّل مسؤلياته كاملة والخروج من جلباب المحبّ الوفيّ الى المسؤول القويّ.